خاص بعد تيران وصنافير.. هل تتحول مسرحية "كده أوكيه" إلى حقيقة؟ (تخيلي)

محمود عبد الحكيم | فى سينما وتلفزيون

هاني رمزي وأحمد السقا في المسرحية

الاثنين , 11 أبريل 2016 - 03:04 | اخر تحديث: الاثنين , 11 أبريل 2016 - 18:04

- احكيلى عن فرنسا
- لفيتها خرم خرم يا بروطة.. كانت أولى محطات الكفاح والنضال بالنسبالى.. باريس وجمال باريس .. نيس وروعة نيس.. كان ومهرجانات كان.. الأقصر والحضارة الفرعونية هناك
- انت حيوان

هل تتذكر هذا الحوار؟ نعم هو بالفعل، حينما كان أحمد السقا يقف مع هانى رمزى على خشبة المسرح لتقديم الجزء الأهم والأكثر سخرية في مسرحية "كده أوكيه" التي شاركهم بطولتها منى زكى، شريف منير وياسمين عبد العزيز، والتي كتب حوارها الرائع أحمد عفيفى وأخرجها سمير العصفورى.

تلك المسرحية التي عرضت عام 2003 وحققت نجاحاً باهراً لتميزها في فرض حوار غير واقعي بشكل ساخر، جعل المشاهد يتلقى العمل بحالة من الضحك الهيستيرى الناتج عن عدم معقولية الأحداث ودخولها إلى مرحلة "السف" كما نطلق عليه الآن.

ولكن هل كان يتخيل فريق عمل المسرحية أن تلك الأحداث غير منطقية الساخرة قد تحدث في يوم من الأيام؟ خاصة ذلك المشهد الذي استمر حوالي نصف ساعة بين أحمد السقا وهاني رمزي، حيث كان الأول عائداً من رحلة طويلة في الغربة زار فيها دول كثيرة، ليعود في النهاية ويحكى لصديق عمره عما رآه في بلاد الخارج، ليكتشف صديقه أن عدد من المناطق الهامة في مصر قد خرجت منها، أو لم تعد تابعة لها.

بالتأكيد حديث هزلي ولكنه قد يلمس الواقع حالياً، خاصة بعدما ربط عدد من النشطاء بين المسرحية وبين اعتراف مصر بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، دعونا نسترجع أحداث المسرحية لنرى هل لها علاقة بالواقع أم لا.

تيران وصنافير

1)
- باريس وجمال باريس
- قولى جميلة في إيه
- ده أنا كان عندى حتة بيت على المريوطية هناك.. أسطورة يا بروطة

2)
-أنت معندكش خلفية ولا إيه؟ الأقصر خرجت من فترة
- خرجت مع مين
- خرجت مع أسوان وإدفو

3)
- هولندا .. لفيتها خرم خرم
- لا من غير اخرام ابوس ايدك
- مخلتش .. امستردام .. لاهاى .. المهندسين
- أنت حيوان .. ازاى المهندسين؟
- انت معندكش خلفية ولا ايه ؟ المهندسين خرجت من فترة
- خرجت مع مين
- مع جدتها
-مين جدتها دى
- العجوزة

فبعد كل هذه السنوات، يبدو أن أحداث المسرحية لم تكن خيالية بنسبة كبيرة، فها هي جزر مصرية قد "خرجت" حسب المصطلح المستخدم في المسرحية، فربما نرى السودان تطالب بحلايب وشلاتين، وإسرائيل تطالب بسيناء بشكل رسمي، وتصبح المسرحية واقعية أكثر من الواقع.

نهر النيل

- نهر النيل
- بتاع مصر؟
- أمال بتاع العصير؟
- الحمد لله .. نهر النيل بتاع مصر
- ركز بقى .. نهر النيل الأبيض المتوسط ده كام فرع؟
- يا حيوان

محادثة في نفس الفصل من المسرحية، لكنها توحي بالكثير، فبعد أزمة نهر النيل مع إثيوبيا وعزمها على استكمال بناء سد "النهضة"، ومع التقارير المتتالية التي تؤكد أن نهر النيل سيجف خلال الفترة القادمة، سيصبح بالفعل نهر النيل الأبيض المتوسط، بعد أن يصب به البحر الأبيض المتوسط بسبب جفافه.

الدولار
- علشان أعدى من الحدود البرية من فرنسا لهولندا مرمطونى في مطار ألماظة .. بهدلونى .. كان في جيبى 37 ألف لالالالى
- لالالالى ؟ دى عملة؟؟
- اه طبعا
- لالالالى ولالى ولالى
- لا ده انت مليونير كده.. وحوالى ما يوازى 5000 ظلوت

مع انخفاض سعر الجنية أمام الدولار فإن الجنية المصري سيصبح "ظلوت" أو "لالالالى" بالفعل.. ويمكن للمصري وقتها أن يحمل فى محفظته 37 ألف جنية دون خوف من السرقة.. فهذا المبلغ وقتها قد لا يساوي شيئا، وربما يكون غير كافي لشراء وجبة غداء.

قناة السويس
- يبقى فاضل عندك ايه؟ خوفو وخفرع
- ده ايه؟
- خوفو
- وده ايه؟
- خفرع
- قناة السويس بتعدي بينهم
- ليه كده ؟

القضية الرابعة التي تحدثت عنها المسرحية في نفس الفصل هي قناة السويس التي قال عنها بطلا المسرحية إنها خرجت من مصر مع الأهرامات، وهو ما يعيد للأذهان الجدل المثار حاليا حول جدوى قناة السويس الجديدة والوعود بأرباح تقدر بالمليارات، فهل تخرج هي الأخرى خارج اللعبة بعد الأقاويل حول أن تكلفة إلتفاف السفن حول رأس الرجاء الصالح أصبحت لا تفرق كثيرا عن أجر المرور من قناة السويس؟

إذا أردت معرفة المزيد، "بتلاتة صاغ لو اشتريت جورنال "ماتزوقينى يا ماما".. انترناشيونال جورنال وفتحت صفحة القارات مليون و300 ألف" ستجد كل شيء.