فخورة بأني من جيل الثورة الذي لا يسامح ولا يغفر لكل من أساء له، ولكن للإساءة درجات وللغفران أيضا درجات.
ظللنا نتمنى أن تصل الثورة لماسبيرو وطالبنا بتطهير الإعلام وحلمنا أن يثور سكان المبنى العتيق، وعندما بدأت تدب روح الثورة في الأحد 22 يناير 2012 من قناة النيل للأخبار "ربما تكون تمثيلية" بدأت تعود من جديد نغمات التخوين وسوء النية.
ومع عرض فيلم "اسمي ميدان التحرير" مساء نفس اليوم، بدأت تتعالى صيحات سكان الموقع الاجتماعي Twitter بأن ما يتردد عن ثورة ماسبيرو عبارة عن افتراءات مُرجعين ذلك لـ:
@MennaTeeAmr منة ’تي‘ عمرولو الفيلم مجابش سيرة ال١١شهر اللي فاتوا، شوفوا كام واحد من المشاهدين هيبقى فخور و فرحان بالثورة و مقتنع تماما ان الجيش حماها #لطم Jan 22 via webFavoriteRetweetReply
والرد على ذلك من كلام العاملين في ماسبيرو، هو أن الفيلم تم مونتاجه منذ أكثر من ستة أشهر، يعني في أبريل 2011، وفي هذا الوقت لم تكن بدأت تظهر جملة "انتهاكات العسكري"، وبالتالي سؤال "ماذا لو كان الفيلم استكمل حتى الآن هل كان سيعرض ذلك أم لا" لا مبرر له لأنه في علم الغيب، حتى لو أكد مخرجه أنه كان سيتناول الأمر.
أعترف أن الفيلم مستواه ضعيف وخذلني لأنه لم يعرض تفاصيل موقعة الجمل، ولم يلق الضوء على اتخاذ الجيش لموقف سلبي فيها وعدم محاولته لإيقاف راكبي الجمال، بل وأفسح لهم الطريق للميدان.
فالفيلم لا يرتقي لكلمة "ممنوع من العرض" في بلد تثور ليلا نهارا من أجل حقوق مواطنيها، ولكن في نظام قمعي كالذي نحياه فمن الممكن ذلك.
"اسمي ميدان التحرير" له حسنات مثل جملة "شهيد التعذيب خالد سعيد" فأخيرا اعترف الإعلام المصري بذلك وروى قصته الحقيقية مما يُثلج قلب أمه التي بالتأكيد ملت من ترديد إعلامها لقصة لفافة البانجو، وكذلك تأكيد أن هناك شهداء ثورة ماتوا بسبب الرصاص الحي الذي استخدمته الشرطة في جمعة الغضب وكذلك السيارات التي دهست المواطنين يومها.
والحسنة الكبرى هو عرضه على التليفزيون المصري ليصل لطائفة مختلفة من الشعب.
وهناك من ينتقد الفيلم لأنه لم يتعرض لكيفية تغطية القناة نفسها لأحداث الـ18 يوما التي قضاها المصريون قبل التنحي والمكالمات المفبركة وإهانة ثوار التحرير.
الفيلم من إنتاج القناة ولكن ليس بالضروري أن يكون صانعه يعمل بها، وأقصى مدة للفيلم الوثائقي هي عشرون دقيقة، وربما وجد المخرج أن هذا لن يخدم فكرته وهذا حقه ويبقى لنا التقييم وليس التخوين.
فما المطلوب من الإعلام الرسمي؟ إذا ثار نشك بنواياه وإذا انحاز للسلطة نلعنه، فالمبنى بأكمله لا يجب أن يُحاكم من أجل آراء من ظهر وسب وقذف في الثورة والثوار، خاصة وأن به نماذج مشرفة.
لا أستبعد معكم قلقكم من أن يكون ذلك "تمثيلية" وخاصة بعد مرافعة فريد الديب محامي المخلوع حسني مبارك وتأكيده أن البلد كانت في يد الجيش منذ 28 يناير، وأن يكون هذا الفيديو دفاعا جديد للمجلس وطوق نجاة.
ولكني آمل في ثوار جدد يزيدون من رقعة الثورة لتصل لكافة المصريين، ومن السهل التأكد من ذلك مع بداية مسيرات 25 يناير 2012 وكيفية تغطية القناة لها.