حوار: محمد عاشور
كتب: مي جودة
تصوير: محمد ممدوح
توقفنا في الجزء الأول من حوارنا مع الفنان الشاب عمرو سعد عند حديثه عن أشقائه التسعة، وفي هذا الجزء نستكمل حوارنا مع عمرو حديثه عن العديد من الأمور الخاصة والعائلية والفنية، فإلى تفاصيل الحوار.
استكمل عمرو سعد حديثه عن أسرته قائلا:
كان والدي موظف، وتربيتنا كانت حميمية ووسطية وكانت الأسرة تعيش في جو من الدفء وأتصور أنها خلقت بداخلنا حسا فنيا غير مقصود وغير مباشر، فكلنا موهوبين في مجالات مختلفة، فكل المستويات في مصر قادرة على إفراز أشخاص محترمين، ولكن حاليا النسبة أصبحت صعبة بسبب العشوائية، فهي كـ"المفرمة"، والناس أصبحوا محبطين وخائفين سواء على أبنائهم أو على مستقبلهم، فلابد أن نعود للتحلي بقيمة الأسرة، فنهضتنا الاجتماعية والحضارية من قيمنا نحن وليست من قيم أخرى.
ولكن حاليا وكما نرى أن الظروف الاقتصادية جعلت الأب والأم في صراع دائم لتأمين الأموال الكافية لأبنائهم، بعيدا عن مشاعر الأسرة الدافئة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه يوجد استثمار أهم، فالبحث عن لقمة العيش شيء لا جدال فيه، ولكن مثلا والدي عُرض عليه السفر للخليج في أواخر السبعينيات وكان بإمكانه أن يصبح مليونيرا، لكنه فضل أن يستثمر أولاده، للأسف نحن تنقصنا القناعة بمصريتنا، ويجب أن يكون مجهودنا الأكبر في الحفاظ على قيمة الأسرة.
وهذا أيضا ما ناقشناه في "دكان شحاتة"، وواجهت مرة سؤال لماذا لا نقدم أماكن جميلة وشيك؟ فقلت هل يوجد أجمل من الإنسان، هل أقدم خرسانة حتى لو في شرم الشيخ وأترك أجمل شيء وهو الإنسان، فهل نحن نصنع ماكيتات أم نصنع بني آدم الذي يستطيع صنع الحضارة.
كيف كنت تقضي يومك قبل السينما؟
زمان قبل حلم السينما كان يوم عادي، مع أصدقائي ونتقابل كل جمعة على القهوة ونلعب كرة، ولكن بعد السينما أخذت مني مجهود ومن عمري أوقات كان من الممكن أن استمتع بها، فالحلم ممكن أن يقضي على صاحبه، فالنجاح صعب وحرمتني السينما من الكثير.
فكنت الأول أقرأ الجرائد صباحا، والآن أقرأها ليلا، وكنت زمان أصحى من النوم أكتب أفكار وقصص لأفلام، وأذهب لمكتبة في وسط البلد أبات فيها وأسهر طول الليل أقرأ.
احكي لنا عن أول فرصة لك في فيلم "الآخر"؟
اشتغلت في مشاريع تخرج في معهد السينما، فأحدهم نصحني بالذهاب ليوسف شاهين في مكتبه وكنت مرعوب وأنا منتظره، وعندما دخلت قابلت خالد يوسف وكان مساعد مخرج، وبعد خروجي كنت معتقد إني سأكون نجم كبير فيوسف شاهين اهتم بي جدا واعتبرني أحد أبطاله المهمين في أفلامه القادمة، ولكن لم يحدث ولا أعلم أسباب.
اعتبرته نوعا من حسن الحظ، فربما لو كنت أكملت معه لما وصلت إلى ما أنا فيه الآن، يمكن كنت سأكون "طري" لعدم احتكاكي بالشارع والتجارب، التي جعلتني أقوى، ففي إحدى المرات كنت أصور مسلسل والمخرج طردني بعد يومين تصوير وقال إني بلا موهبة، واكتئبت وكنت محتاج للفلوس.
هل قابلت هذا المخرج مؤخرا؟
لا لم أقابله، ولكني قابلت آخرين قاموا بأفظع من ذلك معي، في حفلات حصلت فيها على جائزة أفضل ممثل، في الأول راودتني فكرة الانتقام التي أحذر منها، وحاليا هم من يجرون ورائي للعمل معهم وبأموال خرافية، وقديما رفضني واحد لأني طلبت زيادة على أجري 2000 جنيه، وكان لشراء مستلزمات الشخصية وأجري كله كان 5000 جنيه، ودور كبير وأجر البطلة كان 700 ألف.
فكل هذه الظروف صنعت عمرو سعد صاحب الأفلام المهمة، بكل غرور، ولكن ليس هذا المهم، فملايين الملايين من الفنانين الحقيقيين في مصر لديهم العديد من هذه المشاكل.
تعليقا على كلامك وخاصة جملة "بكل غرور عمرو سعد صاحب أفلام مهمة"، فهل خطواتك القادمة الأكشن والرومانسية ستكون بنفس درجة الأهمية؟
أتمنى ذلك، كنت أتكلم مع العظيم محمود حميدة في هذه النقطة وقلت له أني أحلم ألا أقوم بأفلام أندم عليها مستقبلا، فأجابني أن هذا صعب، فالظروف تجبرنا على هذه الأفلام مثل الظروف الإنتاجية أو الإخراجية، لكني رغم ذلك سأحاول على قدر المستطاع أن أركز فأنا صبرت 10 سنوات وأستطيع التحمل طوال عمري لأقدم عمل جيد لا أندم عليها، ومن الممكن أن أقدم أفلاما أندم عليها، ولكنها ستكون غصب عني فلست المخرج أو المؤلف.
