في صيفنا الحالي يعرض فيلم "البلياتشو" ، وعلى الرغم من أن بطله مبتدئ إلا أنه حاز على إعجاب الكثيرين منا ، بغض النظر عن بعض الأخطاء الإخراجية أو التمثيلية ، ولا ننسى بالطبع دور الكاميرا والموسيقى التصويرية.
إلا أنه في الصيف الماضي عرض فيلم "عمارة يعقوبيان" ، الذي أثار ضجة كبيرة قبل طرحه بالسوق المصري وذلك لحدة مناقشته حال بعض طبقات الشعب المصري ، وعلى الرغم من بعض الإنتقادات التي وجهت له إلا أنه حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات عدة وإحتل قمة الإيرادات المصرية حينذاك.
كنت من حاضرين العرض الأول لفيلم "البلياتشو" ولكني فوجئت في مشاهد الحركة لبطل الفيلم هيثم أحمد زكي أنها تصاحبها موسيقى جميلة جذبتني للتدقيق بها ، وجلست طوال الفيلم أحاول أن أتذكر أين سمعت تلك الموسيقى من قبل ، ولكن لم يحالفني الحظ للتذكر فخرجت من قاعة العرض وأنا "أعصر" رأسي للتذكر.
إلى أن دخلت منزلي وجلست على جهاز الكمبيوتر الخاص بي وكانت لدي الرغبة في مشاهدة فيلم عربي يجذبني حتى نهايته ، فقررت مشاهدة "عمارة يعقوبيان" ، ومع بداية مشاهد تدريبات طه الشاذلي على الأسلحة والذي يجسده محمد عادل إمام فقزت فى الهواء صارخا "هى ديه الموسيقى .. أيوة هيه!" ، وبدأت أركز أكثر على الموسيقي والتي إتضحت معالمها أكثر في مشهد قتل ضابط المخابرات عباس أبو الحسن على يد طه الشاذلي.
فأيقنت تماما أنها نفس الموسيقى التي سمعتها في "البلياتشو" مع بعض التعديلات الخفيفة ، فتلك الجمل الموسيقية وضعها مؤلف الموسيقى خالد حماد في نوتته الموسيقية لفيلم "عمارة يعقوبيان" ، ولكن الملحن عمرو إسماعيل استخدمها كقوة مركزية لموسيقى فيلمه "البلياتشو" ، حيث أدخل عليها حدة ظهور الآلات "الكمان والبركشن" وبعض المؤثرات الأخرى.
أنا أعلم أنه في كثير من المجالات يتم إقتباس الأفكار والأغاني والكلمات والألحان وقصص الأفلام وطرق الإخراج ، ولكن هل يعقل أن يتم الإقتباس من الإبداع الموسيقي ، معنى هذا أن غدا ستظهر لنا موسيقى جديدة سنحبها ثم نكتشف بعدها أنها مسروقة من الألماني العالمي "لودينج فان بيتهوفن" مثلاً ، ويخرج بيتهوفن من مدفنه ليطالب بحقوقه الفكرية في صناعة الموسيقى التي سرقت منه!
ونصبح نحن من أحيينا النابغة الألماني "بيتهوفن" فيكافئنا العالم بأسره على تلك المعجزة ، ولكن تبقى العقبة الكبيرة وهى "بيتهوفن" نفسه الذي لن يعود إلى مدفنه إلا إذا حصل على حقوقه كاملة ، وبما أن الذي سرقه – أو سيسرقه بمعني أصح - مصري فلن يرجع "بيتهوفن" إلى مدفنه إلى أن يسبقه سارقه إلى القبر.
وكما قال الشاعر القدير والكبير رحمه الله صلاح جاهين "عيد عيد عيد والعيال إتطنطوا فوق القبور ولعبوا إستغماية ولعبوا بابور ، ولا تختشي يا من قصاد القبور .. وعجبي".