روتردام (هولندا) – رويترز: إحتفت المدينة الهولندية "روتردام" بالسينما المصرية ، إذ عرض فيلم "باحب السيما" في افتتاح مهرجان روتردام للفيلم العربي في دورته الخامسة.
ويستقبل رواد المهرجان عند دخولهم مجمع سينيراما بمدينة روتردام حيث تقام عروض المهرجان ملصقات أصلية لافلام عربية تؤرخ لأكثر من 70 عاماً ، ومنها "جميلة" ، و"غزل البنات" ، و"الحرام" ، و"دعاء الكروان".
وعد البعض عرض فيلم "بحب السيما" في الافتتاح إعادة اعتبار لفن السينما ، ورداً على ما أثير حول الفيلم من اعتراضات في وقت عرضه العام الماضي في مصر بحجة تشويه الكنيسة والإساءة إلى المسيحيين.
وقبل عرض "بحب السيما" قال مخرجه أسامة فوزي إن الفيلم "مرادف للحرية ، وأن الجدل حوله في مصر لم يكن له داع".
وتعرض الفيلم لهجوم شنه محامون ومثقفون مسيحيون ومسلمون مصريون تحت دعوى يشويه صورة الارثوذكس في مصر ، إذ ان بطل الفيلم الأرثوذكسي يظهر بصورة رجل متشدد ، يعامل زوجته البروتستانتية بقسوة ، وكذلك ابنه الذي يهوى مشاهدة الافلام ، ولكن الاب يحذره بدافع أن "السينما حرام والغناء حرام" حتى أن الطفل يصرخ قائلا "أنا بكره بابا وبكره الكنيسة وبتوع الكنيسة".
ويتعرض الأب للمرض ويعيد اكتشاف نفسه ويفاجأ بأنه كان يخاف الله لا يحبه ، وكان يقسو على نفسه وأسرته بلا داع ، ويعلن في لحظة مواجهة مع النفس ، وهو يخاطب الله أنه لا يحبه "أنا دايما خايف منك ، نفسي أحبك زي ما تكون أبويا".
وتتغير علاقته بالله فتقوم على الحب لا الخوف ، كما يغير معاملته لاسرته ويدخل السينما مع زوجته وابنه ويسود الاسرة جو من التسامح.
وقال مدير المهرجان خالد شوكت إن المهرجان في بدايته كان مجرد فكرة ناقشها مع رئيسه الشرفي الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن ، وترجمت إلى واقع بحماس سينمائيين عرب في مقدمتهم العراقي انتشال التميمي ، وتم اختيار مدينة روتردام عاصمة ثقافية لاوروبا عام 2001.
وأضاف شوكت أن المهرجان الآن أصبح علامة في سماء الوجود العربي في هولندا وأوروبا بما يضمه من أفلام عربية وأجنبية لمخرجين يحاولون التعامل بموضوعية مع القضايا العربية ، "المهرجان يؤكد أن لدى العرب أشياء كثيرة ومهمة يستطيعون الاسهام بها بعيدا عن الصورة الذهنية التي ترسخت بأننا لا نملك الا أدوات القتل".
وكان المخرج الهولندي تيو فان جوخ لقي مصرعه على يد شاب مغربي مقيم بهولندا العام الماضي ، وكان دافعه الفيلم الذي أخرجه جوخ واعتبره سينمائيون عرب وأجانب مسيئا للإسلام وللمرأة المسلمة.
وذكر شوكت تونسي الاصل لرويترز أن هذا الشاب لو كان محبا للسينما لتعلم من الافلام قيمة التسامح وأن للرد طرقا أخرى ليس من بينها القتل.
وصرح رئيس المهرجان الفلسطيني محمد أبو الليل في الافتتاح ان السينما هي وسيلة الحوار الحضارية من خلال الصورة ضد التطرف والغلو، "إنها فضاء يعكس وجهة النظر العربية من خلال أفلام تخاطب الآخر وتحمل قدراً من السمو والنقد الذاتي من أجل تغيير الواقع المر في الدول العربية" مضيفا أن المهرجان "رسالة لشعوبنا العربية التي تناضل في العراق وفلسطين".
وكرم المهرجان ثلاثاً من رائدات فن توليف الأفلام هن المونتيرات المصرية نادية شكري التي لم تحضر لمرضها ، والتونسية كاهنة عطية ، والسورية أنطوانيت عازرية ، والتي لم تحضر لعدم حصولها على تأشيرة الدخول ، وأعلنت إدارة المهرجان أن الناقد السوري بندر عبد الحميد عضو لجنة التحكيم لم يحضر هو الاخر لعدم حصوله "على الفيزا".
ويعرض المهرجان ضمن برنامج "نساء في المواجهة" أربعة أفلام أجرت لها المونتاج المكرمات الثلاث ، والافلام هي التونسي "بزناس" والسوري "اللجاة" ، والمصريان "أحلام هند وكاميليا" و"زوجة رجل مهم" وكلاهما من إخراج محمد خان ، وبطولة النجم الراحل أحمد زكي.
ويشارك في المهرجان الذي يختتم يوم الاحد أعماله حوالي 50 فيلما عربيا وأجنبيا في أربع مسابقات ، هي الفليم الروائي الطويل والقصير ، والفيلم الوثائقي الطويل والقصير.