بعفوية وصراحة شديدة، كانت إجابات المطرب والملحن رامي جمال، الذي عبر بوضوح عن أحلامه وحبه للغناء الذي بدأ وهو في مرحلة مبكرة ولكنه أجلها حتى ينضج صوته ويتملك منه.
كيف كانت فترة تحضير الألبوم؟
الألبوم اشتغرق تحضيره 3 سنوات، وبالطبع عدلنا العديد من الأغاني واستبدلنا بعضها، وبالطبع مع طول المدة بدأت أشك أن الألبوم لم يرى النور واقنع نفسي بأنه يكفيني التلجين للآخرين، ولكن الحمدلله فـ"كل تأخيرة وفيها خيرة".
شاهد لقاء رامي جمال مع موقع FilFan.com
تعاونت مع نفس الشعراء الذي تتعاون معهم كملحن، فهل اختلف الأمر؟
لم نضع في بالنا أن العمل لرامي، وخاصة أنني لم أكن اخترت لنفسي الشخصية الفنية التي تناسبني وتعجب الجمهور، فكنا نعمل على صنع أغنية جيدة، فأن أبني شخصية من أول مرة بأي طريقة فنسب المجازفة بنجاحها أو فشلها عالية، فالتجديد مطلوب ولكن الجنان خطأ.
والشخصية الموسيقية تتكون من عيون الناس المحيطين بك والجمهور، ولم أكن على صنعها من البداية، فأغلب أغاني الألبوم عرضناها على فنانين من قبل مثل محمد حماقي ومحمد فؤاد وفضل شاكر ورفضوها وكانت من نصيبي في النهاية.
لماذا جاءت كل توزيعات الألبوم مختلفة ومتنوعة؟
كنت "بجرب" في نفسي، لأني لم أسمع نفسي في لون واحد فقط، وتعاملت مع كل أغنية على أنها فرصة، احتمال أن يكون هو فرصة نجاحي الوحيدة، وخفت من أن يتردد أن يقول أحد أني أشبه أي شخص في الغناء، وبالطبع سمعت العديد من الانتقادات، وهذا أفضل لأنه في بدايتي سأتمكن من تجاوز الأخطاء، ومن الألبوم المقبل سأبدأ في تحديد الشخصية الفنية الخاصة بي.
فمثلا أمامنا مثال على ذلك وهو المطرب عمرو دياب، فهو له شخصية محددة، ومع ذلك فليس له ألبومين مشابهين لبعض ويحرص على التجديد في الموسيقى ولا نتوقع منه ما سيقدمه، وعلى الرغم من تقديمه للمزيكا الإسبانية عاد من جديد لتقديم الشرقي.
بعد سماعك للنقد البناء، بنسبة كم بامائة تقيم التجربة الأولى؟
بما قاله النقاد عني، فأنا راضي بنسبة تتخطى الـ70%، ولكني أعطيت لنفسي على الألبوم 3 من 10، وهذا طموح مني أن يكون الألبوم القادم أفضل من السابق.
نعلم أنك صورت كليب آخر غير "قدامي" فما هو ومتى ستصدره؟
نعم صورت أغنية "مافضش بيا"، وسأصدرها مع بداية إجازة الصيف، وكان من المفروض أن يتم عرضها في الأول بدلا من "قدامي" ولكن الظروف غيرت كل شيء، زأنوي تصوير كليب آخر لكن أنتظر رد فعل الجماهير.
هل تنوي التأخر من جديد في الألبوم المقبل؟
لا لن يحدث ذلك، بدأت في اختيار الأغاني وبالفعل استقريت على ثلاث أغاني، وبعد رمضان سأستكمل البحث والعمل، ومن الممكن أن أصدر ألبوم في الصيف المقبل لكن إذا شعرت أني أقيم نفسي بـ6 من 10.
هل رامي المطرب ناوي على المنافسة مع المطربين الآخرين؟
لا أنوي هذا إطلاقا، فكلنا بنقدم موسيقى والمنافسة موجودة بين أغانينا التي نقدمها وليست شخصية، فالمستمع يتذكر الأغنية، والشطارة أن يركز كل منا في تقديم ما يريده الناس، وعلينا تقديم أغاني جيدة، فالكلمات يجب أن تكون من أحاسيس الناس، وعلى الملحن أن يترجم هذا بعمق وليس من أجل أن تتغنى الكلمات فقط، والموزع يجب أن يكون طماع في أنه يقدم أفضل مما قدمه الشاعر والملح، فالموضوع كله طمع في تقديم الأفضل.
برأيك، كم واحد من الوسط يدرك ما تقوله؟
قليلون، ولكني متفائل بعد الثورة أن تعم الروح الإيجابية بين الناس،فعندما يروا أن الناس تتعاون مع بعضها دون نفسنة، سيدركوا أن الدنيا "ماشية".
هل تعتقد أن نجاحك كمطرب من الممكن أن يؤثر عليك كملحن؟
لا أعتقد، فأنا أدعو الله أن ىيعلي من قدري لكن دون أن تتغير نفسيتي، فأمراض الشهرة ستؤثر عليّ كشخص وإنسان وليس كفن.
