كثيرة هي الأزمات بين إدارات القنوات الفضائية وبين مقدمي البرامج، والتي تنتهي عادة برحيل مقدم البرنامج عن القناة، لتبدأ بعدها جولة من الملاسنات والمشاحنات التي قد تصل إلى ساحات القضاء.
إلا أن في قليل من الأزمات، ينتهي الأمر وكأن شيئا لم يكن، إذ يكتفي الطرفان بتجميد البرنامج لفترة ثم العودة للظهور من جديد، وهو ما حدث في أزمة مقدمة البرامج ريهام سعيد وقناة "النهار"، بعد إعلان الأخيرة عودة برنامج ريهام من جديد، بشروط.
FilFan.com يقدم أشهر مشكلات مقدمي البرامج مع إدارات القنوات خلال الفترة الماضية.
باسم يوسف (CBC)
لم يكن مر على أحداث 30 يونيو 2013 الكثير حتى ظهر برنامج "البرنامج" لباسم يوسف على شاشة قنوات الـ "سي بي سي" في ظل حكم جديد ودولة جديدة، وفي ظل شكل ومحتوى بالتأكيد اختلف عما كان يقدمه باسم في عهد الإخوان، إلا أن ذلك لم يرق لإدارة القناة التي استغلت مسألة "الإيحاءات الجنسية" لتصدر بيانا شاجبا ومدينا لما فعله الإعلامي الساخر في أول حلقات موسم برنامجه الثاني.
وبعد عدة حلقات اتخذت إدارة القناة قرارا بوقف البرنامج قبل إذاعته بدقائق، بحجة أن باسم، الذي سلم الحلقة قبلها بيوم، لم يلتزم بالسياسة التحريرية للقناة، لتنتهي العلاقة الإعلامية بين باسم وقنوات "سي بي سي" تماما، وتبقى علاقة القضاء التي لم تنته إلى الآن.
باسم يوسف (MBC مصر)
لم تمر سوى أشهر قليلة جدا على أزمة باسم يوسف مع قناة "سي بي سي" حتى أعلنت سلسلة قنوات "إم بي سي مصر" عن انتقال باسم لها، وتقديمه نفس البرنامج على شاشتها، إلا أن الضغوط على القناة، كما قال الإعلامي في بياناته، كانت كبيرة، ومنذ الحلقة الأولى.
إدارة القناة (السعودية) لم تقل صراحة بأن الأمن هو من طلب بعدم إذاعة البرنامج، وبدا أن باسم في بياناته خرج ليخفف عنها عبء مثل هذا التصريح، حيث عدد من أسباب وقف البرنامج، وأهمها الإرهاب الذي كان يمارس عليه وعلى القناة، من تشويش على الإرسال متعمد، ومن محاصرة البعض لمسرح راديو، حيث كان يسجل حلقاته فيه.
بعد حلقات قليلة جدًا ظهر خلالها باسم يوسف على شاشة "إم بي سي مصر" تم وقف البرنامج بالتراضي بين الطرفين، ودون أدنى مشكلات.
ريهام سعيد (النهار)
بعد حلقات الإساءة للسوريين، ثم للمتظاهرين في لبنان، مرورا بحلقات الجن والعفاريت والملحدة، وانتهاءً بحلقة "فتاة المول"، لم تجد إدارة قناة النهار حلا سوى الاستسلام أمام هجمات الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي، فتم إيقاف برنامج ريهام سعيد "صبايا الخير"، والذي يبدو أنه لم يكن إلا حبوب مهدئة للشارع المصري، وبعدها تعود المياه إلى مجاريها، وتعود ريهام إلى كرسيها المفضل في البرنامج، ومكانها المعتاد في القناة.
عزة الحناوي (التلفزيون المصري)
رأى عصام الأمير، رئيس الاتحاد الإذاعة والتليفزيون، أن عزة الحناوي المذيعة بقناة "القاهرة" الرسمية، خرجت عن الحيادية في انتقادها بعض الأمور السياسية في الدولة، في برنامج خبري، لذا أوقفها عن العمل وحولها إلى التحقيق في الشؤون القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون.
هذا القرار أثار ضجة كبيرة، لاسيما وأن الكثيرين رأوا أنها لم تخطئ في تعامل المحليات مع أزمة غرق مدينة الإسكندرية بمياه الأمطار.
ريم ماجد (ONtv)
ربما كان برنامج "بلدنا بالمصري" الذي قدمته شاشة قناة "أون تي في" بعد ثورة يناير، وضم الإعلامي يسري فودة والمذيعة ريم ماجد، من أهم برامج التوك شو مهنية وتأثيرًا. إلا أن عدم ظهور ريم فيه بعد 30 يونيو، وظهور فودة وحيدا في برنامجه الجديد "آخر كلام"، أسهم في انتهاء التجربة بالكامل.
رفضت ريم أن تستسلم للموجة العاتية وأرادت العودة للقناة المرتبطة معها بعقد، لذا كان ركزت جهودها لانتقاء فكرة مختلفة للعودة بها. وبالفعل تحقق لها ما أرادت ببرنامج "جمع مؤنث سالم"، الذي كان يُعرض على "أون تي في" بالتزامن مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية.
