ما هو جديد محمد رشدي؟
انتهيت من تسجيل أربع من أغنيات ألبومى الجديد ، وقريبا سأقوم بتسجيل أغنيتين ليتم طرح الألبوم فى الصيف المقبل بمشيئة الله. ويشاركنى العمل فيه نفس فريق العمل الذي تعاونت معه في "دامت لمين" وعلى رأسه صديق عمري عبد الرحمن الأبنودى ومن الشباب مصطفى كامل وأحمد شتا ونصر محروس والموزع مجدى داود.
ولكن تردد أخيراً أن منتج ألبوماتك اشترط عدم التعاون مع الأبنودي ، فما مدى صحة ذلك؟
هذا لم يحدث اطلاقاً ، بدليل أن الأبنودي تواجد بإبداعاته وأعماله في الألبوم الذي مزج بين جيل الكبار وجيل الشباب برعاية منتج ألبوماتى منذ عام 1995 محروس عبد المسيح صاحب شركة "فري ميوزيك" وابنه نصر محروس ، والمحصلة أن ألبومى وزع 500 ألف نسخة وهو رقم لم يصل إليه أى مطرب هذا العام بما في ذلك عمرو دياب ، وحقق أرباحاً زادت عن مليون جنيه على رغم أن سعره كان عشرة جنيهات.
وما هو السر في رأيك وراء هذا النجاح الذي حققه الألبوم ؟ و ما الذي حرصت على تقديمه في أعمالك الأخيرة ؟
أعتقد أن الصدق وراء نجاح أى عمل ، فأنا اعشق الفن وأحرص على الصدق في اختيار الكلمات والالحان حتى يصل أدائي وإحساسي للناس ، إضافة إلى أنني راهنت على الشباب في ألبوم "دامت لمين" ، وبالفعل كانوا عند حسن ظني وأثبتوا أن لديهم الكثير ويجب أن نعطيهم الفرصة ولا نهاجمهم بسبب ومن دون سبب.
من ناحية أخرى ، اتخذت أغنياتي الأخيرة شكلاً جديداً في توزيعها ، فقد كان المألوف بالنسبة لي هو أن يردد الكورال المطلع ورائي ، أما الآن أصبح صوتي يذوب في صوت الكورال ليكونا توليفة غنائية جديدة.
ما الذي أعجبك في المطربين والملحنين والشعراء الشبان ؟
الفنانين الشبان لديهم أفكاراً جديدة وحماسة شديدة ، فأنا وعبد الحليم حافظ مثلاً كنا نغنى بشكل تقليدى إعتماداً على الموهبة الصوتية ، ولكن الأمر اختلف تماما الآن ، فالصورة والمظهر والشكل العام أصبحت أموراً ضرورية للنجاح.
إذن ما سر الهجوم على جيل الشباب في رأيك ؟
لا أحب الهجوم على أحد وأنحاز لإعطاء الفرصة لكل فنان، وانا أرى أن الذين تفرغوا لانتقاد الآخرين وتركوا أعمالهم وجلسوا فى منازلهم واكتفوا بمجرد الهجوم على غيرهم هم المخطئين و الخاسرين ، فأنا مع الذين يعملون ويخطئون ويتعلمون من الخطأ لأن كل زمان فيه الجيد والردىء. وأنا لا أجامل الشباب و لكن أرى أنهم طاقات تحتاج لتشجيع ورعاية ، إضافة إلى أننا لم نولد نجوماً بل واجهنا أيضاً هجوم في بداية الطريق حالنا كحال كل جديد.
وما هو تقييمك للمشهد الغنائي حالياً ؟
الغناء يمر بحال من التطور أهم سماتها السرعة والتوافق مع العصر. والوصول الى مرحلة الرضا فى الغناء ليس لها وجود الآن لأنها حالة خاصة تنتمي لعصر أم كلثوم وعبد الوهاب وجيل العمالقة. ومن ناحية أخرى ، لا توجد لدينا مواهب فذة باستثناء علي الحجار وهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو الذين يشكلون الثروة الغنائية القومية، ولكنهم اختاروا الغناء فى الأوبرا بمصاحبة فرق الموسيقى العربية.
بشكل عام المناخ غير صحى و ملئ بالضغوط المادية التي لا يستطيع المطرب أو الملحن أو الشاعر أو حتى المنتج تحملها ، فقد تغيرت القنوات التي كنا نعمل من خلالها في الماضي ، حين كانت "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات" و"صوت الفن" هما الجهتين الوحيدتين لإنتاج الألبومات والاسطوانات وتوزيعها ، أما الآن فيتعين على المنتج ان ينفق مئات آلاف لإنتاج أغنية واحدة ثم يستمر في الإنفاق عليها بعد ذلك لعرضها في التليفزيون المحلي والفضائيات ، ما يقلص فرصة الظهور أمام كثير من الفنانين الكبار أو الجدد.
وأهم دليل على ذلك في رأيي هو أن هانى والحجار وصالح والحلو هم الأكثر موهبة ولكنهم ليسوا الأكثر لمعاناً لافتقادهم لأشياء كثيرة تدخل الآن في إطار متطلبات "النجومية" التي أصبحت الآن صناعة لها فكر وتخطيط ، والناجح هو من يستوعب ذلك ، فعمرو دياب مثلاً ليس مطرب سيء كما يردد كثيرون من أبناء جيلي ، و لكن على العكس فهو مطرب ناجح وذكي جداً.
