مشاهدة خالد صالح تكفي أن تعود بك إلى فترة الخمسينات ، عندما كانت الشخصية الثانوية لا تغادر ذهنك بسهولة ، تترك ندبة ، تدفعك للسهر طوال الليل من أجل معرفة اسم مؤدي هذه الشخصية ، خالد هو نسخة القرن الجديد من "النجوم المنسية" ، و التي أعادت لفكرة "الكاراكتر" رونقها بعد فترة "رمادية" مربكة ، خالد صالح صباحاً هو صديقك المقرب وفي المساء ليس إلا كابوسك المرعب ، هو الورقة الرابحة والمفضلة للسوق السينمائي هذا العام ..والذي قد يعتبره البعض بعد خمس سنوات من الآن موسم خالد صالح.
الفنان خالد صالح موجود هذا العام على الساحة السينمائية بأكثر من عمل فني!
هذا صحيح ، فأنا لدي هذا العام أربعة أفلام سينمائية ، بدأت بفيلم "ملاكي اسكندرية" الذي يعرض بنجاح حالياً ، وهو فيلم جيد وحالة سينمائية خاصة جداً ، تعتمد على العمل وليس النجم الواحد ، وأيضاً فيلم "حرب أطاليا!" مع النجم أحمد السقا الذي أشعر بتفاؤل شديد بالعمل معه ، وسيكون الفيلم مفاجأة للجميع ، ثم فيلم "عمارة يعقوبيان" ، وهوعمل قوى وعودة للأفلام الجادة ، وفيلم "كواليس" مع مصطفى شعبان ونيللي كريم.
ماذا عن دورك فى فيلم "حرب أطاليا!"؟
شاركت من قبل النجم أحمد السقا فيلم "تيتو" ، وكانت شخصيتي في صراع معه ، وهو ما يتكرر ولكن بشكل آخر في فيلم "حرب أطاليا!" ، حيث أجسد شخصية بكر أحد كبار العملاء في مكتب يعمل به ياسين المحامي أو أحمد السقا ، حيث أقوم باعتراض ياسين ومهاجمته للحصول على مستندات هامة شخصية لياسين ، ويتعرض بكر لياسين عندما يهاجمه ويستطيع الحصول على مستندات هامة تخص براءة ياسين ، الذي سيبدأ رحلة الانتقام تنتقل معه إلى ايطاليا.
ما سر سعادتك بالعمل مع أحمد السقا ؟
أحمد السقا فنان ونجم أثق فيه ، ولي الشرف في العمل معه ، وهو له طابعه الخاص والمميز ، ويعد "حرب أطاليا!" هو العمل الثاني لي معه على التوالي بعد "تيتو".
وماذا عن أدوارك في "عمارة يعقوبيان" و"كواليس"؟
اجسد في "عمارة يعقوبيان" شخصية كمال الفولي المسئول السياسي الكبير صاحب السلطة والجبروت ، وهو دور قريب من دوري في "تيتو" في شخصية رفعت السكري ، ولكن الفارق ان السكري يتم القبض عليه ، لكن الفولي ليس عليه سلطة عليا ، أما "كواليس" فأجسد فيه دور سيد الراوي الذي يعمل في ارشيف احدى المؤسسات الصحفية بناء على رغبته ، وهو دور به فلسفة.
تقدم في "حرب أطاليا!" شخصية شريرة ، وفي "عمارة يعقوبيان" شخصية متسلطة ، وفي "ملاكي اسكندرية" محامي محترف ، وفي "كواليس" شخصية صاحبة فكر وفلسفه ، هل هذا التنوع مقصود أم صدفه؟
الحمد لله على هذا التنوع في الأعمال الأربعة ، وهذا ما اسعى اليه في الفترة القادمة ، فمنذ ان قدمت "تيتو" قمت برفض الكثير من السيناريوهات ، ثم اخترت هذه الأعمال ، ربما يكون الاختيار غير مقصود ، ولكنه توفيق من الله ، ثم أنا لست متعجلاً في اختياراتي بشكل عام.
هل تشعر بالمسئولية تجاه هذا النجاح ؟
بالطبع ، وتنتابني حالة من القلق الصحي ، وهذا يتضح في رفضي للعديد من الأعمال ذات الأجور الكبيرة ، لكنني أبحث عن القيمة ، واحاول ان أضع نفسي في إطار صحيح وقوي أمام الجمهور ، وليس إطار همشي.
ألا تعتقد أن نجوميتك جاءت متأخرة بعض الشئ؟!
في البداية أنا لم أكن اتوقع يوماً انني سأحترف التمثيل ، ولم أهتم بذلك فعلاً ، فقد كنت أمارس التمثيل كهواية في الجامعة عندما كنت طالباً في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، وإذا كنت أسعى لإحتراف التمثيل كنت التحقت بأكاديمية الفنون ، إلى جانب أني اتجهت أولاً إلى العمل على خشبة المسرح ، ثم ان هناك نجوماً كبار حققوا نجومية بعد فترة ، وأعتقد أن هذه النجومية تستمر أكثر من النجومية السريعة.
من ناحية الدراما التليفزيونية ، لماذا اعتذرت عن المشاركة في مسلسل "العميل 1001"؟
عندما عرض علي العمل وافقت عليه وأبديت إعجابي الشديد بدوري فيه ، وبالفعل بدأت في الاستعداد له على مدار أربعة أشهر كاملة ، ثم عرضت علي بطولة مسلسل أحلام عادية ، ولأني بطبيعتي لا أفضل الارتباط بأكثر من عملين في وقت واحد للتلفزيون ، ولأني عشقت شخصيتي في "أحلام عادية" إلى درجة كبيرة جعلتني أقرر التضحية بدوري في مسلسل "العميل 1001" ، وأجد أن دورى في هذا المسلسل سيكون من أهم أدوار حياتي ، مثلما كان دوري في فيلم "تيتو" مع أحمد السقا والمخرج طارق العريان.
