Redoubtable
"أنا لا أريد أن أسمع عن هذا، لا يعجبني، وفي الحقيقة، أنا لا أهتم... غبي، فكرة غبية"، هكذا جاء رد فعل المخرج السويسري الفرنسي جان لوك جودار عندما سُئل عن رأيه في فيلم Redoubtable، الذي يتطرق إلى فترة من فترات حياته.
ولكن هذا الموقف العدائي لن يمنع متابعو ومحبو السينما العالمية من مشاهدة الفيلم، خاصة وأنه يحمل توقيع المخرج ميشيل هازانافشيوس، الفائز جائزة الأوسكار عن فيلمه The Artist، ويتناول فترة دقيقة من حياة واحد من أهم مؤسسي الموجة الجديدة في السينما الفرنسية. فجودار يتمتع برؤية فنية ثورية أسهمت في تقديم أساليب جديدة في السرد، والمعالجات البصرية، والأفكار على مدار السنوات الماضية، ولا يزال يعمل على إنتاج أفلام جديدة رغم تجاوزه السادسة والثمانين من عمره.
يركز Redoubtable على الجانب الشخصي من حياة جودار بعد عرض فيلمه La chinoise "الصينية، الصادر عام 1967. فقد دفعه عدم نجاح الفيلم على مستوى الجمهور والنقاد إلى مراجعة أفكاره ونظرته للفن والسينما وعلاقتهما بالمجتمع، معلنًا تمرده على كل شيء حتى أعماله السابقة التي اكسبته شهرة واسعة. يعرض هازانافشيوس هذه التحولات الفكرية بالتوازي مع علاقة جودار بالممثلة آن ويازمسكي، التي التقى بها أثناء تصوير الفيلم وتزوجها رغم أنها كانت تقترب من بلوغ عمر العشرين عامًا، فيما كان هو في السابعة والثلاثين من عمره.
هذه هي الحياة على متن لو ريدوتابل
يربط الفيلم بين ما يمر به جودار خلال هذه الفترة وبين الإعلان عن غواصة نووية فرنسية تحمل اسم "لو ريدوتابل". فهي تتميز بقوة طاقهما مثلما يتمع هو بشخصية قوية، وجريئة، ولكن يتعرض إلى تقلبات حياتية تشبه ما يواجه طاقم الغواصة في الأعماق. فالحياة على متن غواصة ليست سهلة، وكذلك حياة جودار، وعلاقته بزوجته، كانت متينة ولكنها مرت بالكثير من المواقف الصعبة.

تظهر مشاكل هذه العلاقة منذ بدايتها، لأن المخرج الكبير لا يعتبر مهنة الممثلة عمل جاد بالقدر الكاف، وبالتالي ينصحها باستكمال دراستها واختيار تخصص أكثر أهمية. كما أنه يتحول مع الوقت من شخص محب، متفهم، ومنفتح إلى آخر غيور، ومتحكم، منشغل بكل شيء متعلق بالأحداث السياسية، والأفكار السينمائية، ولا يأبه بما تريده هي. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن بحاجتها، بالعكس، فقد كان يستمد قوة مواقفه منها، ويستند عليها عندما يتعرض إلى أي هجوم.
الفنان ومراجعة الأفكار
أهم ما يميز هذا الفيلم ويجعله فيلمًا مهمًا، هو أن ما مر به جودار خلال هذه الفترة، يشبه ما يشعر به الكثير من الفنانين الحقيقيين في مراحل مختلفة من حياتهم. فالمخرج الذي صنع أفلامًا في بداية الستينبات، يعتبرها المتخصصون من أهم أفلام السينما العالمية، انتقال من مرحلة الثقة بالنفس التي تصل حد الغرور، والتباهي إلى مرحلة الشك في كل ما يقدمه، والبحث عن الحقيقة والذات.
لم يكن فشل فيلم La chinoise السبب الوحيد وراء هذه الحالة، ولكن أيضا الشعور المسيطر على جودار بأنه يتقدم في العمر، ويبتعد عن مرحلة الشباب، لذلك قرر المشاركة في أحداث مايو 1968، وحضور اجتماعات الطلبة والإيمان بمطالبهم في التغيير والثورة، إلا أن أفكاره لم تكن مرتبة ومستندة على حجج مقنعة بالقدر الكاف، ونتج عن ذلك انسحابه من النقاشات نظرًا لارتباكه، واهتزاز صورته أمام نفسه قبل الآخرين.
أصبح مع الوقت، يتعامل بجمود مع المشيدين بأعماله السابقة، معتبرًا أنها لا تتماشي مع أيديولوجيته الجديدة. يعلن موت جودار القديم، وولادة شخص جديد يرغب في تقديم أعمال جادة وابتكار أفكار سينمائية مختلفة. يحاول مرارًا وتكرارًا خلق إنسان آخر بداخله، تنتهي هذه المحاولات بإقدامه على الانتحار عندما تخبره زوجته أنها ستتركه.