وفي النهاية ، شباك التذاكر والطلب هو الذى يحدد نجومية أي فنان وعمرو هو نجم الشباب الأول وهو الوحيد الذى يفكر بشكل جيد ودقيق في كل ما يتعلق بنجوميته بداية من اختيار ملابسه وحتى أغانيه، وهو ما يجعل منه بحق مؤسسة غنائية ناجحة.
هل يعني كلامك أن الغناء تحول إلى تجارة وصناعة ؟
كلامي يعني أن الغناء تحول الى فن إدارة ، فالموهبة تحتاج الآن إلى فكر وتخطيط وعلم ، فالساحة الغنائية مليئة بالعديد من الموهوبين ولكنهم لا يجدون فرصتهم، و في الوقت نفسه هناك الكثيرون من أصحاب الإمكانات الفنية المحدودة ولكنهم ناجحون على رغم ذلك لأنهم يفكرون بشكل جيد. فالفيصل حالياً هو العقل وذكاء الفنان واستناده لإدارة واعية وعلمية.
ما رأيك في الغناء الشعبى حالياً ؟
الغناء الشعبي حالياَ ليست له سمة مميزة و لكنه عشوائي ، فهناك العديد من المؤدين الشعبيين الجيدين على الساحة حالياً ، و هناك أيضاً الردئ في الوقت نفسه.
فهدى مثلاً يتشابه لونها الغنائي مع ما تقدمه فاطمة عيد ، بينما يعد حكيم من أنجح من يقدمون "لون ابن البلد" ، إضافة إلى حسن الأسمر الذي أعتقد أنه يتمتع بموهبة شعبية حقيقية ، ولذلك فأنا دائماً ما أساند المطربين الشعبيين الجدد ، و كنت صاحب فكرة ضم هدى وعصام كاريكا وتامر حسنى لنقابة الموسيقيين.
ما الفرق بين الغناء الشعبى الذي قدمه جيلكم وما يقدمه الجيل الحالى ؟
جيلنا عاش مرحلة البحث عن الذات على المستوى الاجتماعي والوطني والسياسى والدولى ، فأمريكا نفسها مثلاً كانت فى مرحلة البحث عن الذات. فأيامنا ، قدم ألفيس بريسلى أغانى من فلكلور الزنوج وتراثهم القديم وحرك المشاعر ، كذلك محمد رشدى ووديع الصافى وفيروز وغيرهم فى وسط معركة البحث عن الذات ، ونتيجة لذلك أصبح لكل منا خطه الخاص ولونه المستقل الذي يميزه عن الآخر. أما الآن فالمسألة عشوائية غير مستقرة.
هل تعتقد أن الفيديو كليب ادى الى انتشار العري والابتذال ؟
الأعمال بالنيات ، فالكليب شىء جميل ، ولكن بحسب استثماره ، حيث يعود الأمر لنية المخرج والمنتج سواء تضمن عري أو رقص سافر ومبتذل أو فن جميل وراقى.
لماذا اختفى دور نقابة المهن الموسيقية فى التصدى للردىء من الغناء ؟
النقابة ليست جهة عقاب و يقتصر دورها على تقييم حنجرة المطرب وتصنيف الاصوات هناك من يصلح للطرب والقادر على الاستعراض ومغني الأفلام والإعلانات.
أما ما يخرج عن هذا الإطار فهو من اختصاص الدولة التي يخضع كل فرد فيها للقانون بما في ذلك الفنان ، ومن هذا المنطلق فقضية العري من اختصاص بوليس الآداب ، وليست من اختصاص النقابة.
هل تحصل على نسبة من أرباح البوماتك مثل الشباب ؟
لا أتعامل بهذه الطريقة ، ولكن أحصل على أجر محدد فقط ، و التعاون بيني وبين محروس عبد المسيح يتم بالكلمة والأجر.
ماذا عن حالتك الصحية ؟
أحمد الله عز وجل فانا الآن أجرى عملية غسيل كلوي مرتين اسبوعيا واستبعد الأطباء إجراء عملية زرع كلى لي لدواعي وظروف السن.
بماذا خرجت من أزمة المرض ؟
اكتشفت معادن الناس فقد عشت احترم الفن وأرفض الهابط منه ، بل رفضت الغناء فى "الكباريهات" والملاهي الليلية ، ولم أشارك فى أى عمل رديء ، لذلك قامت الدولة بواجبها معي ، كما تلقيت مساندة كبيرة من جانب نقابة الموسيقيين.
هل انتهى زمن المطرب الأوحد ؟
بالفعل انتهى ولن يعود ، فالزمن تغير وأصبحنا نتصارع الآن على البقاء ، أما فى الماضي كانت الإذاعة هي المنتج الوحيد ، لو أغلقت أبوابها أمام المطرب كان لا يجد أي منفذ آخر ، أما الآن فأمامك شركات وجهات إنتاج لا حصر لها إضافة إلى القنوات الفضائية التي ترحب بالجميع.