جنين داغر .. مغنية بدرجة فيلسوفة

FilFan.com |

جانب من المؤتمر الصحفي

الأربعاء , 11 يوليو 2007 - 20:07

تغطية وتصوير : محمد الأمير

تدخل الفتاة وكلها سعادة محتضنة يدي حبيبها ، وتسير بين أضواء الشهرة وميكروفونات الإعلاميين، وتغني "أنت عايزني أقول لك إيه .. مشتاقة لنظرة من عينك" ، وفجأة مشاجرة بين الحبيبين ليخرج الشاب إلى خشبة مسرح يرقص عليها ، وتتبعه الحبيبة التي تطلق عليه النار من مسدسها الصغير ، هذه تفاصيل الكليب الأول للمغنية جنين داغر ، الذي لن يصل إلى خيالك أفكاره الكثيرة التي قصدتها كما أوضحت في مؤتمرها للاحتفال بإطلاق ألبومها.

جاءت جانين التي أكدت في أول كلمتها على احترامها للصحافة وحرصها على تقريب المسافة مع رجال الإعلام متأخرة على المؤتمر الصحفي لأكثر من تسعين دقيقة ، ظل خلالها البعض يسأل عن سر هذا المؤتمر الصحفي ، والآخرون يسألون عن أصول المغنية اللبنانية ، ليتكشف سرها الأول ، فهي من أصل مصري ، إلا أن مولدها في لبنان من أم لبنانية أكسبها روح ولهجة أبناء بيروت ، ليخرج ألبومها الأول "سلام" وبه أكثر من أغنية لبنانية.

قبل انطلاق الأسئلة تحدث رياض بحسون رئيس شركة "روك ورلد" منتجة الألبوم عن مطربته ، وقال بحسون : "على الرغم من أن شركتنا اسماً رائداً في الانتاج التليفزيوني والبرامجي في لبنان ، إلا أننا رأينا أن جنين هي النموذج الذي نبدأ به مسيرتنا الموسيقية" ، والهدف من هذه المسيرة كما يكشف رجل الأعمال اللبناني هو "التعبير عن العالم العربي لأن له طموحات هائلة تواجه تحديات هائلة" حسب قول بحسون ، وجنين هي السلاح الأول الذي يشهره مع رفاقه في وجه هذه التحديات.

أرادت جنين كشف فعالية سلاحها المشترك مع بحسون قبل انطلاق حوارها مع الصحفيين المنتظرين ، فأصرت على عرض شريط لكواليس تصوير أغنيتها الأولى "سلام" والذي استمر وقت طويل ، بدأ على أنغام الأغنية الشهيرة للأمريكية شير "بانج بانج" التي ظلت جنين ترددها في سرها ، وكأنها تتذكر أعوامها في نيويورك أثناء دراستها التسويق ، والتي أتبعتها بدراسة الإعلام قبل دراستها لعامين في الكونسرفوتوار في نيويورك ، وغنت ومثلت هناك.

أحست الإعلامية شيماء إبراهيم المنسقة للمؤتمر بالتململ بين الصحفيين ، ففضلت الدخول في حوار عملي ، قاطعته جنين بطلب عرض كليبها "سلام" وعرض ثاني أغنياتها المصورة "يا سارق عمري" لأول مرة على الصحفيين قبل عرضه حصرياً على محطة "ميلودي" الفضائية ، هنا بدأ الصحفيون يدونون ملاحظاتهم على الأغنيتين ، وعلى صوت المغنية الشقراء وأداءها وكيفية التصوير ، والتي كانت للبعض مبهرة ، فيما لم يستطع آخرون ترجمة رموزها.

وفي بحثهم عن التحديات الهائلة التي تواجه العالم العربي وتتحداها جنين بأغنياتها سأل الحضور جنين عن سبب العنف الزائد في الكليب الأول ، لتنطلق جنين بقولها : "كل لحظة في الأغنية لها معناها ، وبها رسالتها التي أردت توصيلها ، فنحن نعيش عالم مزدوج في وطننا العربي ، تحت الأضواء وأمام الناس نحب بعض ونعيش في سعادة مثل بطلي الأغنية ، أم في الخفاء فهناك المشاكل والشجار".

وأضافت جنين : "هناك الكثير يعرضه الكليب ، ومنه الطبيعة بين الرجل الشرقي الذي يطلب المرأة في أي وقت ، حتى إذا رفضت ، وما تعانيه المرأة العربية ، والعنف في الكليب الأول لم يكن إلا لجذب انتباه المشاهد وهو ما حدث إذ تعلق هذه اللقطة بأذهان مشاهدي الكليب ، أم الكليب الثاني فأردت إرسال رأي فلسفي خلاله يعكس حال حياتنا التي قد تضيع منا دون شعور ، فيسرق منا عمرنا وسط واجبات الحياة اليومية ، ولا نجد لحظة نعيش فيها مع أشعة الشمس عند الشروق مثل بطلة الأغنية".