دائما ما أكره جملة "اللهم لا شماتة"، لكون قائلها لا ينفذها في أغلب الأحيان ويقولها ليستبق بها شعورا واضحا بالشماتة، لذلك لن استخدمها في هذه السطور، ولكني سأطلب منك أن تصدقني أنني لست بشامتا على الإطلاق، لكون الأمر بأكلمه لا يستحق ذلك بأي حال من الأحوال.
فخسارة المذيع توفيق عكاشة لانتخابات مجلس الشعب شيئا عاديا قد لا يستحق التعليق، ولكن بعض التفاصيل الدقيقة بالموضوع تجعل التعليق واجبا، فما حدث يمكن اعتباره أشبه بانتصار الخير على الشر، وهي النهاية المألوفة دائما والتي تعودنا عليها، ولكن يبدو أن أشخاصا بعينهم لا يرغبون في التعلم.
عليك أولا أن تعلم بأن السطور القادمة لم تُكتب من أجل عكاشة، ولكن الوصف ذاته ينطبق على الكثير من الإعلاميين، وهنا سنضطر اعتبار الأخير من الإعلاميين.
وعكاشة أحد أكثر المذيعين الذين يفعلون كل ما في وسعهم من أجل التقرب للسلطة، ولا يمانعون من فعل كل ما هو متاح من أجل الوصول لذلك الهدف.
فعل ذلك مع الرئيس المخلوع، نافقه قولا وفعلا، برر أخطاءه وقبل يد رجاله، فحصل على ما يريده من مكانة بالحزب الوطني المنحل، ليستمر على النهج ذاته مع المجلس العسكري.
وهنا استخدم توفيق عكاشة فكرا عتيقا أصبح لا يُجدي في الوقت الحالي، فبالإضافة إلى أن الشعب لن يقبل بحدوث أشياء كانj تحدث بالماضي، فإنه من المستحيل أن تتسبب مجموعة من الأفراد في نجاح شخص قام بسب أخوه لهم، وخاض في عرض أخت لهم.
السقوط الكبير لمرشح مثل عكاشة في الانتخابات يؤكد أن ذلك الشعب لا يستطيع أحد خداعه أو إيهامه، حتى وإن كانت ظروفهم الاجتماعية ليست على نحو يسير، أو أنهم لم تسعفهم الظروف للوصول لمستوى تعليمي متقدم، فإن هناك مبادئ وقيم يعرفها الناس بطبيعتهم البشرية، ولا تحتاج لأموال أو شهادة جامعية.
وفي المقابل، فإن نجاح مرشح بتلك الشخصية، قد يعطي قدرا من المصداقية للعبارة الشهيرة لعمر سليمان، وإثبات أن الشعب المصري ليس مؤهلا للديمقراطية، ولكن ذلك لم يحدث.
على عكاشة أن يترك السياسة قليلا بعد ما حدث له، ويتفرغ للمؤامرات والحفلات الماسونية التي ينوي أتباع الماسون الأعظم تنظيمها في 13 ليلة.
خسارة عكاشة للانتخابات هي رسالة تحذيرية، ليست له فقط، ولكن لكل عكاشة يقول شيئا بالباطل لترضى عنه السلطة، ويسير على جثث الشهداء وعرض الآخرين ليصل إلى أطماعه.
تابعني على Facebook
وعلى Twitter
ناقشني على msaleh@sarmady.net