تحل اليوم 2 أبريل الذكرى الثانية لرحيل الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، أو "العراب" كما أطلق عليه الشباب الذين لطالما أحب الراحل أن يُكتب على قبره أنه جعلهم يقرأون.
"أشك فعلا في أن أي مخلوق على ظهر الأرض أحب فن السينما كما كنت في صباي"، مقولاته عن السينما وحبها ودوافعه نحو الكتابة لها غزيرة، تشعر القارئ بصدق تلك المحبة التي دونّها وأعلن عنها في كثير من اللقاءات والحوارات الخاصة به، والذي لم يستطع تحقيقه في حياته ولم يشهده وهو حي يرزق كما تمنى.
معلومات عن رزان جمال... "ماجي" في مسلسل ما وراء الطبيعة
محاولات عديدة بدأت قبل أعوام لتحويل بعض أعمال الأديب الراحل إلى أعمال درامية بائت جميعها بالفشل، إلا من وصية حمّلها للمخرج عمرو سلامة والذي ظل يكافح حتى وصل لنتيجة كانت لترضي العراب في حياته وهي تحويل أعز بنات أفكاره إلى مسلسل "ما وراء الطبيعة" والذي تجري التحضيرات له منذ فترة.
سبقت تجربة "ما وراء الطبيعة" تجربة المخرج محمود كامل في مسلسل "زودياك" المقتبس عن المجموعة القصصية "حظك اليوم"، والذي حقق نجاحًا مدويًّا عند عرضه في العام الماضي 2019.
ما الحديث عن الأعمال التي تم تحويلها إلى دراما إلا قطرة في بحر عالم التشويق الذي نسجه العراب بخياله قبل رحيله، فهناك أعمالًا منفصلة وسلاسل من الروايات تستطيع إبهار المشاهد إذا ما تحولت إلى عمل تدب فيه الروح على إحدى الشاشتين الفضية أو الذهبية، نستطيع استعراض بعض منها فيما يلي...
"سلسلة روايات فانتازيا"
عبير عبد الرحمن بطلة السلسلة، الفتاة المصرية العادية في كل شيء تقابل "شريف" مهندس الكمبيوتر الثري الوسيم ، الذي يجمعها به القدر، ولا يمكنها إخفاء انبهارها به ولكنها لا تجرؤ على التفكير فيه كحبيب لاتساع الفجوة بينهما في كل شيء، غير أن مهندس الكمبيوتر كان قد اخترع جهازًا لعالم خيالي وأراد أن يجربه على متطوع ولا يجد فرصة أفضل من هذه الفتاة البسيطة فيتزوجا، لتخوض "عبير" رحلات في عالم من "الفانتازيا" يجمعها بشخصيات نسجها خيالها الذي مل كل شيء عدا القراءة.
"فانتازيا" من أفضل الأعمال التي لو تحولت إلى السينما ستضيف إليها الكثير من النكهات، فالبطلة تكوينها الجسدي يتناسب ببساطة مع كل فتاة تقرأ، لسبب بسيط لأنها وإن لم تشعر بالتفوق عليها في شيء ما فلن تتفوق عبير عليها في شيء يذكر مما سيجعل المشاهد يعيش التجربة وكأنها حقيقية.
أحدثهم عايدة عبد العزيز... هؤلاء الفنانون أصيبوا بآلزهايمر
عبير عبد الرحمن تكرار لنموذج نقيض البطل المعروف، والذي سبق أن قدمه العراب في سلسلة "ما وراء الطبيعة"، استوحى العراب شخصيتها من شخصية فتاة حقيقية كانت تعمل في نادي فيديو قريب من منزله وتطابق مواصفتها الشكلية والجسدية مواصفات البطلة كانت بسيطة الجمال رقيقة الحال ونهمة للقراءة .
"فانتازيا" عالم خيالي مليء بالشخصيات الثرية مما يضفي عليه ميزة المتعة والمعرفة، فيه قابلت "عبير" الشاعر والأديب والمحارب والمناضل ودخلت عوالم ألف ليلة وليلة وعاشت في الصحراء، في المجمل هي تجربة كما استحقت القراءة بشغف تستحق العرض على الشاشة ليستمتع بها المشاهدون.