هل أقلقك تشبيهك بالفنان الراحل أحمد زكي خاصة في مشاهد ما بعد خروجك من السجن؟
بالطبع أصابني القلق، فالكلام على قيمة فنية كبيرة، ولكن التشبيه جاء من الإعلام وليس من الجمهور، فالجمهور ينتصر بإحساسها وتتعاطف مع الشخصية حتى البكاء، وهذا شيء يفرحني جدا أن الناس تستدعي ممثل كبير بحجم أحمد زكي أثناء المشاهدة على فيلم لي، ولكن فكرة الملابس لا علاقة لها بالمقارنة فهذه متطلبات الشخصية.
ممكن الشبه في الملامح السمراء والغوص في الأمور التي تهم المصريين؟
بالطبع هذا من الأكيد، فهذه ملحوظة جيدة جدا، فعندما تبني علامة كبيرة وتجد واحدا شبهه في الشارع فيجب التشبيه به، حتى يبني هو الآخر علامة.
ومن الكلام الذي عجبني جدا في هذه النقطة كلمة الممثل الكبير ممدوح عبد العليم عندما قال عني "إني جاي من الماسورة اللي جيه منها أحمد زكي"، وكان هو أول واحد يشير لهذه النقطة.
بصفتك تهوى الكتابة، هل فكرت في تقديم فيلم من تأليفك؟
ممكن أقدم قصة أو فكرة فيلم وهو ما حدث بالفعل في فيلم "كلمني شكرا" فيلم عمرو عبد الجليل الجديد "كلمني شكرا" وكتب لها السيناريو والحوار سيد فؤاد، لكني لست مقتنعا أني كاتب، فهذه المهنة لها ناسها وحرفيتها.
هل أنت سعيد بتجربتك مع عمرو عبد الجليل؟
جدا جدا، فهو فنان كبير وتأخر كثيرا، كما أن الشارع حبه كثيرا ويضحك معه من قلبه.
كلمنا عن كواليس الأفلام؟
في ممثل مهم ولكنه قدم بشكل مختلف في الفيلم وهو صبري فواز "الأخ الأكبر" من رأيي فهو ممثل رائع ورامي غيث "بورص" فهو وجه جديد ولكنه رائع، وغادة عبد الرازق قامت بدور مختلف، وساد الكواليس جو من التنظيم والتعاون.
فخالد شخصية منظمة ويأخذ بالأسباب وقبل التصوير يسمع آرائنا وكثيرا ما يقتنع بها ولكن مع بداية التصوير ينقلب تماما، فيصبح هو المسيطر فخطر أن نضيف أثناء التصوير أي شيء أو نقترح التغيير فهو القائد.
احكي لنا عن تجربة عرض الفيلم في الإمارات
ذهبت مع هيفاء وهبي وخالد يوسف ومحمد كريم إلى أبو ظبي ودبي، فالإعلام والجمهور هناك لديه وعي شديد، والفيلم لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا وحقق أعلى إيرادات في أول أسبوع على الرغم من عرضه في 30 دار عرض فقط.
ومن المفترض أن نسافر إلى المغرب لحضور حفل افتتاح مهرجان "الرباط" ثم لبنان والأردن لعرض الفيلم هناك، ثم المشاركة في المسابقة الرسمية في مهرجان "وهران" ومهرجان "جوهانسبرج"، ومن المحتمل المشاركة في المسابقة الرسمية في مهرجان "طوكيو"، ولكني من المحتمل أن أتوقف لبدء فيلمي الجديد "أسوار القمر".
نشر لك تعليق مؤخرا عن أنك لا تخشى مواجهة شون بين، فما أخبار السينما العالمية معك؟
نعم بالفعل فأنا أتعامل مع شخصية، ولكن عُرض عليّ تقديم فيلم فرنسي، وهو إنتاج فرنسي وبه جزء تصوير هنا قاعتقد وجود منتج منفذ من مصر، وهو فيلم فرنسي عربي ووافقت عليه بالفعل، كما عرضت شركة إنتاج إيطالية العمل معها في أفلام لها علاقة بالوجود العربي هناك.
فحلمي الكبير هو أن أشارك في فيلم مصري يحصل على جائزة في مهرجان "كان"، فهذه الخطوة ستكون كضربة لتنشيط السياحة والسينما وتساعد في زيادة محبة الناس لنا واحترامنا.
كما تلقيت عرضا للاشتراك في فيلم أمريكي بطولة شون بين، كنت سأقوم بدور مهندس عراقي والدور كبير وقرأت السيناريو وجاء ردي أني أحتاج دراسة الموضوع لأني لو غير مقتنع لن أشارك به.
هل تفكر في الارتباط حاليا؟
ومن قال إني لست مرتبطا أو متزوجا، فأنا لا أحب أن أتحدث عن حياتي الخاصة، فأحب أن أظهر للناس لأحكي عن تجربتي وتاريخي وليس لعرض حياتي الخاصة، كما أن عرض حياتي الخاصة يؤثر على حكم الجمهور للشخصية التي أؤديها فمثلا لو كنت أنا غني وأؤدي شخصية فقيرة سيشعر الجمهور بالخلل.
شاهد الجزء الثاني من حوار عمرو سعد مع موقع FilFan.com "خمسة أجزاء بالبلاير"