إذا كنت تعتقد أن أسوأ ما ممكن أن تشاهده يخدش هو مشهد ساخن يجمع بين بطلي العمل، أو لفظ اعتدنا على تصنيفه بـ"قبيح" .. أنت مخطئ تماما، ففيلم "الجرسونيرة" خدش الحياء بطريقة أخرى مختلفة تماما.
بداية الفيلم كانت موحية بوتيرة الفيلم، فالمخرج هاني جرجس فوزي انتقل لمرحلة أخرى من الابتذال، وذلك عن طريق تثبيت الكاميرا لثواني في أول مشهد للفيلم –دون أن تتحرك نهائيا- على صدر غادة عبد الرازق العاري! لم أفهم نهائيا مغزى هذه اللقطة التي استمرت لفترة ويرافقها جمل حوارية على لسان الممثلة الشهيرة عن تفاصيل ليلتها مع عشيقها وكيف كان مختلفا، وهذا كله دون التفوه بلفظ خارج.
ولم تمر سوى دقائق معدودة لأجد نفسي مع ذكرى مؤلمة للمخرج هاني جرجس فوزي، مشهد غادة عبد الرازق وهي تستحم، ليعود بي الزمن عاما للوراء وأتذكر المشهد الشهير لمروى في كواليس فيلم من إمضاء نفس المخرج، على أمل ألا يتسرب كواليس مشهد غادة عبد الرازق!
نعود للفيلم، منذ أول مشهد جمع بين غادة عبد الرازق ومنذر ريحانة تمكنت من فك شفرة الفيلم، ولذلك لم أندهش من نهايته، فمستوى الإخراج والتمثيل لم يكن يحمل الكثير من المفاجآت، فكان عاديا وأحيانا وصل لحد البرود.
سيناريو الفيلم كان ركيكا، فالجمل الحوارية لم تكن كما يروج لها أبطال العمل وأنه فيلم يكشف عن الغموض النفسي والوجه الآخر الغامض بالإنسان، وكان مليئا بالثغرات، كمثلا لماذا أخفت غادة عبد الرازق هاتفها في الحمام رغم تعرضها لسطو مسلح على بيتها؟ وكيف لمنزل فخم ألا يحتوي على سلاح سوى واحد صغير وأيضا لم تخفه غادة عن عيون اللص؟
والنقطة الأهم، هل من المنطقي أن يجلس اللص في البيت ويدخن الحشيش ويجالس أهل ويجبرهم على ذلك! ولماذا من الأصل دخل اللص البيت وبحوزته كاميرا تصوير فيديو؟ وكان هذا يسهل كشف النهاية المتوقعة للفيلم.
مشاهد رقص غادة وإجبارها على التصوير في علاقة غرامية مع عشيقها كانت من أسوأ المشاهد، ليس لأنها من المفروض أنها ساخنة، بالعكس فهي لم تكن كذلك، كانت مبتذلة رغم عدم احتوائها على ما يخدش الحياء سوى تعبيرات وجه منذر رياحنة وهو يصورهما بكاميرته، ولم يكن لها أي مبرر سوى إقحام مشهد من المفترض سخونته وجرأته.
أما غادة عبد الرازق، فكانت في أسوأ أدوارها على الإطلاق، لم يكن يهمها أكثر من إطلالتها الساخنة، ففي بداية الفيلم ظهرت بفستان عاري، وبعده بـ"البورنص"!! ثم غيرت ثيابها لترتدي "روب" مفتوح من المفترض أنه محتشم ليحميها من عيون اللص، ومن بعده جلباب رقص ثم جلباب قصير وأخيرا بيجامة!
ومع كل هذه الثياب لم تبخل غادة على نفسها بتغيير تسريحة شعرها! رغم أنها من المفترض يتعرض بيتها لعملية سطو مسلح، وتعاني من القهر بسبب ثقتها في رجل سلبي لم يحرص سوى على سمعته كسياسي!
أما لهواة أغاني الأفلام، فأغاني الفيلم وطريقة مونتاجها مع أحداث الفيلم توحي بأن الفيلم تم تصويره منذ أربعة أو خمسة أعوام على الأقل، وهذا بالتأكيد ليس في صالح الفيلم.
الفيلم في مجمله سيء، وفهمت فراغ السينما من روادها سوى من ثلاثة أشخاص فقط كانوا يتهافتون ويدعون أن تخرج الكاميرا خارج المنزل، وأن يخرج منذر من المنزل بسبب ضيقهم من أحداث الفيلم الرتيبة.
ناقشني عبر حسابي بموقع تويتر @MaiGouda