كانت حياة الفنانة فايزة أحمد – القصير نسبيًا- مليئة بالأحداث الإنسانية والفنية المختلفة، ولكن النجاحات الفنية الثرية التي تركتها خلدت مسيرتها في أذهان محبيها.
قال الكاتب الصحفي طاهر البهي مدير تحرير مجلة "حواء"، في فيديو عبر قناته على Youtube، إن حياة الفنانة الراحلة كانت غريبة جدًا، بسبب جملة رددها أغلب من عرفوها عن قرب وهي جملة "صعبت عليا فايزة أحمد"، ومن بين هؤلاء كان المخرج عاطف سالم الذي زارته مع والدتها قائلة: "إحنا جايين نزورك يا أستاذ من مشوار بعيد جايين من سوريا".
وبمجرد ما أخبرته فايزة أحمد أنها مطربة وبدأت في الحديث عن نفسها بخجل شديد، قال عاطف سالم: "أنا كنت هضحك وهي بتقولي لكن في حاجة في كلامها خلت البنت صعبانة عليا"، وطلبت أحمد من المخرج عاطف سالم أن تبدأ بالتمثيل لأنها اعتبرته أسهل من الغناء.
تابع الصحفي طاهر البهي في تصريح خاص اعتبر أنه سر يذاع للمرة الأولى أن عاطف سالم أخبره فيما بينهما أن وجه فايزة أحمد لا يصلح للكاميرا، ولكنها "صعبانة عليه" ومع ذلك كان يخشى أن يقدمها للجمهور وبمجرد مشاهدتها يضيع مستقبلها، لأنه كان يرى أن مستقبلها في الغناء وليس التمثيل، خاصة مع تألق الإذاعة في ذلك الوقت والاسطوانات أيضًا كانت منتشرة.
كان عاطف سالم يريد أن ينهي المقابلة مع فايزة أحمد ووالدتها، فأخبرهما أنه مضطر لذلك لأنه متوجه إلى الإسكندرية لارتباطه بميعاد هناك، فألحت عليه الأم أن يوصلهما في طريقه لأنهما متوجهتان إلى الإسكندرية أيضًا، فوافق من فوره وانطلقوا في طريقهم، وللمصادفة أصاب السيارة عطل في منتصف الطريق الصحراوي.
اضطرب المخرج الراحل وحاول البحث عن أي شخص يساعده فلم يجد، فتبرعت فايزة أحمد ووالدتها لدفع السيارة في محاولة لتدويرها حتى تنطلق، وفي الجو الحار مع جسد فايزة أحمد الواهن تصببت عرقًا فقال سالم للمرة الثانية "البنت صعبت عليا فقررت أديها دور".
المرحلة التالية في حياة فايزة أحمد، بدأت مع مقابلتها للملحن محمد سلطان الذي لم يكن بدأ مشواره الفني بعد، فقالت له فايزة أحمد: "أنت تنفع في السينما أنت شكلك جميل" وأعطته رقم هاتفها وطلبت منه أن يتحدث إليها ليتكلما عن هذا الأمر، وفي ذلك الوقت لم يهتم محمد سلطان بطلب فايزة أحمد ولم يتحدث إليها لمدة عامين كاملين.
وفي لقاء مدبر عن طريق إحدى الصديقات المشتركات بين المحلن والفنانة، طلبت هذه الصديقة من محمد سلطان أن يأتي لمنزلها لتناول الشاي فحاول أن يعتذر بلا جدوى، وعندما وصل إلى المكان وجد فايزة أحمد التي لامته على انقطاع أخباره عنها طوال هذه المدة.
مضى بعض الوقت حتى فوجئ الجميع بعنوان مجلة "الموعد" اللبنانية الذي تصدر إحدى الطبعات "قصة حب تجمع بين الملحن والفنانة"، فاتصلت فايزة أحمد بمحمد سلطان وطلبت منه أن يلتقيا، وعندما وصلا إلى المكان انهمرت دموعها واستغرقت في البكاء قائلة: "أنا سمعتي باظت" واعتذرت منه على الموقف ولكن بعد ذلك قال سلطان نفس كلمة عاطف سالم "صعبت عليا".
قال محمد سلطان لفايزة أحمد جملة واحدة وهي "أنا ممكن أتجوزك" فسألته إن كان يحبها فقال لها إنه من الممكن أن يحبها في المستقبل والمهم الآن أن سيتزوجها، وبالفعل تزوجا.
بعد مضي السنوات، اكتشفت فايزة أحمد إصابتها بمرض سرطان الثدي، فانهارت من الخبر واتصلت بالمنتج محسن جابر وطلبت منه أن يفتح لها الأستوديو حتى تسجل أغنية من ألحان رياض السنباطي، فرفض محسن جابر بسبب سوء حالتها الصحية التي تمر بها من جلسات الكيماوي، فتهرب منها محسن جابر خوفًا عليها من الإعياء.
فوجئ محسن جابر باتصال من الكاتب موسى صبري يطلب منه فيه فتح الأستوديو والسماح لفايزة بالتسجيل، وعندما حاول المنتج التهرب حفاظًا على صحة صديقته قال له موسى صبري نفس الجملة الشهيرة "فايزة تصعب على أي حد افتح وخليها تسجل"، وبعد عدد من الاتصالات التي دارت لفتح استوديو في الإذاعة خرجت للنور أغنية "لا يا روحي أنا" أخر أغنياتها.
اختتم طاهر البهي حكايته بأن فايزة أحمد كانت شخصية رقيقة برغم عصبيتها المفرطة والتي جعلت أعتى الرجال يتخفى خوفا منها تحت المكاتب، ولكن مصر كلها بكت هذه الفنانة العظيمة.
اقرأ أيضاً