روتردام (هولندا) – رويترز : افتتحت مساء الثلاثاء الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي بروتردام وسط حضور هولندي وعربي مكثف بمشاركة ممثلين وسياسيين عرب بارزين.
وشهد حفل الافتتاح عرض الفيلم القصير "الغسالة" للمخرج السوري هشام الزعوقي ، والفيلم الروائي المصري "بنات وسط البلد" لمحمد خان.
وكرم المهرجان المخرج التونسي الناصر خمير ومن مصر الممثل نور الشريف أحد نجوم فيلم "عمارة يعقوبيان" المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان ، ومهندس الديكور صلاح مرعي الذي يعد من أبرز من صمموا مناظر في السينما المصرية في أفلام منها "أغنية على الممر" و"أبناء الصمت" و"الجوع" ، وأخيراً فيلم "المومياء" الذي يعرض في المهرجان تكريماً لمرعي ولمخرجه شادي عبد السلام.
وقال محمد مزالي رئيس الوزراء التونسي الأسبق في الإفتتاح إن السينما تنتعش كلما وجدت الحرية اللازمة التي تسمح "بالخيال والخلق ، فمن خصائص السينما أن تمكن الانسان من الحلم."
وأشاد مزالي بما وصفه "مناخاً للتعايش والتسامح في هذا البلد الصديق هولندا."
وقال خالد شوكت مدير المهرجان أن "عرب هولندا خلال السنوات القليلة الماضية أنجبوا مخرجاً سينمائياً عالمياً هو هاني أبو أسعد مخرج فيلم الجنة الآن ، ومجرماً عالمياً هو قاتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ ، وبيد العرب أن يبنوا جنة حقيقية على الأرض كتلك التي دعا اليها المخرج ذو الأصل الفلسطيني هاني أبو أسعد ، بدل أن يساهموا في قيادة شبابهم إلى جنة وهمية كتلك التي حولت المغربي محمد إلى إرهابي".
وقتل محمد بويري وهو هولندي من أصل مغربي المخرج الهولندي ثيو فان جوخ - 47 عاماً - في نوفمبر 2004 بعد أن عرض التليفزيون الهولندي فيلمه المثير للجدل "الخضوع" الذي أثار حفيظة الهولنديين المسلمين ، حيث يتناول ما يتصوره عنفاً ضد المرأة في المجتمعات المسلمة ، من خلال إمرأة تتعرض للإغتصاب وفي أحد المشاهد ترتدي ملابس شفافة لا تخفي آثار للجلد بالسياط على جسدها ، وقضت محكمة هولندية العام على بويري - 28 عاماً - بالسجن مدى الحياة.
ويقيم في هولندا نحو مليون مسلم يشكلون نحو 6% من مجموع السكان البالغ عددهم 16 مليون نسمة.
ويشارك في المهرجان الذي يستمر ستة أيام أكثر من 30 فيلماً روائياً وعدد كبير من الأفلام الوثائقية التي تمثل 12 دولة عربية إضافة الى أفلام تمثل دولاً أوروبية داخل المسابقة وخارجها.
ويمنح المهرجان ثماني جوائز مالية أكبرها "الصقر الذهبي" وقيمتها 1500 يورو لأفضل فيلم روائي طويل ، كما تمنح شبكة راديو وتليفزيون العرب art جائزة قدرها ألف يورو لأفضل عمل روائي أول لمخرجه.
وحيا محمد أبو ليل رئيس المهرجان في حفل الإفتتاح "نضال الشعوب المحبة للسلام والحرية في العراق وفلسطين."
كما دافع أبو ليل وهو من أصل فلسطيني عن مشاركة فيلم إسرائيلي في مسابقة المهرجان قائلاً إنه "يدافع عن القضية الفلسطينية" ، في اشارة الى الفيلم الوثائقي "أنتقم .. ولكن من أجل عين واحدة فقط" لمخرجه الاسرائيلي آفي مغربي.
وقال الناقد العراقي إنتشال التميمي لرويترز في وقت سابق إن لمغربي - وهو من دعاة السلام في إسرائيل - أفلاماً وثائقية "إستفزازية" تهاجم السياسة الرسمية لحكومته.
وأضاف أن فيلم مغربي الجديد يركز على "حقيقة الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون يومياً ، كما يعالج أسطورتين محببتين للإسرائيليين أولهما الثورة على الرومان والثانية هي التضحية المطلقة للبطل التوراتي شمشون وإلى أي مدى يختلف ذلك عن الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات مسلحة ضد الإسرائيليين".
وينظم المهرجان ندوة عنوانها "السينما السعودية.. واقعها وآفاقها" بمشاركة المخرجين الإماراتي مسعود أمر الله والأردني عباس أرناؤوط ، إضافة الى ثلاثة مخرجين سعوديين يشاركون بأفلامهم في المهرجان وهم التسجيلية هيفاء المنصور أول مخرجة في المملكة ومحمد بازيد وعبد الله المحيسن مخرج فيلم "ظلال الصمت" أول عمل روائي طويل في تاريخ المملكة المعروفة بتشددها إزاء الفنون ولا توجد بها دور سينما.
ويتضمن المهرجان أربع مسابقات للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة.