جلس المخرج عمرو سلامة على مقعده الخشبي المرصع بكلمة The director (المخرج بالعربية) ليخطاب هند صبري: أكشن، لتنطلق بعدها الممثلة الكبيرة محدثة الكاميرا وجمهور فيلم أسماء "أنا لو مت مش هيبقى من المرض اللي جوايا، بس هيبقى من المرض اللي جواكو"، لتهبط دموعهم معلنة البداية الحقيقية للمخرج الشاب.
وفي مقابلة مع CNN العربية تحدث سلامة عن أسماء والتيار الإسلامي، وميدان التحرير والثورة المصرية.
أسماء
كشف سلامة أن فكرة أسماء كانت إرهاصا جاءه بعد تصويره فيلما تسجيليا عن مرضى الإيدز في مصر.
وتابع "سمعت حكايات كثيرة أثارت فضولي، وبعد عام تحدث معي المكتب المسؤول عن الإيدز في الأمم المتحدة، وعرض علي فكرة أن أستمع لأشخاص آخرين وإمكانية عمل فيلم طويل".
وأوضح المخرج الشاب أن الأمر احتاج تجهيزات منذ 2005 وحتى 2008، لصعوبة تحويل قصة درانية بهذا الشكل إلى سيناريو طويل، خاصة في ظل ظروف الإنتاج الصعبة الاي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة- على حد تعبيره.
وعن أسباب بعض المشاهد في الفيلم، رد سلامة بأن ذلك كان لأغراض فنية، ومن أجل تقصير فترة العرض، وإن كان عرضها على الإنترنت لأن أبطالها بذلوا فيها مجهودا كبيرا ومن حقهم تكريمهم.
وفي سؤال للمحطة الأمريكية قالت فيه "ألا ترى أن الفيلم كئيب للغاية؟"، أجاب المخرج المتألق "قصة الفيلم نفسها درامية جدا وليست كوميدية، والثقافة المصرية تعودت على الكوميديا، ووجود الفنان الكوميدي ماجد الكدواني خفف حدة الدراما بعض الشيء".
وبالرغم من اقتناعه التام بالفيلم وإشادة النقاد به، إلا أن سلامة أكد وجود صعوبة على الحكم على أسماء تجاريا، مرجعا ذلك إلى الظروف الاستثنائية التي مرت بها مصر في العام الأخير، وكذلك مجئ توقيت العرض خلال أحداث شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء مباشرة، وهو ما أثر على المشاهدة بالتأكيد.
الإسلاميين والسينما بعد الثورة
بالرغم من توقعات الكثيرين حول حال السينما بعد الثورة ما بين متفاءل برفع يد الدولة الأمنية عن تلك الصناعة الإبداعية، ومتشاءم بصعود التيارات الإسلامية، كان رد سلامة "التوقع هنا صعب للغاية، فنحن لا نعرف توجهات القادمين للسلطة في مصر تجاه السينما، بالإضافة إلى مزاج الناس في الشارع، وما أعرفه أن أمامنا معارك كثيرة قادمة سواء من الناحية الاقتصادية أو على مستوى الحريات".
وعن تيار الإسلام السياسي وتأثيره أكمل المخرج الشاب "لن نتجاهل ذلك، ولكن أمامنا خيارين، إما أن يحاربوننا أو نحاربهم، وقد اكتشفنا في الفترة الأخيرة أنه لا يوجد من يدعي إنه يعرف طبيعة المجتمع المصري، لأن خيارات الناس محيرة جدا".
غير أنه رجح عدم توقف السينما التجارية، مشيرا إلى وجودها في العالم كله. ولفت "نجاح السينما التجارية يمنح السينما الجادة فرصة أكبر للنجاح، لأن منتج الفيلم التجاري سيخاطر بإنتاج سينما جادة بسبب المكاسب التي يحققها من السينما التجارية".
الثورة المصرية
على الرغم من كون عمرو سلامة واحد من صناع فيلم "التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي"، إلا أن كثيرون باتوا لا يجدونه في تظاهرات ما بعد مايو الماضي، إلا أنه ظل واحدا من أوائل من هتفوا "يسقط نظام مبارك".
ولكن مخرج "زي النهاردة" أوضح أنه لم يذهب للميدان منذ فترة طويلة لطبيعة المشهد وانعدام الرؤية، كما أن الفترة الحالية وصفها بالضبابية.
وفي رده على سؤال هل ترى أن الثورة المصرية حققت أهدافها؟، رد عمرو سلامة بأن الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها الثلاثة الرئيسية "عيش - حرية - كرامة إنسانية،" ولكنها حركت المياه الراكدة في المجتمع المصري، وجعلت الناس تهتم أكثر بالسياسة والتفكير في المستقبل.
وأوضح أن أكبر خسائر الثورة أن الناس لم تقدرها بالشكل المطلوب، بخلاف تشويه البعض لصورتها تماما وإهانتها.