"السنجة"
صدرت الرواية عام 2012، واعترف العراب أن خروجها للنور قد تم بتشجيع بعض المقربين لأنه فكر في محوها عدة مرات، تدور حول مؤلف يعيش في منطقة شعبية يمر بعديد من الأحداث التي تعتبر خلطًا قويًا بين الواقعية الشديدة والخيال الجامح.
اعتمد أحمد خالد توفيق على خيال القارئ، التشويق الذي تحمله الكلمة طوال الرواية تُرك مفتوحًا في النهاية، كلما تغيرت نظرة القارئ إلى كلمة "السنجة" لتصبح "السرنجة" أو "السيجة" أو "السبحة" أو غيرها كلما تغير المشهد المكتوب تمامًا، السؤال ماذا لو تحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي يحمل المشاهد إلى مجموعة متنوعة من الرحلات في عمل واحد؟.
"سلسلة سافاري"
يخوض الطبيب المصري علاء عبد العظيم وبطل السلسلة طوال 53 عددًا منها مجموعة من الرحلات التي تحمل طابعًا طبيًا ممزوج بالسحر والخرافة ويقابلون النظريات العلمية وجهًا لوجه على أراضي القارة السمراء خاصة الكاميرون، فحين نتحدث عن كلمة سافاري المعربة من اللغة السواحلية عن لفظة "سفريّة" فنحن نتحدث عن رحلات صيد الوحوش في أدغال إفريقيا.
العمل الدرامي أو السينمائي كامل الأركان في هذه السلسة فالبطل طبيب مصري يقرر السفر بعد مواجهة صعوبات الحياة وقصة حب فاشلة يهرب منها إلى أحضان إفريقيا فيخوض مغامرات إنسانية ضد المرض والسحر ويتزوج من زميلته الطبيبة الأجنبية في قصة حب تعويضية، تقف بجواره وتتطور الأحداث التي كالعادة تنقسم إلى مغامرات عدة شيقة ومثيرة.
"أرض الظلام وفي ممر الفئران"
في الحقيقة هما عملين مختلفين فرواية "أرض الظلام" هي الرواية رقم 68 من سلسلة "ما وراء الطبيعة" صدرت عام 2009، أما "في ممر الفئران" فهي رواية طويلة مستقلة صدرت عام 2016، غير أنها مأخوذة عن نفس الرواية ابنة السلسلة مع تغيير في الأبطال والحبكة والنهاية.
تدور القصة حول حالة الأرض بعد أن ضربها نيزك، كاد يتسبب في نهاية العالم ولكنه بدلًا من ذلك أنهى حياة الضوء فأُغرق العالم في ظلام دامس، مما أدى إلى خلق أجيال لا تعرف شيئًا عن النور وبالتالي لا شيء عن حاسة البصر، ومن ثم ظهور "القومندان" حاكم العالم الذي يفرض الظلام بأمر منه، وعليه فإن كل من يشعل النار فهو مذنب ويجب أن تتم محاكمته محاكمة فورية.
إلى روح دينا بهجت.. كواليس إهداء تتر "شبر مية"
في كلتا الروايتين يخوض الأبطال معركة ضد "القومندان" الذي تعمد إغراق الناس في الظلام –الصناعي- والجهل والضعف وسرقة آثار بلادهم ونهبها لصالح عالمه الذي صنعه فوق أعلى قمة جبلية لا يناله من ظلماء الأرض سوى عبيد يخدمون أسيادهم، إلا أن النهاية مختلفة بين الروايتين يتفقا فقط في استمرار الصراع بين الخير والشر.
الصراع بين الخير والشر أبديّ، وعرض عمل درامي بهذه القصة، يحمل رسالة تنويرية ضد ظلام الجهل والغش والسرقة، والانتصار عليها يجدد الأمل في خلق جيل قوي يدرك عدوه ويستطيع التغلب عليه.
اقرأ أيضًا:
تعرف على "الفنان"... الطفل الأسواني أحدث نجوم السوشيال ميديا