القدس (رويترز)- يحيط المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج بالكتمان أحدث أعماله السينمائية التي تجسد عمليات قتل انتقامية عقب مقتل 11 رياضياً اسرائيلياً في دورة ألعاب ميونيخ الأولمبية في هجوم شنته مجموعة فلسطينية عام 1972 .
فحتى كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية الذين قادوا هذه العمليات الإنتقامية لم يعلموا بأمر الفيلم ، وأبدى خمسة من ضباط جهاز المخابرات الإسرئيلي (الموساد) دهشتهم حين سمعوا بأمر الفيلم ، وجميعهم كانوا يشغلون مناصب مهمة خلال ملاحقة قادة النشطاء الفلسطينيين في أوروبا والشرق الأوسط إنتقاما لمقتل الرياضيين الإسرائيليين.
وقال مدير سابق في الموساد رفض نشر اسمه لرويترز: "لا أعرف شيئاً البتة عن هذا المشروع".
وتفيد تقارير داخل صناعة السينما بأن الفيلم يحمل مبدئياً إسم "الإنتقام" ، ومن المقرر عرضه في ديسمبر ، وبأنه مأخوذ عن كتاب يحمل الاسم نفسه تم التشكيك إلى حد كبير في سرده لأحداث تلك الفترة.
وقال مارفين ليفي المتحدث باسم سبيلبرج إن موضوع الفيلم خضع لبحث مستفيض ، وأضاف: "يعتمد الفيلم على مصادر كثيرة جدا. يمكنني ان اقول اننا نتوقع ان يكون فيلما متوازنا."
من الجدير بالذكر أنه من أشهر أعمال سبيلبرج في إسرئيل فيلم "قائمة شيندلر" وهو عن ضحايا محارق النازي وينتهي برسالة مؤيدة للصهيونية ، ونقلت صحيفة يو.اس.ايه توداي عنه قوله في مقابلة نشرتها الأسبوع الماضي إن الفيلم الجديد فرصة لسبر أغوار عقيدته اليهودية وخوفه من الإرهاب.
وفي مقدمة كتاب "الإنتقام" يصف الكاتب جورج جوناس نفسه بأنه مؤيد لإسرائيل غير أن واحداً على الأقل من أعضاء فريق العمل مع سبيلبرج وهو دانييل كريج يقول إن السيناريو لا يشيد بالأساليب الإسرائيلية ، وصرح لمجلة إمباير الفنية: "إنه يقول كيف أن الإنتقام لا... يفيد ، فالدم يقود إلى مزيد من الدم".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي يشرف على الموساد وسجلاته إنه لم يتلق طلباً للمساعدة في إنتاج أي فيلم عن أحداث دورة ميونيخ أو ما أعقبها من أحداث ، ولم يتضح ما إذا كان المكتب سيقدم أي مساعدة.
ولم تعترف إسرائيل على الإطلاق رسمياً بمسؤوليتها عن قتل عشرة فلسطينيين لهم صلة بمنظمة "أيلول الاسود" التي شنت الهجوم على القرية الأولمبية في ميونيخ ، وشملت الحملة التي قامت بها عمليات إطلاق رصاص وتفجير شراك خداعية وشن غارات عبر الحدود ، وقتل فيها نادل مغربي في النرويج بطريق الخطأ عام 1973 اعتقادا بانه زعيم المنظمة. وحوكم ستة من اعضاء الفريق الإسرائيلي الذي نفذ عملية الإغتيال وأخيراً دفعت اسرائيل تعويضاً لأسرة الضحية.
وقال نائب سابق لرئيس الموساد: "الفترة بأسرها بالغة الحساسية حتى بعد مرور 30 عاماً ، ليس هناك من يرغب في مناقشتها حقاً".
غير أن زفي زامير رئيس الموساد في السبعينات خرج عن صمته بعدما صدر كتاب "الإنتقام" الذي تردد أنه يستند إلى اعترافات قاتل سابق عمل في الموساد.
ويقول الكتاب إن اسرائيل تخلت إلى حد كبير عن عملائها قبل استكمال مهمتهم في أوروبا حيث لاحقت فرق فلسطينية العديد منهم وقتلتهم وهي رواية لم ترد في أي تقارير إخبارية ولا في سجلات المحاكمة النرويجية.
وفي حديث لصحيفة نيويورك تايمز في عام 1984 قال زامير إن سرد كتاب "الإنتقام" للأحداث "غير صحيح" لكنه لم يذكر تفاصيل.