كانت البداية واحدة، مع شركة واحدة "فري ميوزيك" نصر محروس، وفي ألبوم واحد "تامر وشيرين"، وظلا لفترة طويلة متلازمين حتى أن الجمهور كان ينادي تامر بلقب "تامر وشيرين" وينادي شيرين بلقب "شيرين آه يا ليل".
وبسرعة الصاروخ أصبح تامر حسني نجم الشباب الأول ومعبود المراهقين والمراهقات رغم ما مر به من ظروف كانت كافية للقضاء على مستقبله، لكن لأننا نعيش زمن العجائب أصبح أول "مخطئ" يحصل على الشهرة والنجومية من فعلته.
أما شيرين التي أثبتت في فترة قصيرة وبألبوم واحد فقط أنها المطربة رقم واحد في مصر بل والعالم العربي كله صوتا وإحساسا، وأصبح مجرد ذكر اسم "شيرين" فقط بدون عبد الوهاب يستدعي للذهن صورة واحدة فقط ويستبعد أي شيرين أخرى.
إلى هنا نحن أمام قصة نجاح سريعة رائعة نموذجية، لسنا هنا بصدد مناقشة طريقتها أو أسبابها ولن حتى نحاول استخلاص العبر منها لأنها ليست أكثر من ظروف و"قسمة ونصيب" لا تتكرر.
لكن ما لفت نظري بصفتي عاشقا لشيرين صوتا وإحساسا، ومتابعا لنجاح تامر أن الصدفة التي جمعت الاثنين في رحلة الصعود، عادت لتجمعهما مرة أخرى لكن هذه المرة في رحلة السقوط التي أتمنى ألا تطول.
من الواضح جدا أن الشاب تامر مشغول بأشياء كثيرة إلا أهم شيء يجب أن ينشغل به، وهو مستوى أدائه الفني، لا أدري لماذا تلح على جملة سمعتها منذ سنوات أثناء دراستي الجامعية من أحد أساتذتنا عندما قال لزميل يكتب الشعر: "لا تنشغل بنشر أعمالك الآن عليك أن تنشغل بتجويد ما تكتب".
هذا بالتحديد ما أريد أن أقوله لتامر عله ينقذ نفسه من المنحدر الوعر الذي يسير به وهو لا يدري، يا أخ تامر استغل ما حباك به الله من قبول وحب الجمهور ولا تهتم بالظهور والتواجد واهتم فقط بمستوى عملك وما تقدمه للناس ثم اختفي بعدها وستجد الناس هى التي تبحث عنك.
لست بحاجة إلى ضرب أمثلة عن نجوم احترمت فنها وجمهورها والآن الجمهور هو الذي يبحث عنها ويتشوق لرؤيتها ولو مرة في العام.
لن أطيل الكلام في هذا الأمر فمن المفروض أنك شبعت نجومية ومعجبين ومعجبات، "ركز شوية في شغلك يا تامر والنبي" خاصة إن ألبومك الأخير "قرب كمان" بشهادة غالبية الجمهور وحتى الموزعين صدمة من حيث المستوى وأقل ما يوصف به أنه "شغل مسلوق" لماذا فيلم وألبوم في العام؟ لماذا لا أعمل عامان وثلاثة واختار وأسمع وأبحث وأعدل حتى أخرج بألبوم يكسر الدنيا؟! الجمهور لن ينساك وهناك مطربون كثيرون يغيبون بالأعوام ثم يعودون بعمل يعوض غيابهم ويظل جمهورهم في انتظارهم.
هناك نقطة أخيرة سأنهي بها الحديث لتامر حسني قبل انتقالي للحديث عن شيرين، وهى أن النجومية هدف له طريق واحد هو العمل والاجتهاد والاختلاف، ولن يصبح نجما من يسير في الشوارع ممسكا بجرس يظل طول الليل والنهار يقول: "أنا نجم أنا نجم النجوم" وإلا سيتحول إلى الشخصية التي ظهرت بفيلم "شيء من الخوف" الذي من كثرة رغبته في أن يصبح كبيرا ظل يردد: "أنا عتريس ... والله العظيم أنا عتريس ... حتى شوفوا ... انتوا مش خايفين مني ليه؟!".
