تغطية وتصوير : محمد ممدوح
أضاءت أنوار الليزر جدران الأهرامات لاستقبال "أميرة الشمس" princess of the sun فيلم الرسوم المتحركة ، الذي تعيد به شركة "جودنيوز جروب" فتح السوق السينمائي المصري أمام الأفلام الفرنسية.
وعقدت الشركة مؤتمراً إعلامياً حضره عضوها المنتدب المخرج عادل أديب وفريق العمل الفرنسي الملحن ديديه لوكوود والمنتج فيليب السندريا والمخرج فيليب لوكلاير الذي وصف الافتتاح بأنه "حلم تحقق .. أنا سعيد لانطلاق عرض الفيلم في العالم من أصل الحضارة ، وعند سفح الهرم".
وقال أديب في المؤتمر الذي عقد في فندق "ميناهاوس أوبراي" في محيط الأهرامات : "ما ترونه الليلة هو نتيجة عمل متواصل على مدار عامين لإبراز ثقافتنا للعالم ، وليتعرف الجمهور المصري على نوعية أخرى من الثقافات والعادات من خلال سينما الشعوب".
وتابع أديب : " نحن نفتح سوقاً جديداً للسينما ، والأفلام الفرنسية كانت متواجدة في مصر منذ زمن ، ولكنها اختفت وها نحن نعيدها لنتيح للمشاهد المصري التعرض لأنواع أخرى غير الأفلام الأمريكية".
وأوضح السندريا أن مواجهة أمركة فن السينما كان شاغلاً مشتركاً بين الفرنسيين والمصريين : "كلاير اهتم في عمله بالابتعاد عن الطريقة الأمريكية في الرسوم المتحركة ، وقدمها بطريقة بسيطة ، بخلاف طريقة الابهار التي تعتمد عليها هوليوود ، وكان من أهم أولوياتنا مصداقية التعبير عن الحضارة الفرعونية ، لذلك قمنا بعمل أبحاث كثيرة عن فترة حكم الأسرة 18 ، ودرسنا مظاهر الحياة والثقافات الدينية في تلك الفترة".
ويدور الفيلم حول رحلة الأميرة "اكيزا" للبحث عن والدتها الملكة "نفرتيتي" بعد اختيارها حياة العزلة في جزيرة فيلة ، عقب وفاة زوجها أخناتون ، ويشارك اكيزا في رحلتها الأمير توت عنخ أمون ، الذي يصل معها في النهاية إلى عرش مصر.
وعلى الرغم من شطط الكثير من أحداث الفيلم عن الحقائق التاريخية ، إلا أن أمين عام المجلس الأعلى للآثار زاهي حواس وافق على عرض الفيلم شريطة توضيح أن أحداثه خيالية ، ودافع أديب عن الفيلم قائلاً : "الفيلم لا يسيء للحضارة الفرعونية بأي شكل ، كل ما هنالك أن مؤلفه أطلق لخياله العنان في إضافة أحداث درامية لا تضر بتاريخنا ، وهو ما أكد عليه تقرير حواس".
وكشف السندريا عن أن طريق عرض الفيلم في مصر بدأ من اقتحام السينما المصرية لباريس "عندما عرضت الشركة فيلم "عمارة يعقوبيان" شاهدنا ضخامة الانتاج في العمل ، وأحببنا مشاركة جودنيوز لانتاج عمل نبرز به عظمة الحضارة الفرعونية".
وتمنى مدير شركة التوزيع العالمية "ريزو فيلم أنترناشونال" نجاح "أميرة الشمس" في مصر مثلما نجح "عمارة يعقوبيان" للمخرج مروان حامد في فرنسا.
وأنتجت شركة جودنيوز فيلم "عمارة يعقوبيان" عن قصة الكاتب علاء الأسواني العام الماضي وقام ببطولته عادل إمام ونور الشريف وإسعاد يونس وهند صبري ومحمد إمام وخالد الصاوي وباسم سمرة وخالد صالح ، وشاركت به في سوق الفيلم على هامش مهرجان "كان" قبل عرضه تجارياً في عددٍ من فرنسا.
مع نهاية المؤتمر الصحفي بدأت أتوبيسات الشركة في نقل الحضور من الفندق إلى سفح الهرم ، حيث أقامت خيمة بشاشة عرض سينمائية ليشاهد الفيلم الصحفيون والإعلاميون الذين حضروا الافتتاح من مصر وفرنسا ووكالات الأنباء العالمية ، إلى جانب وزير الثقافة المصري فاروق حسني والسفير الفرنسي في القاهرة فيليب كوست.
وقال كوست : "التعاون بين الشركتين المصرية والفرنسية سيزيد من معرفة الحضارات والعادات بين الشعبين ، وأتمنى أن يفتح هذا التعامل الباب لأعمال جديدة كثيرة من نفس النوعية".
وكعادتها في احتفالاتها بأفلامها ، ركزت الشركة في ليلتها على الابهار ، بالطريقة التي كتبت بها اسم الفيلم على جدران الأهرامات ، وبالملصقات الدعائية التي اصطفت على جانبي الطريق الأثري ، إلا أن عنصر الابهار الابرز كان للموسيقي الفرنسي ديديه لوكوود الذي وضع موسيقى الفيلم.
قدم لوكوود أمام الأهرامات موسيقاه التي قدم فيها الجاز بآلات التخت الشرقي ، إلى جانب مقطوعات فرعونية ممزوجة بموسيقى شرقية عصرية ، عزفها على مدار ثلاثين دقيقة ، كانت ألسنة النيران الاستعراضية تعلو وتهبط مع ايقاعه.