وما الذي أعجبك في هذا الدور بالذات؟!
لأنه دور محوري وهام جداً ، والأحداث تتم من خلاله ، وهذه تعتبر أول تجربة تلفزيونية أكون فيها المحور الرئيسي والاساسي لأحداثه.
ولكنك لم تقبله لمجرد أنه مع نجمة كبيرة مثل يسرا ؟
أنا أحب العمل مع الفنانه يسرا ، لكنني إعتذرت عن "العميل 1001" لأن تصويره سيتطلب السفر إلى أكثر من دولة أوربية وعربية ، وهذا صعب للغاية في ظل مسلسل مثل "أحلام عادية" يجهز للعرض خلال شهر رمضان ، كما أني وجدت أن الدور فرصة عمري مثل "تيتو" تماماً.
لماذا تتحدث عن فيلم "تيتو" وكأنه نقطة تحول في حياتك الفنية ؟
بالفعل هو نقطة تحول في حياتي الفنية ، فهو تأكيد لوجودي على الساحة ، وذلك بعد أن كنت أحاول جاهداً ان أجد لنفسي مكاناً وسط النجوم ، وقد نجحت في ذلك لأن الدور جيد ومساحته كبيرة ورئيسي ، بجانب دور أحمد السقا والمخرج طارق العريان ، ومنه عرف الجمهور أن هناك فنان موجود على الساحة الفنية إسمه خالد صالح.
وهل تعتقد أن أعمالك السابقة لم تكن مؤثرة؟
هى بداية تعارف بيني وبين الجمهور ، ثم جاء "تيتو" ليؤكد النجاح والموهبة.
لماذا تفضل عمل تليفزيوني واحد على الرغم من أنك شاركت من قبل في عملين هما بوقت واحد وهما "محمود المصري" و"الدم والنار"؟
الوضع هنا مختلف ، لأنه كانت هناك فرصة للتوفيق بين تصوير العملين ، وما حدث أني بعد أن بدأت بالعمل مع الفنان الجميل محمود عبد العزيز ، فوجئت بإتصال من المخرج سمير سيف والسيناريست وحيد حامد ، وبترشيحهما لي للمشاركة في مسلسل "الدم والنار"، ورغم أني وجدت أن خلال شهر رمضان مما يعني ضغط في العمل بشكل كبير ، ورغم أيضاً أنني كنت قد إتخذت قراراً بالتفرغ التام للسينما ، إلا أن هناك أعمال لا يمكنك أن ترفضها.
ما الذي جعلك تجيد أداء أدوار الشر إلى هذه الدرجة؟
الفنان عبارة عن تركيبه من المشاعر المختلفة ، ولكني أعتقد ان نجاحي في فيلم "تيتو" هو السبب في تقبل الجمهور لي في أدوار الشر ، وتوقعهم أني سأظل حبيس هذا الدور ، وبالطبع جزء كبير من تكوين مشواري الفني أساسه الجمهور والسعى لإرضاءه ، لكنني أملك القدرة على الهروب من تكرار الشخصية ، حتى لو كانت شريرة ايضاً فإني سأحاول تقديمها بشكل مختلف.
ما هى الأدوار التي تتمنى تقديمها؟
أتمنى تقديم شخصية صلاح نصر مدير المخابرات المصرية الأسبق ، لأنها شخصية حافلة بالانفعالات ومثيرة للجدل ، كما أرغب في تقديم شخصية مأمون الشناوي.
تقدم في عام واحد أربعة افلام سينمائية ، ثم تتجة إلى العمل بالتلفزيون ، ألا تخشى أن يكون لذلك تأثير سلبي على مشوارك؟
الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه ، وأنا احرص على الاختيار الجيد ، وطالما أن الدور سيضيف لي فما المانع في تقديمه سواء في السينما أو التليفزيون ، ومسلسل "أحلام عادية" أعتبره عملاً غير عادي مع فنانه كبيرة مثل يسرا ، وإحتمالات عرضه في شهر رمضان كبيرة ، إذن فهو فرصة للقاء الجمهور في عمل قوي ودور جيد ، وبالتالي لن يكون هناك تأثير سلبي على مشواري.
تدين بالفضل للمسرح في بداياتك الفنية لكنك لا تشارك حالياً في عروضه لماذا ؟
أنا أميل للمسرح الجاد ، وولا أجد ذلك في المسرح الخاص أومسرح الدولة وذلك لعيوب مشتركة بين الإثنين ، وحالياً أبحث عن عرض قوي اعود به للمسرح من جديد ، وأشعر بمتعة شديدة عندما أرفض عروضاً من المسرح التجاري البحت ، لكن بالتأكيد يوجد مسرح يجمع بين الربح والجودة ، وهذا ما أتمناه.
هل تسعى للبطولة المطلقة خلال الفترة القادمة ؟
هذا حلم يراودني ، ولكن المسـألة ليست عن الأحلام أو أن تكون قرار فردي ، وفي رأيي الجمهور هو الذي يحدد من هو صاحب البطولة المطلقة أم لا ، وأنا من عشاق الأدوار الجيدة بغض النظر عن مساحتها.