لم تفعل ريم أقل مما فعلت منى الشاذلي بالابتعاد عن السياسة والانشغال بقضايا المرأة، غير أن ذلك أيضا لم يعجب إدارة القناة التي يبدو أنها أصرت على عدم ظهور ريم من جديد على شاشتها بعد المواقف السياسية التي اشتهرت عنها.
تقدمت ريم باستقالتها، وقبلتها القناة بسرعة المشتاق إلى "عدم وجع الدماغ".
معتز الدمرداش (الحياة)
لم يكن غريبا أن تصل الأزمة بين شبكة تليفزيون "الحياة" والإعلامي معتز الدمرداش، إلى حد التجريح بين الطرفين، فخرج مسؤول بالشبكة ليؤكد أن السبب الحقيقي لفسخ التعاقد مع الدمرداش يرجع إلى عدم تحقيق برنامجه "مصر الجديدة" أي نجاح يذكر، بعد تأكيد القناة خروج البرنامج من المنافسة على المراكز العشرة الأولى بل أن آخر تقارير نسب المشاهدة الخاصة بشركات الأبحاث منحته المركز الخمسين، وفي المقابل تكلفة البرنامج باهظة مقارنة بالعائد الإعلاني، حيث يتقاضى الدمرداش مبلغ يقترب من 11 مليون جنيه في العام هذا بخلاف التكلفة الإنتاجية للبرنامج والتي تتخطى حاجز 2 مليون جنيه في الشهر.
وائل الإبراشي (دريم)
الأزمة المالية التي خنقت قناة دريم في مايو الماضي كانت سببا في امتناع وائل الإبراشي عن الظهور في برنامجه "العاشرة مساء"، فأشار هو نفسه إلى أنه لم يكن يتقاضى أجره لمدة شهرين كاملين، فضلا عن عدم حصول فريق الإعداد بالكامل على مكافآتهم لمدة خمسة أشهر.
وفي محاولة لحل الأزمة من جانب القناة أعلنت عن صرف راتب شهر واحد من الأربعة للعاملين ببرنامج العاشرة مساء، لكنهم رفضوا بعد أن طلب منهم الإبراشي عدم العمل إلا بعد صرف جميع المستحقات المالية. وبالفعل عاد الجميع للعمل بعد انتهاء الأزمة، إلا أن جرحًا غائرًا لازال في صدر الجانبين.
أماني الخياط (ONtv)
الإساءة لدولة المغرب كانت سببا في توتر العلاقة بين المذيعة أماني الخياط وإدارة قناة "أون تي في". وعلى الرغم من اعتذار الخياط سواء في حسابها في موقع التواصل الاجتماعي، أو في آخر حلقاتها، لكنها في الوقت ذاته أكدت أن المتربصين بها هم سبب هذه الأزمة.
رامي رضوان (ONtv)
كشف رجال الأعمال نجيب ساويرس مالك قناة "أون تي في" عن السبب الحقيقي لمغادرة رامي رضوان، برنامج "صباح أون" بعد أن مقدمه. وقال ساويرس إن رضوان تلقى مكالمة تليفونية من أحد أجهزة الدولة, طالبته على حد تعبيره "بهجوم" الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي, وأن رضوان نفذ بالفعل التعليمات في صباح اليوم التالي، وهو ما كان سببا في رفض إدارة القناة ظهوره مرة أخرى على شاشتها.
رضوان لم يسكت على كلام ساويرس، فنفى الأول عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ما قاله الثاني، مطالبا ساويرس بالدليل على واقعة الهجوم على أبو الغار.
عبد الرحيم علي (القاهرة والناس)
اشتهر الصحفي ومقدم البرامج عبدالرحيم علي بنشر كثير من المكالمات نسبها لنشطاء وشخصيات محسوبة على ثورة 25 يناير، وذلك في برنامجه "الصندوق الأسود" والذي كان يُذاع على فضائية "القاهرة والناس"، لكنه عندما خرج عن هذا الأمر وبدأ ينتقد عددا من رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق "تحيا مصر" نشبت أزمة حادة بينه وبين إدارة القناة.
إدارة القناة قالت إنه "لا يمكن أن تسمح بأن تكون ساحة خلاف علنى بين شخصين قاما بدور مهم فى فترة عصيبة، وحرصا من إدارة القناة على إيقاف الصراعات التى قد تهدم ولا تبنى، وتشتت ولا تجمع ولا يحتاجها الوطن الآن فى خضم معركته لبناء المستقبل ومحاربة الإرهاب، نعلن تعليق برنامج (الصندوق الأسود) مع التأكيد على تقدير الشبكة للإسهام الإعلامي للبرنامج فى الفترة السابقة".
كان مقدم البرنامج قد أقام دعوى على مجلس إدارة القناة أوضح فيها أنه كان متعاقد معها لتقديم برنامجه واستمر في تقديم الحلقات، إﻻ أنه فوجىء عند تقديمه للحلقة الأخيرة والتي كانت تحوي تسريبات لأحد رجال الأعمال بقطع إشارة البث عن برنامجه، ثم أصدرت القناة قرارها بوقف البرنامج تماما وإنهاء التعامل معه بإرادتها المنفردة، وبالمخالفة لأبسط القواعد الدستورية والقانونية.