الرائعة شيرين الصوت القوي الدافئ صاحبة الإحساس المتميز والحضور القوي والجماهيرية العريضة، مطربة من جيل محظوظ حقق في فترة قصيرة ما كان يستلزم عمل سنوات وسنوات، لكنها تستحق ما وصلت إليه وتستحق أكثر، خاصة أنها واعية جيدا لإمكانياتها وتعرف ماذا تريد أن تقول وأين تقف.
ألبوم شيرين الأخير "بطمنك" خطأ تاريخي تم تدوينه بفعل فاعل في تاريخها الفني المشرف رغم قصره، من الممكن أن تكون غير مسئولة عن طرح أغنيتين في ألبوم مع ثلاثة أغان أخري قديمة، بل هذا ما حدث بالفعل فالألبوم تتحمل شركة "روتانا" مسئوليته كاملة، وحاولت أن أبحث عن مبرر له فلم أجد.
غياب شيرين أو أي مطرب له جمهوره لن يضرها على العكس قد يفيدها ويجعل الجمهور يشتاق لها أكثر ويتلهف على أخبارها وأعمالها، أما أن يطرح ألبوم بأغنيتين تم تسريبهما على الإنترنت قبل صدور الألبوم بشهر، فهو ما يسمى بالحضور الإجباري، الذي يشعر به الجمهور أنه مجبر على الاستماع لشيء وهو ما حدث بالفعل حسب العديد من موزعي الألبومات في القاهرة الذين قالوا أن العديد من العملاء أعادوا ألبومي تامر وشيرين بعد شرائهما أو طالبوا بتبديلهما بألبومات أخرى، فهل هذا ما كانت تسعى إليه الشركة.
تحميلي المسئولية للشركة لا يعفي شيرين من المسئولية كان من الممكن أن تطرح أغنية أو اثنتين بشكل منفرد "سنجل" أو في أي من ألبومات الشركة الجماعية على الأقل كانت ستضمن نسبة توزيع عالية له.
خطأ وحدث نحن لا نذبح من يخطئ، لكن نصيحتي لشيرين ولغيرها ألا نترك الخطأ يهزنا ويجعلنا نسقط في خطأ آخر وآخر، الآن عليك أن تجلسي مع نفسك ومع زوجك وشريك حياتك الشخصية والفنية الملحن والموزع الرائع محمد مصطفى وتفكري فيما حدث هل كان مقصودا به "حرقك" أم ماذا بالضبط خاصة أنك تجهزين ألبومك وحددتي موعد طرحة في آخر العام أي الفترة المتبقية قصيرة لم تكن تحتمل أي مغامرات غير محسوبة.
البعض أرجع عبارة غير لائقة قالتها الفنانة شيرين في مداخلة تليفونية بأحد البرامج التليفزيونية الشهيرة إلى اهتزازها نفسيا بسبب الألبوم وردود الفعل السيئة تجاهه، وأنا لا أراها هكذا أراها أسلوب تتبعه شيرين منذ بدايتها يتلخص في الصراحة والتلقائية التي تحدثت بهما عن حياتها الشخصية، وإن كنت أتحفظ على هذا الأسلوب لأن الفنان غير مطالب بإفشاء أسرار حياته الشخصية قبل أو حتى بعد النجومية، لدرجة أن يقول كان يأكل اللحمة كام مرة في الشهر.
"وشوشة" في أذن تامر: لا تصدق أن الزمن الفني ليس مهما، ولن تستطيع اختزال مشوار 25 عاما في خمسة أعوام كما تقول أو يقال لك، وكم من نجم لمع سريعا وأصبح "ظاهرة" ثم احترق بنفس السرعة.
"وشوشة" في أذن شيرين: أنت جوهرة غنائية احرصي على قيمتك ولا تأمني عليها مع أحد أيا كان حتى لو كان شركة إنتاج من العيار الثقيل، والصراحة والتلقائية لا تعني أن أقول على الهواء أمام الملايين ما أقوله في حديث مع المقربين مني في المنزل.