لا يكف الفيلم عن طرح أفكار تربط بين السينما والمجتمع، فهي الأزمة الحقيقية التي شغلت جودار، سواء عن طريق أسئلة يوجهها هو إلى نفسه، أو أسئلة يواجها الآخرون إليه. هل يريد العمل بالسياسة أم السينما؟ هل السينما مرأة للواقع تكشفه وتعريه وتفضح تناقضاته أم أن دورها ترفيهي يخلق عالم مواز؟ كيف يتجاهل السينمائيون ما يحدث من حولهم في المجتمع أو في العالم بشكل عام؟
عين المخرج
اختار ميشيل هازانافشيوس أن يستخدم النظارة الطبية التي يرتديها جودار لخدمة أمرين؛ الأول أن يمنح الفيلم جانب كوميدي يجعل المشاهد يطلق الضحكات في كل مرة يتحطم زجاج النظارة عند حدوث اشتباكات مع الشرطة، أو الدخول في شجار مع شخص يختلف معه في الرأي. والثاني أن النظارة مرتبطة بالرؤية الواضحة للأمور، وفي كل مرة كانت تتعرض للكسر، كان يتأكد عدم رسوخ أفكاره وتماسك وجهة نظره التي يحاول إقناع الآخرين بها.
مع انتهاء الفيلم، يجد المشاهد نفسه حائرًا أمام الإجابة على سؤال هل هذا هو جودار الحقيقي أم جودار الذي تخيله هازانافشيوس؟ يتطلب الأمر البحث وراء ما عاشه المخرج الثمانينيي في فترة الستينيات، ولكن هذا لا يقف حائل في أي لحظة بين المشاهد والفيلم الممتع، الذي يحمل قدر كبير من الكوميديا، ويقترب كثيرًا من عالم جودار الفلسفي.
اقرأ أيضا
مهرجان الجونة السينمائي- لهذه الأسباب يستحق فيلم "قضية 23" المشاهدة.. عمل مبهر
5 تصريحات من المخرج زياد دويري حول "قضية 23".. قصة حقيقية وهكذا يرد على اتهامه بالسذاجة
"السلم والثعبان" و"ريستارت" يتصدران القائمة ... حصاد السينما المصرية بدور السعودية في 2025
فيديو - منة فضالي: لو حجيت هتحجب وساعتها هسيب الشغلانة
ريهام عبدالغفور وجيهان شماشرجي.. حان وقت الوقوف أمام المرآة!
فيديو - شمس البارودي: ربنا أنعم عليا بحسن يوسف
فيديو - شمس البارودي: بختم القرآن مرتين في الشهر
فيديو - أحمد زاهر يواجه تحديات السوشيال ميديا في برومو "لعبة وقلبت بجد"
Pluribus .. هل السعادة الجماعية خلاصٌ أم كارثة تحتاج إلى الإنقاذ؟
مع اقتراب موعد عرضه ... التفاصيل الكاملة لمسلسل "بطل العالم" لـ"عصام عمر"
ماجد المصري يشارك في رمضان 2026 بـ "أولاد الراعي" على قنوات "المتحدة"
رمضان 2026 - شريف سلامة شيف طعام في مسلسل "على قد الحب"
"اتنين غيرنا".. الصدمات النفسية تجمع آسر ياسين ودينا الشربيني في رمضان 2026
على شاشات "المتحدة".. ماجدة زكى تعود للدراما بـ "رأس الأفعى" بعد غياب أكثر من 4 سنوات
روجينا تبدأ تصوير "حد أقصى" بذبح عجل .. لطخت يداها بدمه - فيديو
مسلسل " لعبة وقلبت بجد" قريبًا على dmc
قدر ولطف ... نجاة محمد إمام من الإصابة أثناء مشهد أكشن في "الكينج" ... فيديو
أحمد رفعت: أنا أقل الفنانين أجرا وجاملت المنتجين في أعمال كثير
أحمد رفعت: بقالي 3 سنين مش بشتغل وفي فنانين بلاقيهم مشاركين بأكتر من 5 أعمال في السنة
"القصص" يفوز بجائزة التانيت الذهبي أفضل فيلم طويل من أيام قرطاج السينمائية
احتفال صناع الفيلم القصير"32B: مشاكل داخلية" بجائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية ... صور
فيديو - عصام عمر ملاكم تلجأ له جيهان الشماشرجي في برومو "بطل العالم"
مصطفى شوقي يطرح أغنية "اللي ما يتسمّوا" بالتعاون مع ريتشارد الحاج
منذ 16 ساعة
استمع لأغنية راشد الماجد الجديدة "أنا الأصل"
منذ 3 أيام
محمد المشعل وحازم أحمد يقدمان ديو "جناين ورد" باللهجة المصرية
منذ 4 أيام
نيكول سابا تستعين بابنتها وزوجها في أغنية "تلج تلج" احتفالا بالكريسماس
منذ 7 أيام