قال الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري إن القضية الفلسطينية تعاني من قصور المساندة الفنية بشدة في شتى أنحاء العالم ، وحتى إن جاءت تلك المساندة من الخارج ، فإن هناك من يخنقها ، حتى داخل البلدان العربية.
وحضر بكري ندوة خاصة أعقبت عرض فيلمه "خاص" أو private في مركز الإبداع الفني في دار الأوبرا المصرية يوم الجمعة ضمن قسم المهرجان "عرب لمعوا في الخارج" ، ووصف الفيلم بأنه "هام جداً ، خاصة إن المخرج زلمة إيطالي لا إله في فلسطين ولا إله في إسرائيل ، شاهد الحقيقة وقدمها كما هي".
ويدور الفيلم الذي أخرجه وشارك في كتابته الإيطالي سافريو كوستانزو -البالغ من العمر 30 سنة- حول أسرة فلسطينية مسالمة متفتحة يقتحم جنود جيش الاحتلال الفلسطيني بيتهم ، ويحاصروهم داخل غرفة في المنزل لكي يتموا عملية مراقبة من شرفات الدور العلوي.
وأضاف بكري : "صنعنا الفليم بأقل القليل ، ووقعنا في أخطاء فنية عديدة كان يمكن تلافيها مع توافر الموارد المالية ، لكن المخرج الشاب لم يجد من يموله ، حتى والده الملياردير لم يوافق على مساعدته".
وتم تصوير الفيلم بأكمله في منزل في إحدى قرى جنوب إيطاليا في منطقة مشابهة لقرى الضفة الغربية ، والتي تنتمي إليها القصة الأصلية للفيلم ، حيث تسكن هناك حتى الآن عائلة خليل ، التي احتلت قوات الإحتلال الطابق العلوي من بيتهم منذ ما يزيد عن السنوات الأربع ، ورفض رب العائلة –الذي يجسده بكري- التنازل عن البيت وأقاموا فيه رافضين الرحيل ، ورافضين اللجوء للعنف في الوقت نفسه.
وعبر بكري عن أسفه لقلة العرب الذي يقدمون على خطوة قام بها الإيطالي كوستانزو ، "نحنا سايبين اللي بره هم اللي يدافعوا عنا ، هنا يفكروا ويفعلوا ، ونحنا حتى ما بنساندهم ، الفيلم بعد ما أتعرض أشتراه 45 تلفزيون على مستوى العالم ، لكن ما عرضته البلاد العربية إلا في قاعات ضيقة صغيرة ولمرة واحدة".
ولم ينل بكري وفيلمه رضاء الحضور جميعهم ، وأعترض البعض على التسليم بالحوار كوسيلة وحيدة للوصول إلى حل للمشكلة الفلسطينية-الإسرائليلة ، لكن بكري رد بأن ما يزيد عن خمسين سنة من العنف المتبادل لم تأت بالنتيجة ، "آني مني ضد العمليات الاستشهادية ، لكني متأكد إن ماهي الحل ، العمليات قدمت لشارون على طبق من ذهب فرصة إعادة الأحتلال مرة ثانية ، والظهور أمام العالم بشكل رجل السلام".
وأكد بكري إن وجهة النظر التي يعرضها الفيلم لا تعبر عن إنعكاس لسياسة السلطة الفلسطينية الحالية بقيادة محمود عباس أبو مازن أو إدانة لمنظمات تحريرية مما سمتها إسرائيل بالإرهابية ، "نحنا عملنا الفيلم قبل ما يروح أبو عمار ، وهو بيعكس وجهة نظر المخرج ، ووجهة نظري اللي بتقول أننا معنا الحق ، يبقى بالحوار راح نوصل ، وإن ماكان على زمني راح يكون عازمن ولادي وولادهم ، راح يجي اليوم ويمشوا".
وعلق بكري على وجود بعض العيوب الفنية في الفيلم ، وخاصة النسخة التي عرضت في المهرجان ، والتي من نوعية الـdvd ، ولسيت نسخة 35 ملي ، "أشترى الفيلم يهودي اسمه بير مياخيم ، ويفرض قيود صعبة عند عرض شراء الفيلم ، ويبالغ في ثمن النسخة الواحدة ، وأكيد دي مانها مصادفة" ، وتابع بكري "رغم إن الفيلم به عيوب فنية في السيناريو والمونتاج نتيجة ضعف الموارد إلا أنه لاقى ترحيب كبير في الخارج".
ورشحت إيطاليا الفيلم للمشاركة في مسابقة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية في قسم أفضل فيلم أجنبي ، "الفيلم قبل بالفعل للمشاركة في الأوسكار ، لكن لأسباب واهية تم رفضه بعد الموافقة بيومين".
وحين أخبر مراسل filbalad.com بكري بأن سبب الرفض كما جاء في مذكرة الأكاديمية كتابة سيناريو الفيلم بثلاث لغات غير الإيطالية –هي العربية والعبرية والإنجليزية- ، فيما نشرت اليوم تقارير عن ترشيح النقاد العالميين فيلم سبيلبرج الجديد الذي لم يشاهدونه بعد لأكثر من أوسكار قال : "أني مش سبيلبيرج عشان يسمع العالم صوتي ، سبيلبيرج بعد ما عمل فيلمه "قائمة شندلر" عن الهولوكوست وهو في مرتبة أعلى من أي مخرج والسبب معلوم ، أم نحنا فلا ، ثم نحنا ما نقدر نلوم إيطاليا أنها سكتت عن حقها في الاعتراض على رفض الأوسكار ، لكن نلوم 22 دولة عربية سكتوا كلهم".
ويحكي فيلم المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبيرج "ميونخ" خطة انتقام إسرائيل من مقتل لاعبيها الرياضيين على أيدي جماعة "أيلول الأسود" الفلسطينية خلال دورة الألعاب الأوليمبية في عام 1972.