"لو انت إسلامي .. عمرو خالد بيقول لأ، لو انت ليبرالي .. ساويرس بيقول لأ، لو انت مع الثورة .. البرادعى بيقول لأ، لو انت ناصري .. عمرو موسى بيقول لأ، لو انت إسلامي بس من كاليفورنيا .. معز مسعود بيقول لأ، ولو انت ملكش في السياسة وليك في السينما .. أحمد حلمي بيقول لأ".
كانت هذه العبارة نتيجة طبيعية للفيديو الذي خرج للنور في الأربعاء 16 مارس 2011، الذي ضم عدد كبير من "النخبة" في عدد كبير من المجالات مثل منى زكي وأحمد حلمي وبسمة وشريف عرفة وعمرو سلامة ومحمد دياب ومحمد البرادعي ونجيب ساويرس وعمرو موسى وعمرو حمزاوي وعمرو خالد ومعز مسعود.
في البداية، سعدت جدا بوجود ممثلين من نجوم الفن الكبار مقاما الآن وهم ينفذون مقولة "الفن رسالة"، ولكن رسالة الفن ليست في "قول لأ" أو "قول آه"، ومحاولة إقناعي بأنه "لأ" هي السبيل الوحيد للتغيير والخلاص أمر مرفوض، وخاصة وأن عواقبها لم تكن واضحة أمام الشعب بسبب عدم تطرق المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذه النتيجة.
فحشد كل هذه الشخصيات لتبرير موقفهم من "لا"، يعيدنا مرة أخرى لسياسة القطيع، وهي أن يكون هناك صوت واحد مسموع والآخرين يثقون فيه نظرا لتاريخه، ويتبعونه دون تفكير، وهذا ليس ضمن مبادئ التحرير التي نادينا بها منذ شهرين.
أعلم أن نية كل من بالفيديو نظيفة، وأنهم يريدون إظهار أن "لا" هي الموقف السليم الذي من الممكن أن يحقق مبادئ الثورة إذا قورن بـ"نعم"، ولكن بالنسبة لشعب يخطو خطواته الأولى في الديموقراطية، فلا ينبغي أبدا أن نقوده ونوجهه لأرائنا الشخصية، وجمع كل مرددي "لا" في فيديو واحد.
كما جمع كل الآراء، وخاصة المسلمين، يوجه الرسالة بشكل أكبر للمسلمين وذلك لمواجهة وحش وفزاعة الإخوان المسلمين الذين يرددون أن "لا" حرام شرعا، خاصة بعد انتشار فيديوهات لقساوسة وهم أيضا يأمرون بقول "لا" لمحاربة الآخرين، وبالتالي فالمواطن المسيحي ليس من جمهورهم المستهدف لأن صوته محسوم!، ولكنهم نسوا أن من يتبع الإخوان لن يسمع لهذا الفيديو، ولن يهتم بما قالوه أو بالشخصيات حتى إذا كانت محببة لهم مثل عمرو خالد ومعز مسعود.
وما فاجأني أكثر، هو بعد خروج نتيجة الاستفتاء بـ"نعم"، فوجدت أغلب من دعوا لـ"لا"، يرددون أنه من الممكن تحويل النتيجة لما كانوا يريدونه!، فلماذا من البداية قررتم قيادة الشعب لـ"لا" وكان من الممكن من البداية تبني هذا الرأي، أنه من المهم التصويت فقط والنتيجتين في النهاية متشابهتين، وتعبر عن رأي الأغلبية مهما كانت الأسباب والدوافع!.
فكان من الأولى من توجيه الناس في أول خطوة ديموقراطية لرأي معين، أن نطالبهم بالنزول للتصويت مهما كانت النتيجة، لتخرج وهي تمثل أغلبية الشعب، كما حدث في النسخة الأمريكية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2009.
والآن بعد خروج الإعلان الدستوري بعد تأخر أسبوعين بنتيجة غير مرضية لأغلب من قالوا "لا"، فما هي الخطوة القادمة؟!، خاصة وأنه حتى الآن ورغم انتشار عددا من الفيديوهات التي تنوه عن تزوير النتيجة، لم يستطع شخص الطعن فيها، هل سيكون الاعتصام هو الطريق الوحيد، أم بالحوار الوطني الذي غاب عنه ائتلاف الثورة والبرادعي لوجود وجوه من النظام القديم به؟! ويتبقى السؤال الأخير، كيف سنقلب نتيجة الـ"نعم " لـ"لأ"؟! ، وبهذه المناسبة فأنا قولت لأ.