حسنا، هل ذهبت لأي ملحن كمطرب ورفض أن يسمعك ألحانه خوفا من نجاحك؟
بالطبع، كانوا يعتقدون أني ذاهب لهم لسماع ألحانهم بصفتي ملحن وأنوي الاستفادة من ذلك، ولكن ليس الجميع كذلك، ولا أستطيع أن "أزعل منهم"، ولكن كل من تعاونت معهم في الألبوم كانوا يطمئنون على باقي الألبوم حبا فيه.
ولكن ذلك لأنهم شعراء وموزعين وليسوا ملحنين؟
هم الأفرب لشخصيتي وتجمعنا علاقة صداقة امتدت منذ سنوات بسبب تعاونا معا مسبقا في العديد من الأعمال، فهم مقتنعين بي ومعرضين للنقد من المطربين بأنهم يقدموا لرامي أفضل ما عندهم، وهذا لأن المطرب نفسه حرم نفسه من السماع، وبعد ذلك يتهمني بأني بخيل وأخبأ الألحان الجيدة لي، وهذه ليست طباعي.
أحييت أول حفلاتك بعد الألبوم، فبماذا شعرت؟
الحمدلله كان عدد المتواجدين جيد جدا وهي ليست بتذاكر دخول وسعدت جدا لأنهم كانوا حافظين الأغاني، ولكني اعتبرها كـ"بروفة" للغناء الحي على المسرح، واطمئننت لأني استطعت الحركة على المسرح والخوف الموجود بداخلي تم كسره وزالت الرهبة بداخلي، وهناك بعض الأشياء التي أحزنتني.
وهناك فرق بالطبع بين صعودي على المسارح بجانب العديد من الفنانين الذين تعاونت معهم كملحن، فالجمهور الموجود جاء من أجلي أنا، ويجب عليّ أن أرضيه.
وما هي الأشياء التي أحزنتك؟
كان هناك شابان متواجدان أمام المسرح يلقيان الإفيهات عني فمثلا طوال الوقت يقولون كلان من نوعية "يا أسطورة" و"لو فلان سمعك هيزعل"، وكنت قد تلقيت نصيحة من أحد أصدقائي بألا أستمع للمضايقات لكنه كان أقرب شخص لأذني، وما ضايقني أنه هل أنت جئت هنا من أجل أن تضايقني، "أتبسط يا أخي لو أنا مش هبسطك روح أعمل أي حاجة تانية، أنزل حمام السباحة".
وأنا بررت ذلك لنفسي بأني لم أنل إعجابه، وتابع ضاحكا: وخاصة بأني لو بشخصيتي الطبيعية هنزل له.
برأيك، ماذا يحتاج المطرب على المسرح؟أ
ولا القبول الذي يمنحه الله لك، وهذا ليس بيد أي شخص، فهذا هو الأهم لأنه عندما يتواجد القبول سيتيح لك الفرصة بتقديم ما عندك.
هل سمعت من أي شخص في الوسط انتقادات لأنك اتجهت للغناء؟
لن أذكر أسماء، ولكن في حفل توزيع جوائز إذاعة نجوم FM، فوجئت بسوبر ستار غير مصري يناديني ويقول لي: "خلاص غنيت"، فرددت عليه: "أنت موقفني عشان السؤال دا، آه غنيت"، فجاوب: "يا خسارة كنت بحب ألحانك"، فشعرت أنه يقصد أنه لن يتعاون معي ثانية.
ولذلك أصدرت "مليش دعوة بحد"؟
أنا فعلا "ماليش دعوة بحد"، فمنذ بدأت التلحين وأصدقائي كلنوا يقولون لي أني سأصبح الملحن رقم واحد، ووووأنا بالفعل لا يهمني أرقام، أنا أتمنى أن أصل أن تصبح موسيقاي وشخصية تحترم وأن أتلقى نقد بناء وسوي.
ومن ساندك من المطربين كمطرب؟
هناك العديد فمثلا محمد حماقي ومحمد فؤاد وتامر حسني وشيرين، واتجاهي للغناء ليس جديد عليّ، فأنا لم أدخل كلية تربية موسيقية وأدرس الموسيقى من أجل التلحين، أنا أغني من صغري مع أصحابي وفي حفلات المدرسة، وتأخرت في الغناء بسبب رفض المنتجين الإنتاج لي وعذرتهم فصوتي لم يكن ناضج بعد، والحمد لله أن الشاعر محمد عاطف لفت نظري لأن أعمل كملحن في المجال الذي أحبه حتى أصبح مطرب.
