إذا كنا سنستمع في الذكرى الـ 38 لحرب أكتوبر لأسماء أبطال آخرون للحرب المجيدة بدلا من اسم حسني مبارك فقط، وإذا كنا سنعرف أكثر عن بطولات حربية ساهمت في الانتصار الذي تم اختزاله في "الضربة الجوية"، فإن الوضع "فنيا" سيكون مختلفا.
فالوضع "سياسيا" بعد الثورة سيُعطي مرونة تتيح تغيير مناقشات التليفزيون الحكومي والقنوات الفضائية المصرية حول حرب 73، والتي تحولت في السنوات الماضية إلى معركة حققنا فيها النصر لدهاء وحكمة شخص واحد.
أما "فنيا"، فستستمر تلك القنوات في عرض الأعمال الفنية التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، والتي تُعرض مع كل احتفال بالنصر في الحرب.
وإذا قمنا بتقسيم الأعمال الفنية إلى أعمال "موسيقية" وأعمال "سينمائية"، سنجد أن الوضع متشابه في الجانبين، ولكن مع اختلاف الأسباب.
موسيقيا، يتم إنتاج أغنيات وأوبريتات كثيرة عن الحرب حتى الآن، ولكن نظرا لعدم جودة أغلبها بالمقارنة مع الأعمال الماضية، فإن التليفزيون يعرض أعمال قديمة في كل عام بلا تغيير.
أما "سينمائيا" فالوضع مختلف كثيرا، فالأفلام الحربية التي تم إنتاجها بعد الحرب قليلة للغاية، وأغلبها تم تنفيذه بعد الحرب مباشرة، قبل أن يظهر بعد سنوات فيلم "الطريق إلى إيلات"، ومنذ هذا الحين لم يظهر سوى فيلم "يوم الكرامة" الذي لم يحقق أي نجاح يذكر.
وحول أسباب ذلك، اتفق عدد من النقاد السينمائيين في مصر على أن المنتجون هم السبب فيما يحدث.
ويرى الناقد طارق الشناوي أن المنتج المصري حاليا أصبح يمتلك فكرا قصير المدى، كما أنه ليس ناضجا فنيا بالشكل الكافي، ويعتقد بأن الدولة هي المسئولة عن إنتاج أفلام حربية، وهو شيء ليس صحيحا.
ويضيف الشناوي في تصريحات صحفية له قبل عدة شهور أنه من الممكن إنتاج فيلما وطنيا وليس عسكريا، ولكن المنتجين يتعاملون مع الفن على أنه سلعة لابد أن يكون قد تم تجريبها من قبل.
وترى الناقدة ماجدة خير الله أن المنتجين لا ينفذون أفلاما تتحدث عن الحرب بسبب التكاليف الباهظة، بالإضافة إلى ضرورة موافقة الجهات السيادية على سيناريو الفيلم.
ولم تلقي خير الله باللوم على المنتجين فقط، إذ ترى الناقدة السينمائية المخضرمة أن الدولة لابد أن تدعم ميزانيات تلك الأفلام.
الناقد سمير الجمل يرى أن المنتجون يتعاملون بشكل خاطئ مع هذا الأمر، فهم ينتجون أعمالا عن صباح وتحية كاريوكا، ويتجاهلون الأعمال الحربية.
وقبل ذكرى حرب أكتوبر بيومين، نُريد أن نُذكر قراء FilFan.com بالأعمال الفنية التي سيشاهدونها الخميس القادم، حتى وإن كانوا يحفظونها عن ظهر قلب!
هذه الأفلام ستشاهدها للمرة الـ .....
"الرصاصة لا تزال في جيبي"
قد يكون هو الفيلم الأبرز عن الحرب، وهو أكثر فيلم تعرضه القنوات في 6 أكتوبر من كل عام.
الفيلم كتب أحداثه عمر خورشيد عن قصة للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس وأخرجه حسام الدين مصطفى، وكان الفيلم من أوائل الأفلام التي نُفذت بعد الحرب، فقد تم إنتاجه في 1974.
الفيلم بطولة محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني ونجوى إبراهيم وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم.
ويروي الفيلم قصة المجند محمد الذي لجأ إلى غزة ليختبئ بها حتى يتمكن من العودة لبلاده، وبالفعل يعود إلى بلدته بفتور، ولكنها ليست العودة التي كان يتمناها، إذ عاد بعد نكسة 67، ليستقبله أهل قريته بفتور شديد، ثم يشارك محمد في حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر، ويعود لبلدته محمولا على الأكتاف، ورصاصته لا تزال في جيبه.
