اختتم مهرجان "كان" السينمائي الدولي دورته الحادية والستين، بمنح الفليم الفرنسي "بين الجدران" إنتر ليه مور للمخرج لوران كانتيه جائزة "السعفة الذهبية" التي لم تحصل عليها فرنسا منذ 21 عاما.
تلقى لوران كانتيه مخرج "بين الجدران" خبر فوز فيلمه بالسعفة الذهبية بتأثر شديد ووقف بين أبطال فيلمه لتلقي تهنئة وتحية الحضور بسعادة بالغة بأول فيلم فرنسي يحصل على الجائزة التي غابت عن السينما الفرنسية لمدة 21 عاما منذ فيلم "تحت شمس الشيطان" سو لو سولاي دو ساتان للمخرج موريس بيالا عام 1987، حسب الموقع الرسمي لتليفزيون العربية "العربية نت".
من جانبه أوضح شون بين رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان أن فيلم "بين الجدران" حصل على إجماع في هيئة التحكيم التي وصفت الفيلم بأنه "مذهل فعلا" ويستحق السعفة الذهبية.
أما كانتيه مخرج الفيلم فقال: "كان من الضروري أن يقدم الفيلم صورة المجتمع بأسره، أن يكون متعددا وغنيا ومتشعبا، كان ينبغي أن تكون هناك احتكاكات لم يكن الفيلم يسعى أبدا إلى إزالتها، لذا حرصت على تصوير المدرسة ليس كما ينبغي أن تكون بل كما هي فعلا".
يروي "بين الجدران" الفيلم الروائي الخامس للمخرج الفرنسي كانتيه الحياة اليومية في فصل بإحدى المدارس الباريسية، حيث يسعى أستاذ شاب في اللغة الفرنسية جاهدا لتلقين تلاميذه لغة مختلفة عن تلك التي يستخدمونها في مراسلاتهم الالكترونية.
وعلى صعيد آخر فاز فيلم "الجوع" للمخرج البريطاني ستيف ماكوين بجائزة "الكاميرا الذهبية" لأفضل فيلم جديد في المهرجان، ويروي الفيلم قصة المناضل الأيرلندي الشمالي بوبي ساندز الذي نفذ إضرابا عن الطعام في سجنه عام 1981 للحصول وزملائه على وضع سجناء سياسيين، وكان عمره 27 عاما عند وفاته بعد 66 يوما من الإضراب عن الطعام، كما تم اختيار "الجوع" لجائزة قسم "نظرة ما" الذي افتتح به فعالياته.
يذكر أن فيلم "الجوع" تم تصويره بطريقة مجردة شبه صورية وهو ناجح جدا من الناحية الجمالية، وهو الفيلم الطويل الأول لماكوين "39 عاما" وهو فنان ذائع الصيت نال جائزة تورنر للفنون المعاصرة عام 1999.
وقال السينمائي الفرنسي برونو دومون رئيس لجنة جائزة الكاميرا الذهبية قبل تسليم الجائزة إلى ماكوين إن فيلم "الجوع" أعلن ولادة مخرج كبير وقدرة فنية عظمية.
وأضاف دومون: "أعجبت لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية بالنوعية والحيوية والحرية في بعض الأفلام التي تنافست على الجائزة، فالأمر مطمئن لنوعية السينما وحياتها".
من جهة أخرى منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للروسية فاليريا جي جرمانيكا عن فيلم "سيموتون جميعا عداك أنت" الذي عرض في فعاليات "أسبوع النقاد".
وفاز فيلم "القرود الثلاثة" للتركي نوري بيلج جيلان بجائزة الإخراج، وقال المخرج التركي: "إنها مفاجأة كبيرة وشرف عظيم لي، أود إهداء هذا الفيلم لبلدي الرائع، بلدي الوحيد الذي أحبه كثيرا".
"القرود الثلاثة" تراجيديا عائلية عن الغيرة تجري أحداثها بين زوجين وابنهما وتتميز بتصوير رقمي رائع، وتدور قصته حول سياسي "اركان كيسال" يقتل رجلا وهو يقود سيارته فيدفع لسائقه "يافوز بينغول" مبلغا من المال لقاء تحمله مسئولية الحادث، وفيما يكون السائق في السجن يغوي السياسي زوجته "هاتيس اصلان" أمام أنظار ابنها "احمد رفعت سنغار".
وهي ثالث مشاركة لهذا المخرج في مسابقة "كان" بعد سنتين على فيلمه "مناخات"، وبعد فوز فيلمه الطويل الثالث "اوزاك" بجائزة لجنة التحكيم عام 2003.
جوائز الممثلين
أما جوائز الممثلين فحصلت الممثلة البرازيلية ساندرا كورفيلوني بجائزة أفضل ممثلة للدورة الحادية والستين للمهرجان عن أول دور لها في فيلم "لينها دو باش" للمخرجين والتر ساليس ودانييلا توماس، فيما حصل الأمريكي البرتغالي الأصل بنيسيو ديل تورو على جائزة أفضل ممثل عن دوره في "تشي" لستيفن سودربرج الذي يؤدي فيه دور الثائر البوليفي ارنستو تشي جيفارا.
يذكر أن بنيسيو ديل تورو "41 عاما" سبق وفاز بجائزة أوسكار أفضل دور مساعد مع نفس المخرج عن دوره في فيلم "تهريب" ترافيك عام 2000.
وحصل كل من الممثلة الفرنسية كاترين دي نيف والممثل والمخرج الأمريكي كلينت إيستوود على جائزة خاصة من المهرجان تتويجا لمسيرتهما الفنية.
قالت دي نيف التي شاركت بالمهرجان بفيلم "إن كونت دي نوال" للفرنسي ارنو ديسبليشين: "تأثرت كثيرا بالجائزة، وأريد أن أشكر أرنو ديسبليشين وشركائي في الفيلم مثل ماتيو امالريك وجون بول روسيون".
في حين غاب كلينت إيستوود الذي خاض مسابقة السعفة الذهبية من خلال فيلم "المبادلة"