منير في نادي الزهور .. قليل من الكلام وكثير من الغناء

FilFan.com |

منير يتسلم المصحف الشريف في الحفل - تصوير : محمد الأمير

السبت , 31 مارس 2007 - 18:03

تغطية وتصوير : محمد الأمير

آخر ما قد يتمناه مراسل صحفي يغطي حفلاً لأحد المطربين هو نفاد الذاكرة في كاميرته الرقمية ، والشحن في بطارياته ، لكن هذا كان أكثر ما قد يتمناه من غطى حفل محمد منير الأخير في نادي الزهور ضمن حملة الأخير للتشجيع على التبرع بالدم.

فالجماهير التي توافدت على ملعب التنس الذي أقيم فيه المسرح في النادي منذ الثامنة مساءًَ يوم الخميس الماضي ، لم تتوقف عن الغناء وترديد أغاني منير القديم منها والجديد حتى العاشرة والنصف عندما أطل عليهم بصيحته الشهيرة "بيري" ليبدأ في الغناء لما يربو على التسعين دقيقة.

لم يجد منير منافساً له في الحفل سوى جمهوره والذي كان معظمهم من الشباب ، إذ كانت النغمة الأولى من كل أغنية لمنير كفيلة بإخراج الصيحات من حناجرهم مختلطة بنداءات على مطربهم المفضل "يا ملك" و"علي صوتك يا منير" ، إلى أن يبدأوا في غناء مقدمة كل أغنية ، للدرجة التي جعلت منير مع أغنيته الأولى "عشق البنات" يقف مكتوف الأيدي مبتسماً ليستمع إليهم وهم يرددون كلماتها.

استمرت حالة التعاون بين الجمهور ومنير حتى مع المقاطع الجديدة التي أضافها لأغنيته المأخوذة من الفلكلور النوبي ، إلا أن أغنية "علي صوتك" التي كتبتها كوثر مصطفى ولحنها كمال الطويل ويحيى الموجي ضمن أحداث فيلم "المصير" ليوسف شاهين كانت أكثر الأغاني التي رحب بها الجمهور ، وظلت أذرع الشباب ممدودة ناحية المسرح وهم يقلدون ملامح منير وهو يحرك شفتيه على صوتهم.

وبين كل أغنية وأخرى كان الصمت يخيم على الشباب المترقب كلمات مطربهم ، إلا أنه خلف عادته ، ولم يتحدث منير إلى جمهور بين أغنياته كما عودهم دائماً ، وعوضاً عن الحوار المتبادل بين المطرب وجمهور ، كانت تكريمات نادي الزهور لمنير هي الفاصل بين أغنياته ، حيث تلقى المطرب درع النادي من طاحون.

وكانت صيحات الجمهور وتصفيقهم هي الخفلية لتلقي منير الخجول الدرع ، والتي اختلفت عندما تقدم ممثلوا الشركات الراعية للحفل بنسخ من المصحف الشريف إلى منير ، إذ انطلقت حناجر الجمهور تردد "مدد مدد مدد .. مدد يا رسول الله" ، إلا أن منير لم يغنها على غير المتوقع.

ويبدو أن التكريم المتكرر لمنير تلك الليلة أخرجه عن صمته ، ليخاطب جمهوره قائلاً : "جميل أنا نرى الأندية الاجتماعية والرياضية تفتح بابها لتحتضن الأغنية الراقية .. واتاحتهم المجال لنستمع للفن الحقيقي ، وأنهم أتاحوا لي الفرصة للوجود بينكم الليلة" قبل انطلاق صوته بأغنيته "يا صبية".

مزج منير في حفله ما بين أغنيات عمرها عقود وأخرى من ألبومه الأخير ، ليقدم أغنيات "غريبة" من ألبوم "بنتولد" عام 1978 ، و"أحمر شفايف" من ألبومه بنفس الاسم عام 2003 ، و"بالحظ والصدف" عام 1996 من ألبوم "من أول لمسة" ، وكان وجه منير يتحدث إلى جمهوره مع كل أغنية ، إلا أنه وهو يغني "يا صغير السن" كان يقول كلماتها وكأنه يسرها في آذان أصحاب الصفوف الأولى ممن لم تتجاوز أعمارهم العشرين.

وخرج منير عن صمته بين أغنياته مرة أخرى ، وهو يدعو الشباب إلى التوجه إلى التبرع بالدم ، قائلاً : "فعلتها كثيراً وأنا في سنكم وأكبر قليلاً" ، وعندما داعبه عازف الكي بورد في فرقته بدعوته للتبرع أثناء الحفل ، ضحك منير وقال : "أنا صحتي خلاص .. لو حد فيكم صحته تسمح بجد بجد دي دعوة لازم يلبيها".