ويُعتبر الفيلم واحدا من أفضل الأفلام التي تحدثت عن الحرب على الإطلاق، وربما يكون أفضل ما بالفيلم هو الحديث عن الإحباط الذي أصاب الشباب بعد النكسة، وتركيز الضوء على انتفاضتهم من جديد واصرارهم على النصر.
"العمر لحظة"
ربما يتذكر الجمهور الفيلم بأغنية "بحبك يا بلادي" التي أعيد غنائها عقب ثورة 25 يناير.
"العمر لحظة" عن قصة مميزة ليوسف السباعي، واشتركت في بطولته ماجدة الصباحي مع كل من أحمد مظهر وناهد الشريف ونبيلة عبيد.
الفيلم أيضا تبدأ أحداثه في أعقاب النكسة، ويتناول حياة الصحفية نعمت التي تهتم بالعمل التطوعي بالمستشفيات، وتتعرف على ضابط الصاعقة محمود، وتتوالى الأحداث إلى أن تحدث الحرب ويستشهد كثيرون ممن عرفتهم نعمة.
ويلقي الفيلم الضوء بشكل كبير على النواحي الإنسانية قبل وأثناء الحرب، ودور المرأة المؤثر في انتصار أكتوبر العظيم.
"الطريق إلى إيلات"
وهو آخر فيلم حربي يتذكره الجمهور جيدا، وربما يعرفه الجيل الجديد بشكل أكبر من معرفته بالأفلام الماضية نظرا لتنفيذه عام 1995.
الفيلم إخراج إنعام محمد علي، وتألق في بطولته كل من نبيل الحلفاوي وعبد الله محمود وعزت العلايلي وناصر سيف وغيرهم من الفنانين.
الفيلم لا يتحدث عن انتصار أكتوبر، ولكنه يتناول حرب الاستنزاف التي بدأت في 1969، وهي الفترة التحضيرية للحرب، لذلك تعرضه القنوات في الاحتفال بذكرى الحرب.
ويروي الفيلم عملية نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصرية، والذين هاجموا ميناء إيلات الحربي وتمكنوا من تدمير سفينتين حربيتين من البحرية الإسرائيلية، وعادت الفرقة كاملة فيما عدا شهيد واحد.
وقد تم تنفيذ الفيلم بحرفية شديدة، ويضم الفيلم مجموعة مشاهد يحفظها الجمهور جيدا، وأفضل ما بالفيلم هو تناوله لعملية حربية ربما لم يكن يعرفها كثيرون قبل ذلك، والحديث بشكل عام عن دور حرب الاستنزاف في نصر أكتوبر.
"يوم الكرامة"
الفيلم تم إنتاجه في 2004، وهو إخراج علي عبد الخالق، وشارك في بطولته عدد من الممثلين الذين كانوا في بدايتهم السينمائية، مثل أحمد عز وسمية الخشاب وخالد أبو النجا، بالإضافة للفنان محمد رياض والنجم محمود قابيل.
وركز الفيلم على القوات البحرية إبان نكسة 1967، ثم خطاب التنحي لعبد الناصر، وتناول الأحداث حتى يوم 21 أكتوبر 1973.
ولم يحقق الفيلم نجاحا يذكر عند عرضه، وحقق إيرادات لم تتجاوز الـ 220 ألف جنيها.
إذا كنت لم ترى "يوم الكرامة" بعد، فمن الأفضل لك أن تُعيد مشاهدة لائحة الأفلام أعلاه.
أغنيات النصر
ويمتلك عبد الحليم حافظ نصيب الأسد من الأغنيات التي تذيعها القنوات في ذكرى الحرب، نظرا للعدد الكبير من الأغنيات التي نفذها العندليب الأسمر بعد الحرب.
ومن أشهر هذه الأغنيات، "أحلف بسماها وبترابها"، "حكاية شعب"، "عدى النهار"، "فدائي"، "ابنك بيقلك يا بطل".
ومن أكثر الأغنيات التي يذيعها التليفزيون في ذكرى أكتوبر، أغنية شادية "ياحبيبتي يا مصر"، والتي تذيعها القنوات أيضا في أي مناسبة لا علاقة لها بالحرب، مثل حصول مصر على كأس الأمم الإفريقية!
وتضم قائمة أغنيات النصر أيضا كل من "حلوة بلادي السمرة بلادي"، "يا أغلى اسم في الوجود"، "بحبك يا مصر"، "سمينا وعدينا"، "يا حبايب مصر"، وهي أيضا أغنيات يعرضها التليفزيون في أي مناسبة وطنية.