اليوم هو الموعد الرسمي لعرض فيلم "ماكبث"، النسخة الجديدة المقتبسة من رائعة الكاتب المسرحي الإنجليزي الأشهر ويليام شكسبير. الفيلم الذي يقوم ببطولته الممثل الإيرلندي مايكل فاسبندر والفرنسية ماريون كوتيار، عُرض في مهرجان كان السينمائي في مايو الماضي، قبل عرضه الجماهيري الأول في مهد شكسبير بريطانيا منذ أكتوبر، ونال استحسانا كبيرًا إلى حد جعل عدد من النقاد يصفونه بأفضل نسخة مستلهمة أحداثها من المسرحية الشهيرة.
لكن ما هي أشهر الأعمال السينمائية التي حملت اسم "ماكبث" على مدار تاريخ السينما الأمريكية؟
١) "ماكبث" أورسون ويلز (١٩٤٨)
قدم الممثل والمخرج الأمريكي أورسون ويلز، صاحب "المواطن كين"، أول فيلما شهيرًا في سلسلة الأفلام المقتبسة عن "ماكبث"، وقام ويلز بدور الأمير الاسكتلندي، بينما قامت جانيت نولان بدور ليدي ماكبث، وعلى الرغم من تكلفة الفيلم المرتفعة وقتها (نحو ٧٠٠ ألف دولار)، إلا أنه سقط سقوطا مدوي، سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري، في الولايات المتحدة وبريطانيا.
لكن المدهش أنه نجح نجاحًا كبيرًا فى الدول غير الناطقة بالإنجليزية، خصوصا في فرنسا، حيث لم يستطع النقاد هناك تفسير كيف فشل الأمريكيون والبريطانيون فى تقدير قيمة الفيلم الفنية.
هذا الفيلم تحديدا تم تسجيل الحوار فيه باللهجة الاسكتلندية وقبل تصوير مشاهده، حيث كان الممثلون يحركون شفاههم فقط أثناء التصوير الذي استغرق ٢٣ يوما فقط.
٢) "ماكبث" شون كونري (١٩٦١)
النجم الاسكتلندي الشهير شون كونري كان له حظ ونصيب في تقديم دور "ماكبث"، في فيلم من إخراج بول ألموند. كان فيلم كونري تليفزيونيا، ومن إنتاج هيئة الإذاعة الكندية. وجسد فيه نجم "جيمس بوند" دور "ماكبث"، بينما قامت زوي كلادويل بدور زوجته.
لم يكن شون كونري وقتها قد تعدى الثلاثين عاما، أي لم يكن مشهورا بالقدر الكافي الذي يحقق لأفلامه نجاحا ورواجا بمجرد وجوده، إلا أن الفيلم حاز على نجاح كبير، وكان خير داعم له في تجسيد بطولة سلسلة "جيمس بوند" بعدها بفترة صغيرة.
٣) "ماكبث" بولانسكي (١٩٧١)
حاول المخرج الكبير رومان بولانسكي أن يتحدى ألموند بعد عشر سنوات من نجاحه في تقديم "ماكبث"، فاستعان بالممثل التليفزيوني جون فينش ليقدم دور الأمير، وكذا النجمة التليفزيونية فرنشيسكا أنيس، لدور زوجته.
حصل الفيلم على جائزة بافتا لأفضل ملابس، وحقق إيرادات نحو ٣.٥ مليون دولار. كان الفيلم عموما يمثل مرحلة بدايات بولانسكي، التي انتهت برائعة "مدينة الصين" لجاك نيكلسون، ومرحلة مجده في فيلم "عازف البيانو" الذي حصل على جائزة الأوسكار عنه.
٤) "ماكبث" جايسون كونري (١٩٩٧)
بعد ٢٦ عاما بالتمام والكمال على تجسيد شون كونري بطولة فيلم "ماكبث"، جاء ابنه جايسون ليجسد نفس الدور عام ١٩٩٧، في الفيلم الذي أخرجه جيرمي فريستون. لكنه لم يلق نفس نجاح فيلم الأب، واستطاع فقط الحصول على جائزة مهرجان الولايات المتحدة الدولي للسينما والتليفزيون في دورته الـ ٣٠.
٥) "ماكبث" معاصر (٢٠٠٦)
قدم المخرج الاسترالي الأصل جيفري رايت، محاولة جديدة لصنع فيلم مستلهم عن "ماكبث"، ولكن برؤية استرالية معاصرة، واستعان بالممثل سام ورثينجتون، وستيف باستوني، وفيكتوريا هيل، وترشح الفيلم فعلا لـ ٦ جوائز من معهد الفيلم الأسترالي، منها أفضل صوت وتأليف موسيقي، وحصل على أفضل أزياء وديكور.
استخدم رايت فيه اللهجة الاسترالية، واستطاع جنى نحو ٢٣٢ مليون و٩٩٤ ألف دولار، من شباك التذاكر الاسترالية، لكن الفيلم لم يلق أي نجاح وقت عرضه في العالم.
٦) "ماكبث" مايكل فاسبندر (٢٠١٥)
الفيلم الأخير، هو ما بدأنا الحديث عنه، وهو للمخرج جاستين كورزيل، وشارك فى كتابته جاكوب كوسكوف، ومايكل ليزلي، وتود لويسو، مستلهمين النص الأصلي لمسرحية شكسبير. معالجة فيلم كورزيل ستكون مختلفة قليلا عن المسرحية، حيث تقدم القصة "ماكبث" منذ طفولته في مرحلتين عمريتين مختلفتين قبل أن يصبح الفارس الشجاع.
الفيلم رُشح لـ 6 جوائز بمهرجان الأفلام البريطانية، منها أفضل ممثل وممثلة، ومخرج، وأفضل فيلم وممثل مساعد وصورة.
الفيلم سيتم عرضه في الشرق الأوسط بداية العام الجديد.