لا يختلف اثنان على أن الدراما المصرية هي الدراما الأقوى عربيا، بل وتعد من أقوى الدراما في العالم، لكن لا يمنع ذلك مرور بعض الوقت على الدراما المصرية بفترات خفت فيها بريقها مقارنة بغيرها من المسلسلات.
ونجحت أنواع مختلفة من الدراما على سحب البساط من المسلسلات المصرية وجذب المشاهدين إليها، لذلك نستعرض معكم 5 أنواع درامية غير مصرية ازدهرت وانتشرت ونالت إعجاب المشاهدين في الشرق الأوسط رغم اختلافها ثقافيا عن المشاهد العربي.
1) الدراما الكورية
للدراما الكورية تاريخ طويل مع المشاهدين وتحتفظ بمكانة خاصة لديهم، فمهما اختفت عن الشاشات، تعود بين الحين والآخر بقوة ودائما ما تجد لها الكثيرين ممن يهتمون بمتابعتها.
وتُعرض المسلسلات الكورية في فترات متقطعة، تارة مترجمة، وهو ما يفضله المشاهدون، وتارة أخرى مدبلجة، ولنجاح الدراما الكورية أنشئت قناة "كورية" عربية، تعرض برامج ومسلسلات مترجمة للعربية في محاولة لنشر الثقافة الكورية، حتى أنها كانت تذيع برنامجا لتعليم اللغة الكورية.
2) الدراما المكسيكية
تتنقل بين القنوات، تقف أمام مسلسل مدبلج باللغة العربية ولكن لماذا يتحدثون سريعاً، ما كل هذه الضوضاء والصوت العالي، إنه مسلسل مكسيكي، فدبلجة المسلسلات المكسيكية لها طريقة مختلفة، تتواجد المسلسلات المكسيكية في فترات ثم تختفي، فإذا كان أبطال المسلسل وسيمين فستجد للمسلسل متابعين.
في فترة أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة انتشرت المسلسلات المكسيكية حتى شاشات التلفزيون الأرضي وليس فقط على القنوت الفضائية وبعدها بفترة أخنفت لتعود مجدداً في الأعوام السابقة ويسطع اسمها بمسلسلات مثل "انتصار الحب" و"مارى تشوى".
3) الدراما الهندية
أول ما سيبدر إلى الأذهان هي الأفلام الهندية الشهيرة لـ "أميتاب باتشان" كأفلام الحركة والأكشن التي كانت تعرض طوال اليوم وفي الأعياد، ولكن ما نقصده هذه المرة المسلسلات الهندية التي بدأت تدق أبواب المشاهد العربي، ولمحاولة الاختلاف يتم دبلجة بعض المسلسلات باللهجة الخليجية، و بالطبع بعد إعجاب الجمهور بالمسلسلات الهندية عبر العديد من القنوات الهندية الناطقة بالعربية، أصبحت الآن المسلسلات الهندية تنافس بشدة في مختلف القنوات العربية.
4) الدراما الباكستانية
السؤال الأول الذي يطرح بعد سماع جملة "الدراما الباكستانية" هو، هل هناك دراما باكستانية ؟ وهل أتت إلينا؟ الإجابة هي فقط أذهب إلى محرك البحث الشهير "جوجل" وقم بكتابة المسلسل الباكستانى وسيوفر عليك تكملة الجملة ويساعدك في كتابة "رفيق الروح" أو اكتب اسم "ماهرة ليكملها بخان و فؤاد"
نعم أنها الدراما الباكستانية التي اكتسبت هي الأخرى جمهور فأصبح الثنائي "ماهرة و فؤاد" شهير جداً، فهناك متابعين لكل أخبارهم وأعمالهم، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لمناقشة أخبارهم ومتابعة كل ما هو جديد.
5)الدراما التركية
وأخيراً الدراما التي استحوذت على قلوب الملايين وكانت الخطر الأكبر على الدراما المصرية، إنها الدراما التركية.
غزو المسلسلات التركية أصبح في كل مكان، ففي عام 2008 بدأت ظاهرة اهتمام المشاهد العربي بالدراما التركية، فتجد الجميع في ساعة واحدة منشغلون بمتابعة التلفاز، إنه موعد مسلسلهم المفضل، تنتهي الحلقة لتبدأ النقاشات حول الحلقة وتوقعات الأحداث القادمة، تمشى في الشوارع تسمع موسيقى كنغمات للمحمول، هذه الموسيقى ليست غريبة لتتذكر أنها موسيقى المسلسل.
إشاعات عن مشاكل بين الأزواج بسبب المسلسلات التركية فالزوجة تريد أن يعاملها زوجها كما يعامل "مهند" حبيبته، بل وصل الأمر أن فى هذا العام كثيراً من المواليد تمت تسميتهم بأسماء أبطال المسلسل "نور و مهند".
مسلسل "نور" والذي كان البوابة الرئيسية ليتبعه العديد من المسلسلات أصبح ظاهرة، فالجميع يشاهده ويتحدث عنه، وبعد انتهاء المسلسل يحرص المشاهدون على شراء الأسطوانات المدمجة لموسيقى المسلسل التصويرية، بل وصل الأمر إلى استضافة أبطال العمل في مهرجانات عربية كثيرة.
ولم تنته ظاهرة المسلسلات التركية إلى يومنا هذا، "فحريم السلطان" و"على مر الزمان" وغيرها من المسلسلات أصبحت أسماء شهيرة يعرفها الجميع ولازالت القنوات حتى الآن تتنافس فيما بينها على العرض الأول والحصرى لها.
ومع كل مرة يهتز بها عرش الدراما المصرية، يبدأ صناعها في الحديث عن الجمهور الذي يهجر أعمالهم وينجذب للمسلسلات الجديدة ولا يفكرون في الأسباب الحقيقة وراء ذلك.
فالجمهور ينجذب إلى تلك المسلسلات لأنه لا يجد ما يبحث عنه في الدراما المصرية، فلازالت النجمة الواحدة تطل علينا ويحمل العمل اسمها والجميع يحبها، وها هو البطل الذي تدور عنه كل أحداث المسلسل، لا نجد اهتمام بالقصة ولا المشاهد.