بدأت مرحلة الانتشار من خلال إصدار أغاني "سينجل" على الإنترنت، فما تقييمك للانترنت الآن؟
كان حبيبي في البداية، ولكن بعدما بدأنا مرحلة صرف الأموال على الأغاني بدأت أشعر بضرره، فهو خدمني جدا وعرف الناس عليّ، ولكني صرفت فلوس كثيرة على أمل أن استردها من المبيعات، ولكن الانترنت وسيلة دمار لفلوس المنتج، وتحميل الأغاني منه مؤذي جدا، ومضر لهذه الصناعة، ولو ظلت الخسائر تتزايد ستقف هذه الصناعة.
المفروض أن الآن صوتنا أصبح مسموع وننتظر رد رادع من وزير الاتصالات ويحل لنا الأزمة، ومن الممكن أن يصبح تحميل الأغاني بأموال، وتصبح المواقع من أجل سماع الأغاني.
هناك اتهام لرامي الملحن على اقتصاره في التعاون مع عدد معين، ما رأيك؟
بالعكس، عندما أسمع كلام جيد من أي شاعر حتى لو مبتدأ، بشعر بطمع رغبتي في تلحين هذه الأغنية، فأنا لا أجري وراء الأسماء فهو لن يضيف لي، فهذا ليس ذكاء، أنا فقط ضد الجدد الموهومين، وبالنسبة للتعاون مع مجموعة معينة فهي لأنها "كيميا" بيننا.
أغنية "بلادي" كانت فتحة خير، ولكن صاحبتها العديد من المشاكل، حدثنا عن ذلك.
بالطبع ما حدث أحزنني، ولكن تفسيره الوحيد هو "خضة النجاح"، وعادي جدا من الممكن إغفالها، فسبق وحصلت معي فور صدور ست أغاني لي في ألبوم "خلص الكلام" لمحمد حماقي، وأسامح على ما حدث، فربنا بيسامح.
بالطبع مشاركتي في الأغنية أقدره جدا وخاصة مع حجم النجاح الذي لاقته، ولكن لا يجب عليّ الوقوف عندها، وعليّ أن أكون في نفس مقدار احترام الناس لي بعد الأغنية.
هل فكرت التجهيز لأوبريت الثورة؟
لا أحب أغاني المناسبات، فكان من الأسهل لي وقت الثورة تلحين أغنية وأغنيها بنفسي من أجل التواجد، ولكن الذكي في هذه الفترة كان من ألغى نفسه وفكر في الحدث نفسه، فعندما غنيت في "يا بلادي" كانت مشاعري وصلت لقمتها على ما يحدث ،ولكن بعد ذلك مشاعري هديت، وفكرت في الغناء للبناء والتعمير، ولكني وجدت العديد من الأغاني حول هذا الموضوع.
برأيك، ما هو دور الأغنية في الحفلات؟
بالطبع، فالأغاني دافع قوي ومحفز، فلو هناك فرد مهزوز من النزول للميدان كانت الغاني تشجعه، وهذا ما يثبت أن الأغنية رسالة، كما حدث مع "إزاي" لمحمد منير.
احكي لنا عن تجربتك في ميدان التحرير.
رأيت بالفعل ما جسده أحمد مكي في أغنيته، فمصر صغيرة جدا، ولا توجد مشاكل بين الأفراد، والحمدلله لم أشاهد البلطجية ربنا نجاني من هذه الأيام، اشتاق لروح الميدان جدا، فهي اختفت بعد تنحي مبارك، وتبقى منها بعض الصفات، وعلينا استرجاع الروح، والآن عدنا لكسر الإشارات وإلقاء القمامة في الشوارع.
هل لو قدمت لحنا لمطرب ما ورفضه ستغنيه بنفسك؟
بالطبع، زلن أفكر بأنه رفضه لأنه سيء، فأنا أصبحت قادر على تقدير جودة اللحن وأعرف لماذا نجحت الألحان التي قدمتها لمطربين سابقين، ولماذا فشلت أيضا، وأشفق على المطرب الذي لم يميز اللحن الجيد ورفضه، لكني لست تجاري ولا أستطيع إقناع أحد بها، وأتضايق لأني لست أناني ولم أترك الأغنية لنفسي والمطرب يفكر ولو اللحن جيد لماذا لم يأخذه لنفسه، وهذا يزيدني إصرار أن أثبت لك أنك خاطئ.
هل حدث خلافات بينك وبين أي مطرب منعك من التلحين له؟
لا لم يحدث، فالمطربين اللذين تعاونت معهم مرة واحدة فقط كانت لأسبا من الممكن أن لحني لم يرضيه، أو أنه لم يعطيني ما كنت أتمناه من اللحن، أو أن شركته المنتجة لم تسدد لي أجري بالكامل بينما سددت لغيري.
ما هي أمنياتك؟
أن يكرمنا ربنا جميعا والصحة والستر، وفنيا أتمنى أن أكون مختلف عن غيري وأن تصل مزيكتي للعالمية، وأحقق أي شيء لم يحققه أحد، وأتمنى أن تتقدم بلدنا ونعمل كلنا.
هل تقتدي بأحد؟
هناك العديد من الأمثلة، ولكني "ماليش دعوة بحد".
شاهد رامي جمال يغني لـ FilFan.com