مومباي (الهند) - رويترز : عندما تفكر في بوليوود تتبادر الى ذهنك أفلام موسيقية طويلة دون المستوى تزخر بأغاني ورقصات مبهرة لا ترتبط بأحداث الفيلم كثيراً.
ففي فيلم مدته ثلاث ساعات حتى وإن كان من أفلام الإثارة ربما تشاهد ما يصل الى عشر أغنيات يؤديها أبطال الفيلم وبطلاته من مواقع متباينة من مروج جبلية الى شوارع المدينة الكئيبة.
وفي كل مرة تبدأ فيها الموسيقي تتوقف أحداث الفيلم ويرقص البطل والبطلة بملابس مبهرجة ويبدلون ثيابهم كثيراً بدرجة تصيب المشاهد بالدوار.
وينتقد المثقفون هذه الافلام بشدة ويكاد لا يعرفها الجمهور في الغرب ورغم ذلك فان الأغاني هي التي تجتذب الجمهور الغفير الذي يملأ دور السينما في المدن والبلدات الهندية الكثيرة ويتابع الشاشات المتنقلة التي تنقل حلم الصناعة الهندية الى القرى.
وتلوح في الأفق بوادر تغيير في البلد الذي ينتج أكبر عدد من الأفلام في العالم إذ تستبدل مجموعة من منتجي الأفلام الموسيقي التي تقطع تسلسل الفيلم بموسيقى تصويرية تمتزج بموضوع الفيلم بدلاً من أن تتحكم فيه.
ويقول شانكار ماهاديفان الذي يشرف على إعداد الموسيقى التصويرية للأفلام في بوليوود : "يقدم مخرجون جدد أفلاماً أقصر لا تتضمن أغاني ، الموسيقي في هذه الأفلام في الخلفية".
ويقلص معظم المخرجين مشاهد الرقص والغناء في الأفلام لإدراكهم أن مرتادي دور السينما بدأوا يقبلون أفلاماً أقل إبهاراً بل وتخلو بعض الأفلام من الاغاني كلياً.
ويقول المخرج رام جوبال فيرما الذي اشتهر بأفلامه غير التقليدية : "لماذا ينبغي أن ينتهي كل مشهد بأغنية .. لا يفهم المشاهد الغربي ذلك ، الفيلم ليس مجرد لقطات تتوسط الاغاني".
وتلعب الموسيقى دوراً مسانداً في العديد من الأفلام الناجحة الأخيرة من بينها أفلام "جريمة قتل" و"سيد الخداع" و"سيارة الاجرة رقم 9211" ، و"رانج دي باسانتي" الذي يروي قصة نضوج أربعة من الشبان وقد حقق أكبر إيرادات خارجية بين أفلام بوليوود.
وفي السابق كانت الأغاني التي تستهلك مايصل لنصف مدة الفيلم وسيلة لتحاشي قوانين الرقابة الصارمة على مشاهد الجنس والحب على شاشات السينما في الهند.
ويقول محللون تجاريون أن الجمهور وبصفة خاصة في المدن التي تتطور سريعاً وحيث تتنامي الطبقة المتوسطة اعتاد المشاهد الجريئة بصورة أكبر ولا يصبر على الأفلام الطويلة جداً.
ويقول تاران أدارش المحلل في بوليوود : "تغير السيناريو بالكامل الآن ، ليس لدى الناس وقت للأفلام الطويلة فهم يريدون فيلماً مدته ساعة ونصف يمكنهم التواصل معه".
"الأغاني والرقصات ليست مهمة في هذه الأفلام ، هناك العديد من الأفلام تخلو من أي أغان".
ويقول بعض المشرفين على إعداد الموسيقى التصويرية للأفلام أن المخرجين يريدون وضع أعمالهم في "قوالب هوليوودية".
ويقول المشرف الموسيقي المعروف إسماعيل دوربار : "لا توجد أفلام طويلة في الغالب الآن ، تسعين بالمئة من مخرجينا حالياً يقلدون هوليوود التي لا تستعين بالاغاني والرقصات".
ويقول نقاد سينمائيون أن الصناعة اضطرت لتغيير تفكيرها فيما تسعى للوصول الى مشاهدين في جميع أنحاء العالم تجاهلتهم حتى وقت قريب.
وقال ناقد : "يسعى عدد متزايد من منتجي الأفلام للوصول إلى أسواق في بريطانيا وجنوب أوروبا والولايات المتحدة نظراً لارتفاع الإيرادات هناك".
وأضاف : "كي يتحقق ذلك ينبغي أن ينتجوا أفلاماً تناسب ذوق غير الهنود ، انتهى عصر الأفلام التي تتضمن أغاني بلا داع".
وبدأت بوليوود تنتج أفلاماً تحكي قصصاً وليس لتقديم أغان ورقصات فحسب.
ويقول شان وهو من أبرز المغنين الذين تستعين بوليوود بأصواتهم في أفلامها : "المشاهد الغنائية تقطع تسلسل الاحداث وليس لدى الناس الصبر الآن لمتابعة أغنية طويلة".