تغطية : محمد الأمير - محمد ممدوح
تصوير : محمد ممدوح
عبر "استغماية" اسم الفيلم الأول للمخرج عماد البهات عما كان يدور في قاعة سينما جودنيوز بعد عرض فيلمه للمرة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي ، وهو يلعب مع أبطال فيلمه لعبة "الكر والفر" مع الصحفيين والنقاد الذين تراصوا في المؤتمر الصحفي ما بين هجاء ومدح.
ولعل راقص الباليه أحمد يحيى وبطل الفيلم كان أكثر الجالسين على المنصة هدوءاً ، بينما دفع القلق شريكه نبيل عيسى إلى تحريك قدميه متوتراً ، وهو يجلس بجوار الوجه الجديد عمرو ممدوح والجزائرية سارة بسام وهيدي كرم والمنتج هاني جرجس فوزي والمصور كمال عبد العزيز وهادي شنودة.
ووصف يحي الفيلم لموقع filfan.com بأنه "امتحان صعب ، لكني أحببت التجربة ، بغض النظر عن رد فعل الجمهور عليها ، خاصة أني انضممت إلى الفيلم منذ بدايته ، حتى قبل انتهائي من تصوير دوري في فيلمي الوحيد "إسكندرية نيويورك" مع المخرج يوسف شاهين ، والفيلم مجرد اختبار لتقبل جمهور السينما لي ، إذا كنت سأكمل مشواري السينمائي أم أكتفي بالباليه".
وبدأت اللعبة مبكراً بين البهات ومشاهدي فيلمه ، إذ اتهم أول المتحدثين الفيلم بالتطويل المبالغ في جمل الحوار ، والتي جعلته أقرب إلى المسلسل التليفزيوني ، ورفض حصر أحداث الفيلم في مكانٍ واحد.
وجاء رد البهات مصحوباً بضحكة متوارية قائلاً : "ولم لا يدور في مكانٍ واحد وهو من نوعية أفلام المكان الواحد ، أنا لم أرد تقديم فيلم مغامرة أو تشويق أو إثارة ، لكي تحكم على فيلمي من خلال معايير تلك النوعية من الأفلام .. إننا نتحدث عن أصدقاء يكاشفون بعضهم البعض ، بعد لعبة استغماية أخفوا فيها الحقيقة لسنين".
ويدور فيلم البهات حول الحبيبين شريف وليلى ، اللذان يحاولان اتمام زواجهما بعد سنتين من الحب ، إلا أنهما في الحفل السابق لعقد القران يواجهان فكرة عجز شريف عن التغلب على ماضي حبيبته العاطفي مع أحد زملائه ، وفي المقابل يعرض الفيلم كيفية تقارب الحبيبين السابقين يوسف وسلمى من بعد انفصال طويل.
ورغم القصص المتشابكة في الفيلم ، إلا أن بعض الحاضرين انتقدوا عدم تقديم البهات لتفاصيل أكثر عن الشخصيات ، ليرد المخرج : "كان همي الأول في الفيلم تعريفكم بالأشخاص أكثر من تعريفكم بالعالم الذي يحيطهم ، أن نشعر مشاكلهم من خلالهم ، أن نر تأثير والدي سلمى عليها من خلال تصرفاتها بدلاً من الطريقة التقليدية بعرض مشاهد لحياة سلمى مع والديها".
وآثار ارتداء شخصية سلمى - التي قدمتها هيدي - بالحجاب في مشهد وخلعها له في آخر تساؤلات حول مغزى البهات من الحجاب في فيلمه ، ووصلت التكهنات إلى حد الربط ما بين الفيلم وتصريحات وزير الثقافة السابقة حول الحجاب.
إلا أن المخرج – الذي عمل مساعداً ليوسف شاهين في عددٍ من أفلامه – قال : "المشهد ليس له علاقة بالوزير من قريب أو من بعيد ، الفيلم مكتوب من سنتين ، وأساساً لا أرمز له بشيء لأني لا أعمم شخصية سلمى على الفتيات المصريات ، إنه فعل أخذته الشخصية ، وتراجعت عنه حسب طبيعتها القلقة".
الربط بين الموروث الاجتماعي للشارع المصري لم يقتصر في أذهان الحاضرين على الحجاب وحسب ، بل أثار مشهد وجود أبطال الفيلم في مولد ابن الفارض وسط الراقصيين المتصوفة والمنشد الشهير ياسين التهامي إعجاب وتعجب الكثيرين.
فمع المديح الذي ناله مدير التصوير على القدرة على التحكم بكاميرته وسط ذلك الزحام ، ومواجهته لمصاعب التصوير الخارجي ، قابل البهات أسئلة حول مغزى المولد ومدى تعبيره عن المشكلة الحقيقية للأبطال ، واسم الفيلم.
"المولد تعبير عن المولد الذي نعيشه في حياتنا باستهتارنا" هذا ما فسر به البهات لموقع filfan.com عن تواجد الأبطال وسط المولد ، مضيفاً : "أنا أحب هذا المولد ، وأحببت اعطاء الشخصيات ذلك البعد ، بأن ليلى تتواجد وسط المجتمع الذكوري بلا أي مشاكل ، وبأن المخرج يوسف يبحث عن الصورة الحية أينما كانت ، وقد يفسر المتلقي المولد على أنه تصغير لحالة المولد التي يعيشها الأبطال".
وكانت شخصية مصطفى الطالب الثائر التي قدمها نبيل عيسى أكثر الشخصيات معايشة لواقع المولد طوال الفيلم ، خاصة وهو يردد الشعارات السياسية وهو تحت السكر ، وهو المشهد الذي وصفه عيسى للموقع بالصعب قائلاً : "كان من أصعب مشاهدي ، خاصة وأنا أمثل شخصية والدة شريف وأنا مخمور ، أصبحت أمثل داخل الفيلم".
وتابع عيسى : "الفيلم فرصة طيبة جداً لي ، لأنه يقدمني من خلال رسالة هامة للشباب ، بمواجهة سلبياتهم ، والحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم ، وشخصيات الفيلم كلها موجودة في الواقع ، وهذا ما خلق رد فعل الجمهور الذي أسعدني جداً".
ولم يكن الفيلم فرصة لعيسى فقط ، ولكنه