الهدف الأساسي الذي أنشأت من أجله وزارة الثقافة ليس في مصر فحسب ولكن في معظم البلدان، هو الحفاظ على التراث الفني المحترم والقديم، ونشره في جميع الأماكن، وبأسعار رمزية، لكي لا يختفي ويحل محله فن متدني غير محترم.
لهذا تحصل دائما وزارة الثقافة على دعم كبير من الدولة، لكي تقوم بتنفيذ هذه الخطة، وللتأكيد على أن مقياس التحضر لأي بلد يتم الكشف عنه من خلال الفن الذي تقدمه.
ومن الواضح أن الفن المنتشر حاليا والأكثر رواجا لا علاقة لوزارة الثقافة به، نظرا للمستوى السيئ الذي وصل إليه، والذي يؤكد عدم تنفيذ الوزارة للخطة بشكل صحيح، وأن الهدف من إنشائها لم يتحقق.
وأعتقد أن هذا التراجع في السنوات الأخيرة بسبب قلة الأعمال التي تقدمها وزارة الثقافة من خلال منافذها من ناحية، ومن ناحية أخرى المبالغة في أسعار تذاكر الحفلات والعروض في الفترة الأخيرة، والتي تضاعفت وأصبحت تقارن بأسعار الأماكن التجارية، وهو ليس الهدف في النهاية، لأن الهدف هو توفير فن محترم يليق بجميع أفراد الأسرة بأسعار أقل لكي تجذب الجمهور.
في الفترة الأخيرة تراجعت أنشطة وزارة الثقافة في العديد من الأمكان التي كانت تقدم فيها الحفلات والأمسيات الثقافية، كما قلت الحفلات داخل المسارح المختلفة والتي ترتبط بالمناسبات، والتي من الممكن أن تكون لأسباب متعلقة بالميزانية.
في المقابل الحفلات التي يتم تنفيذها أصبحت أسعارها لا تختلف عن الأمكان التي لا تتبع وزارة الثقافة والتي تعتمد على الأهداف التجارية والسعي وراء الربح، وكأن الثقافة اقتصرت على فئة معينة وهي التي تملك القدرة المادية على حضور هذه الحفلات فقط، لذلك أعتقد أن الوزارة "رقصت على السلم" كما يقول المثل الشعبي.
وإذا استمر الوضع بهذه الصورة فمن الأفضل أن يتم الإعلان أن جميع منافذ وزارة الثقافة تمت خصخصتها، أو العمل معها على أنها أماكن تجارية الهدف منها الربح وليس نشر الثقافة فقط.
أو استثمار الدعم الذي تحصل عليه من الدولة بشكل صحيح والنزول إلى أرض الواقع، ونشر الفنون في الشوارع والميادين والقرى والمحافظات، والخروج من المسارح المجهزة والمكاتب المكيفة، وتقديم هذه الأعمال بدون مقابل، أو بأجر رمزي.