يجلس النجم الشاب في حجرة فيلته ممسكا بهاتفه "الآيفون" بطرازه الأخير، وقد كتب على حسابه الشخصي بأحد مواقع التواصل الاجتماعي للمرة السابعة على التوالي "أنا نازل التحرير"، قبل أن يسحب آخر أنفاس سيجارته المارلبورو الحمراء متوجهها لحجرة الملابس لاختيار ما سيرتديه في اليوم التالي.
النجمة الشابة زوجة النجم الشاب كانت تجلس في الحجرة الأخرى بالوضع ذاته، تفعل مثل زوجها تماما، باستثناء اختلاف بسيط في نوع السجائر، فهي تفضل "البيضاء" لقلة مفعولها، ولكن معاناة النجمة كانت أكثر من زوجها، فعند اختيارها للملابس سيكون لزاما عليها أن تختار تلك الملابس التي سترتديها خلال ظهورها على الهواء في بيروت بعد أيام!
ونتحدث هنا عن "ثوار أهل الفن" الذين يحرصون على التواجد بالاعتصامات والتظاهرات بشكل مستمر، ولكنهم يستغلونها أحيانا بشكل مؤسف، ربما أيضا قد يكون غير مقصود.
النجم الشاب كان من أهم الفنانين المشاركين في ثورة 25 يناير بلا شك، وحاليا من أهم زملائه أيضا الداعمين للثوار والمعترضين على قرارات الديكتاتور محمد مرسي، ولكنه في الفترة الأخيرة بدأ يسلك مسلكا آخر.
فالنجم الكوميدي لابد وأن يذكرنا بشكل مستمر بتواجده في التحرير، كنت موجودا بالأمس وسأتواجد الجمعة المقبلة وسأذكركم كل فترة بتواجدي! قد يكون ذلك شيئا عاديا لممثلا صاعدا أو فنانا عاديا، ولكنه ليس مقبولا من نجما يحبه الجمهور بشكل كبير.
أما زوجة النجم ففي حقيقة الأمر لم تبالغ في الإعلان وجودها بميدان التحرير، ولكن ليس مقبولا أيضا أن تذهب للميدان وتتحدث عن الشهداء وأسرهم، ثم تطير لبيروت بعد يومين فقط للمشاركة في أحد عروض برنامج اكتشاف المواهب الشهير! لا أحجر على أحدا ولا أريد التحكم في أحد، ولكن لماذا استفزاز مشاعر الجمهور؟
كما قلت أعلاه، لا نريد أن نحجر على أراء أحد، ولكن نجومنا "الكبار" يفعلون ما لا نفعله نحن، أي فرد طبيعي عندما يشارك في مظاهرة أو اعتصام يفعل ذلك تلقائيا دون الإعلان عنه عبر صفحته بـ Facebook أو حسابه الشخصي في Twitter!
القائمة لم تتضمن النجم والنجم فقط، آخرون ممن نثق فيهم وفي "ثوريتهم" بدأوا في الإقدام على أشياء لا تليق بهم أو بنجوميتهم، فهناك أيضا نجما شابا ولكن في الغناء وليس التمثيل، عندما جاء للميدان في المرة الأخيرة جلس على أطراف "صينية" الميدان وبدأ في تسجيل لقاءات صحفية.
هذا عن الفنانين الذين نفترض معهم حسن النية، أما الآخرون، فالنية ليست حسنة في كل الأحوال!
واتحدث هنا عن النجمات الكبار "كبارا في السن وليس النجومية فقط"، واللائي كُن يخرجن في تظاهرات مؤيدة للرئيس المخلوع، ثم ارتدوا رداء الثورة بعد ذلك.
النجمات خرجن في تظاهرات مؤخرا، وتوشحن بالأسود، ثم ذهبت كل منهن لافتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي باللون ذاته، ولكن يبدون أن "الحزن" يكون داخل مصر فقط.
وتخلت النجمات عن اللون الأسود خلال المشاركة بمهرجان "مراكش" السينمائي الدولي، فأين ذهب اللون الأسود، وأين اختفت الدموع؟
وهنا يتبقى دعوة للنجوم "باختلاف نواياهم"، ليتعاملوا مع الأمر بشكل أفضل من ذلك، وإذا بالفعل يبحثون عن مصلحة البلاد وحقوق الشهداء، فليجعلوا ذلك في نفوسهم، وليتعاملوا معها من المنطلق ذاته الذي يسلكه الفرد حين يعطي أحد حسنة، فهل يصح أن يراها أحد؟