بدأ العد التنازلي لانطلاق النسخة الجديدة من مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، الذي يعود هذا العام بموسمه السادس محتضنا أكثر من ثلاثين عرضًا موسيقيًا وغنائيًا من 14 دولة، بدءًا من يوم الجمعة المقبل.
ويعد أيام قرطاج منصة موسيقية عالمية مركزها تونس لمختلف رواد مجال الموسيقى البديلة من الشرق الأوسط وإفريقيا، فيما يشبه السوق الموسيقي، يجمع خبراء وفنانين ومديري مهرجانات دولية ومبرمجي حفلات للتلاقي في مكان واحد بهدف تبادل الرؤى الموسيقية وتنشيط المجال، ويحتضن هذه السنة 33 عرضًا موسيقيًا، منهم 13 عرضًا يتنافسون في خضم المسابقة الرسمية للمهرجان، التي تتوج الفائزين الثلاث الأوائل، بجوائز التانيت الذهبي والتانيت الفضي والتانيت البرونزي.
وتغلب على حفلات المسابقة الرسمية الطابع التونسي حيث يشارك فيها 9 عروض من أصل 13، من بينها وفاء الحرباوي ولبنى نعمان وصابرين الجنحاني بمشروعها "زي"، بجانب مشاركة فلسطينية وحيدة للموسيقي فرج سليمان، والتمثيل المغربي للمطربة سكينة فحصي، إضافة إلى إطلالة كاميرونية للفنانة لورنوار وأوركسترا كانزوه من بوركينا فاسو، ووقع اختيار لجنة التحكيم على العروض المتنافسة من بين أكثر من 200 عرض تقدموا للمشاركة هذا العام.
التونسية وفاء الحرباوي
التونسية صابرين الجنحاني
المغربية سكينة فحصي
كما يشهد المهرجان لأول مرة تكريماً خاصاً لثلاثة من أيقونات مجال الموسيقى العربية الراحلين، وهم الفنانة الفلسطينية ورمز المقاومة ريم البنا، التي رحلت بعد صراع طويل مع السرطان، ورائد موسيقى الراي الفنان الجزائري رشيد طه الذي رحل عن عالمنا العام الماضي، بجانب تكريم الفنان التونسي حسن الدهماني.
وضمت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية عددا من رموز المجال الموسيقي، منهم الفنانة اللبنانية تانيا صالح، وفنانة الجاز التونسية علياء السلامي وعازف الجيتار البريطاني جاستين آدامز، كما احتضن المهرجان لجنة تحكيم مهنية ضمت ابرز مديري مهرجانات الموسيقى البديلة في العالم العربي، منهم المغربي إبراهيم المزند مدير مهرجان فيزا فور ميوزيك، والأردني رائد عصفور مدير مهرجان موسيقى البلد، واللبنانية أماني سمعان مديرة مهرجان بيروت آند بيوند بجانب المصري عمر العياط مدير مهرجان وصلة في الإمارات، هذا بالإضافة إلى لجنة تحكيم مسابقة المألوف التونسية، التي تضم ثلاثة فنانين توانسة، منهم الفنانة روضة عبد الله.
تانيا صالح
وتنطلق فعاليات النسخة السادسة لأيام قرطاج بحفل الافتتاح الرسمي الذي يحييه الفنان أمين بوحافة برفقة الأوركسترا السيمفوني التونسي، بينما تشتعل شمعة العروض الرسمية من يوم السبت المقبل، بواقع عرضين يوميًا إضافة إلى أكثر من عشرين عرضاً جماهيرياً خارج إطار المسابقة، منها المغربية أسماء حمزاوي وفرقة "من النوى" التونسية مع إطلالة الفنان الجزائري أمازيغ كاتب، بينما يسدل الستار على المهرجان يوم الجمعة 18 أكتوبر بعرض الثنائي التونسي محمد وبشير الغربي.
ويأتي المهرجان في موسمه السادس تحت إدارة التونسي عماد عليبي، مؤلف موسيقي وعازف إيقاعات، بدأ رحلته منذ 20 عامًا، قادمًا من قلب مدينة مكناسي التونسية، سافر إلى فرنسا لدراسة الترجمة بجامعة مونبليي وشارك مع فرقة البوكاكس لمدة 9 سنوات وقدم معها حفلات في أكثر من 35 دولة وعزف مع عدد من نجوم المجال، مثل رشيد طه، جستين ادامس من فرقة روبار بلانت وناتاشا أطلس والفنانة التونسية غالية بنعلي ومن ثم انشغل لفترة بعمله مع المطربة التونسية آمال مثلوثي.
بزغ نجمه الموسيقى بمشروعه الأول "سفر" إلى جانب العازف التونسي زياد الزواري والفرنسي ستيفان بواش، مزج خلاله إيقاعات شرقية وغربية مستوحاة من الفلكلور الأصيل لعدة بلدان، كما أطلق مؤخرًا الموسيقى "فريجيا"، أي "العودة للجذور" حسب الترجمة الواقعية للكلمة ومسمى المشروع يعيد خلاله إحياء إيقاعات القارة السمراء غير المتداولة كثيرًا برؤية مختلفة ولمسة عصرية، مع الحفاظ على أصالتها فى نفس الوقت، ومنه استوحى مسماه من كلمة "إفريقيا" باللهجة التونسية، بمشاركة عازف الترومبيت الفرنسي ميشيل مار والموسيقى خليل هنتاتي.