قدم النجم محمد منير حفلاً غنائياً مساء الجمعة في دار الأوبرا المصرية ، وتفاعل معه الجمهور الذي تعدى الستة آلاف حسب تقيدرات منظمي الحفل ، في بداية لحفلات الموسم الصيفي لدار الأوبرا ، وبداية جولة غنائية يروج من خلالها منير لألبومه الجديد.
بدأ الجمهور يتوافد على المكان في حوالي الساعة الثامنة ، وبدأوا ترديد أغاني منير القديمة مثل "افتح قلبك" و"سو يا سو" ، وفي تمام العاشرة مساءً –التوقيت المحدد لبدء الحفل- كان المسرح المكشوف مكتظاً بالجماهير التي كان أكثرها من الشباب صغير السن ، إلى جانب آخرين انتصف بهم العمر ، وعلى أكتافهم حملوا أطفالاً بين الثالثة والخامسة ، أخذوا ينظرون إلى خشبة المسرح منتظرين صعود النجم الأسمر.
بعد ساعة ونصف من الإنتظار ، أنقلبت الحركة خلف المسرح ، وبدأ الجميع يركض، دخلت ثلاث سيارات سوداء ، وظهر الوجه النوبي من خلف زجاج السيارة الوسطى ، وقد حوله المحيطون به إلى بطل يدخل ساحة الأوبرا ، فبدأ يلوح لمن حوله ، وينظر إلى الكاميرات المتراصة بالقرب من سيارته التي يحوطها رجال الأمن ، ويبتسم ، يغطي وجهه بشال لفه حول عنقه ، ويصافح أصدقاءه الذين يحاولون تهدئته.
انطلقت الألعاب النارية مع وضع منير قدمه على أرض الأوبرا ، فعرف الجمهور أن نجمه حضر أخيراً ، وبدأت الصيحات تتعالى ، ومنير يسير إلى المسرح والقلق يظهر في عينيه ، وقبل صعوده على المسرح ، أخذ يحرك يديه على رأسه ، وجلس في الأرض ودائرة من أصدقاءه تحيط به ، يحاولون إزالة توتره الذي زاد بسبب إصرار أحدى منظمات الحفل في دار الأوبرا على التقديم لمنير بكلمة قبل صعوده إلى الجمهور ، ورفضه تماماً لهذا لكي لا يشتت تفكيره ، "كل حفلة بيكون في نفس التوتر ، خصوصاً أن المرة دي فيه شريط جديد ، ولسه مايعرفش رد فعل الناس أيه" فسر ياسر ال.
فجأة جرى منير إلى المسرح وصعد عليه ، والجمهور يصفق للملك كما أخذوا ينادونه ، وبدأ المسرح يتوهج بالنجم الذي سطع عليه ، فيما تنفس فريقه وأصدقاءه الصعداء ، بعدما أصولوه إلى المكان الذي يحبه ويجد نفسه فيه ، منذ الأغنية الأولى والجمهور يتفاعل معه ، ويردد معه أغنياته ، وبعد أغنيته الأولى كعادته في حفلاته توقف قليلاً ، ضحك ضحكة عفوية ، وشكر الجمهور على تواجدهم ، وقال لهم "أنا بحبكم كلكم ......يالا نغني" ، فصفق الجمهور ، وبالفعل تفاعلوا بشدة مع أغنية "علي صوتك".
كلما صمتت الموسيقى تعالت أصوات الجمهور "الكبير كبير يا محمد يا منير" ، بينما أخذ التوتر يذهب عن منير بعدما نسى نفسه مع الموسيقى والغناء ، وظل الجمهور يردد "حدوته....حدوته" ، فيفاجئهم هو بأغنية أخرى لم يتوقعوها ، وحينام بدأت الفرقة تعزف أغنية "صياد" من ألبومه الجديد صفق الجمهور بشدة ، فتوقف منير وداعبهم قائلاً "أنتم فاهمين الأغنية؟ أتعرفون ما هي المياز والبنية؟" فأجاب الجمهور بالإيجاب ، فذكرهم بصاحب الأغنية الأصلي المطرب الشعبي محمد طه وقال "أترون كم كانوا في منتهى الجمال".
ظل منير ينوع ما بين أغاني ألبومه الجديد وأغانيه القديمة ، والجمهور يرددها معه ، وطالبوه كثيراً بإعادة أغنية "بننجرح" من ألبومه الجديد ، واستجاب لهم منير , ورددوها معه ، وغنى مع الجمهور أغنية "أنا قلبي مساكن شعبية" ، والجمهور عقب كل أغنية يطالبونه بغناء "حدوته مصرية" ، إلا أن منير لم يستجب لهم.
في منتصف الحفل ، وجه منير التحية للملحن هاني شنودة الذي غنى من إلحانه في ألبومه الجديد أغنية "حاضر يا زهر" وشارك منير بداية رحلته الفنية ، وناداه "أنا عارف أنك هنا يا هاني ، بابوسك يا هاني ، وكل الفرقة بتسلم عليك" ، وأهداءه أغنية "غريبة" وصعد خلالها شنودة إلى المسرح ليرددها معه ، ليتبعه بعده بقليل المطرب "ريكو" ، الذي أمسك بالطبلة وأنضم إلى فرقة منير ، التي كان عضواً فيها من قبل ، وحياه منير وحياه الجمهور.
بعدما غنى كثيراً ، وصرخ معه الجمهور كثيراً ، بعدما قدم "حتى حتى وصوتك وأنا بعشق البحر" بعدما شرب الكثير من المياه ، وركض على المسرح ، قدم أعضاء فرقته كل باسمه وآلته ، وقال لجمهوره مودعاً "كنتم رائعين ، أشكركم على دعمكم لي" ، "دائماً سنكون معاً ، وكل ما نحلم به غد أفضل ، دون استعجال" ، ولوح لهم وغاب عنهم خلف أجساد رجال الأمن الذين أحاطوه حتى سيارته ، وهو يضحك بفرحة كبيرة.