كعادتها ، لا تتوقف نانسي عجرم عن صناعة المفاجآت ، وأحدثها هذه المرة أسلوب العمل الذي ابتدعته نادين لبكي لألبومها الجديد بصفة عامة ولأغنيتها الجديدة "يا أطبطب .. وأدلع".
فعلى ما يبدو أن نانسي عجرم استطاعت من خلال هذه الأغنية أن تخرج نفسها من دائرة مطربات الإغراء ، والتي سبق وأن اطلق عليهن البعض "المطربات العجرميات" ، وإن كنت ما زلت أتساءل : لماذا تم وضع نانسي .. الفتاة الشقية .. ضمن هذه الفئة من المغنيات ، فأغلب الكليبات التي صورتها لم يكن فيها أي نوع من أنواع الإغراء الصريح الذي نراه اليوم بوضوح.
فما هي كليبات الإغراء لنانسي؟ هل هي "آه ونص" التي أدت فيها دور بنت البلد التي ترتدي الجلباب الضيق وتجلس على "طشت" الغسيل؟ فهل هذه "القعدة" التي "قعدتها" أغلب ممثلات السينما المصرية ولم يتهمهن أحد بالإغراء تعد ضمن مشاهد الإغراء؟
حتى أغنية "قول تاني كدة" كان أداؤها فيها استعراضيا ، ولا يوجد بها أي إغراء.
والدليل على ذلك أن نانسي استطاعت أن تستحوذ على قلب 70 مليون مصري بأغنيتها التي ذاع صيتها أثناء بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة "إنت مصري" ، فقد أصبحت الأغنية تحتل الآن المرتبة الأولى لدى المصريين ، وتنفي في نفس الوقت الشائعات التي ترددت عن أن نانسي "تكره" المصريين.
واستطاعت نانسي بهذه الأغنية أن تتبرأ بشكل عملي من جميع الشبهات ، وذلك من خلال ارتدائها زي "البهلوان" ، ومن خلال حركاتها الخفيفة التي ذكرتني بنعيمة عاكف في فيلم "تمر حنة".
وحتى تبرئة نانسي من تهمتي الإغراء وكراهية المصريين لم تكن كافية ، فقد وجه لها البعض اتهاما جديدا بالاستخفاف بالواقع العربي بصفة عامة وبتقديم أغنيات بعيدة تماما عن الواقع العربي المظلم ، وذلك بسبب تصريح لها قالت فيه : "سيكون ألبومي الجديد مفاجأة للجمهور ، كما سيكون مفرحاً للناس بعد فترة القلق التي عاشتها المنطقة العربية" ، فقد خرجت الصحف المصرية وبعض مواقع الدردشة على الإنترنت باتهامات عنيفة لنانسي بأنها "تطبطب وتدلع .. بينما الشعب المصري يفرقع ويولع"!
ومع ذلك ، فقد حاول أحد المشاركين في أحد مواقع الدردشة على الإنترنت تحليل تصريحات نانسي وألبومها بشكل سياسي ساخر ، فقال إن عنوان الألبوم الذي سيحل كل القضايا التي تشغل الأمة العربية "أطبطب وأدلع" هو عنوان مساير للأوضاع التي نعيشها ونعاني منها ، فالطبطبة والدلع هما المطلوبان من الحكومات العربية تجاه شعوبها ، بدلا من المعاملة الوحشية والجافة والإهمال ، فهذه هى سياسة الخلاص التي قدمتها لنا "المنقذة" نانسي!
أما أنا ، فأرى أن لكل عصر الفنان الخاص به ، ولكل فنان الرسالة التي يؤديها ، فليس من المفروض أن يكون كل ممثل كدريد لحام أو عادل إمام ، وليس من المفروض أن تكون كل مطربة ماجدة الرومي ، وليس من المفروض أيضا أن يظل البشر في حالة كآبة مستمرة ، فدور نانسي في عالم الغناء هو إضفاء البهجة على الناس ، وتقديم الغناء بشيء من "الفرفشة" المطلوبة للجميع في هذا الزمن المليء بالمشكلات والهموم.
وأشهد لنانسي عجرم أنها استطاعت أن تفعل هذا ، وبجدارة ، ولابد من تحيتها على ذلك!