على عكس الكثير من الفنانين، يفضل بعض النجوم الابتعاد عن الحوارات التلفزيونية والصحفية، وعدم إجراء أي مقابلة إلا نادرًا، بل إن بعضهم يفضل الاحتفاظ بخصوصية حياته على "السوشيال ميديا" أيضًا، وعدم استخدامها كمنصته الإعلامية الخاصة التي ينقل عنها الصحفيون، كما يفضل البعض.
هناك الكثير من الأسباب، وراء تفضيل بعض النجوم لذلك، يمكن رصد أبرزها فيما يلي:
النجومية تُبعد البعض عن الأضواء
عادل إمام، عمرو دياب، محمد منير، يحيى الفخراني، مثالًا على النجوم الذين استطاعوا تحقيق نجاحًا كبيرًا، وضعهم في قالب النجومية، التي لا تتطلب "الشو" الإعلامي للترويج لأعمالهم، بل فقط التركيز على ما يقدمونه، ولحجم نجوميتهم ستهتم الصحافة بكتابة وتتبع أخبارهم سلبًا وإيجابًا دون الحاجة لظهور النجم على شاشات التلفزيون، أو صفحات الصحف المطبوعة أو الإلكترونية.
وعن ذلك الاتجاه صرحت عايدة رياض، في تصريح صحفي لها عام 2010، في جريدة "صوت البلد": إنها لا تسعى وراء الكاميرات مفسحة المجال للنجوم الجدد ممن لهم الأولوية في الظهور بشكل مكثف يساعدهم في بداية مشوارهم الفني وتضيف أنه لا فائدة من تواجد الفنان بكثرة على الشاشات من خلال المقابلات الأمر الذي قد يضعف نجوميته".
الخصوصية وإبعاد الأسرة عن الأضواء
سبب آخر لابتعاد نفس الأسماء بالإضافة إلى عبلة كامل، ومحمود مرسي، وآخرين، وهو الحرص على إبعاد أسرهم وحياتهم الشخصية عن الأضواء، لذا يفضلون عدم إجراء مقابلات بالتأكيد ستتطرق لأسئلة شخصية، ونستثني منهم ظهور نادر لعمرو دياب وفقًا لشروطه في برنامج "الحلم" الذي تحدث فيه للمرة الأولى والأخيرة، عن حياته الشخصية بكل تفاصيلها، وظهور الفنان عادل إمام وأسرته في برنامج "نعم أنا مشهور" والذي تم تصويره في منزله.
ومن المؤيدين لذلك الاتجاه الراحل سعيد صالح، حيث قال في تصريح صحفي له قبل وفاته إنه "في حالة عدم وجود أخبار تتعلق بالفنان فما الداعي لظهور الفنان علي صفحات الجرائد والمجلات ويضيف أن هدف الفنان من الابتعاد عن عيون الكاميرا هو الحفاظ على أسرته لا لأنه كسب قدر نجومية أكبر مما قد يضفيه عليه الإعلام فهذا خطأ فادح".
الهروب من أسئلة غير مرغوب فيها
في تصريح صحفي سابق لها مع "إيلاف"، عام 2012، قالت الفنانة ياسمين عبد العزيز أنها تفضل عدم إجراء الحوارات التلفزيونية تحديدًا، لأنها لا تحب الظهور على الشاشة للجمهور للحديث عن أكثر "أكلة" تجيد طبخها، وأشياء من هذا القبيل لا تفيد فنها بشيء، وقد ظهرت مؤخرًا في الصورة الإعلامية بعد طلاقها من المنتج محمد حلاوة، وزواجه من الفنانة ريهام حجاج، حيث استخدمت السوشيال ميديا كسلاحٍ "أنثوي" ضدهما، ومن ثم كان لها لقاء في برنامج "إنسايدر بالعربي"، من كواليس تصوير مسلسلها "لأخر نفس"، الذي يعرض حاليًا خلال السباق الرمضاني 2019.
كذلك الفنان طارق عبد العزيز، أكد أنه يهرب من الظهور الإعلامي تفاديًا للأسئلة التي تتضمن آراء عن فنانين آخرين، أو أعمالًا فنية لا يشارك فيها، أو أحداث سياسية ومجتمعية.
وبشكلٍ غير صريح، ينطبق ذلك التفسير على شريهان، التي ومنذ الإعلان عن عودتها للفن، بعد محطات مؤلمة في حياتها، سواء الحادث الأليم الذي تعرضت له، أو إصابتها بالسرطان، لم تظهر في أي لقاء تلفزيوني، ودائمًا ما ترفض إجراء أي حوار مكتوب أو مصور.
كذلك دينا الشربيني، الأكثر إثارة للجدل خلال الفترة الماضية، بعد الإعلان عن ارتباطها بعمرو دياب وظهورها المتكرر معه وغنائه "برج الحوت" لها، وأخيرًا ظهورهما في إعلان فودافون لرمضان 2019، منعًا لطرح أسئلة لن تستطع الإجابة عليها، احترامًا لشخصية الهضبة "الكتومة" والتي تحب الابتعاد عن الأضواء.
الخجل وعدم حب الأضواء
تركيبة غريبة، أن يصبح الشخص فنانًا ولكنه لا يحب الأضواء، لعل ذلك بسبب طبيعته المنطوية والبسيطة والتي تحافظ على علاقتها الطيبة بالجميع ولكن دون الظهور على شاشات التلفزيون أو في الصحافة، وذلك ينطبق تمامًا على الفنانة عبلة كامل، التي لم تجرِ قط أيًة لقاءات إلا واحدًا أو اثنين على الأكثر عندما كانت صغيرة في السن في بداياتها الفنية، وكانت تظهر فيهما علامات الخجل والارتباك.
عدم الثقة في الصحافة
يبتعد بعض الفنانين عن الصحافة والإعلام أيضًا بسبب أزمات تعرضوا لها بسبب تصريحات سابقة لها، أو بسبب أزمات شخصية، تناولتها الصحافة بشكل غير مرضي بالنسبة لهم، ومنهم أحمد عز المقل في ظهوره الإعلامي، من بعد أزمة نسب توأم زينة له، ففي حواره الأول بعد الأزمة مع الإعلامي عمرو الليثي قال إنه قليل الكلام في الإعلام والصحافة، ليس ترفعا منه، ولكنه يعطي ما يريد قوله لقلة يثق فيها، لا يبحثون عن الفضائح.