طالب كثيرون من صناع الأفلام بإلغاء الرقابة على السينما المصرية لتحريرها من القيود الدينية والأخلاقية وفتح الباب أمام حرية الإبداع والتعبير عن الفن بكافة السبل الممكنة. وعادة ما يتم الاستشهاد بالسينما الأمريكية التي تتبع نظام التصنيف العمري في مشاهدة الأفلام.
لكن هل الحياة وردية بالكامل في السينما الأمريكية فيما يتعلق بالرقابة؟
الأمر لا يبدو كذلك، ففي السطور التالية، يرصد FilFan.com لقرائه تاريخ الرقابة على السينما الأمريكية، وكيف تحولت مع الزمن إلى رقابة ذاتية نابعة من شركات الإنتاج والمخرجين أنفسهم.
نبذة عن الرقابة الأمريكية:
في بدايات السينما الأمريكية، وبالتحديد في عام 1915، أصدرت المحكمة العليا للولايات المتحدة قرارًا بأن الأفلام ليست فنًا لأنها هادفة للربح، وبالتالي لا ينبغي تطبيق التعديل الأول من الدستور عليها، وفقًا لما جاء في صحيفة The Saturday Evening Post.
أدركت الاستوديوهات في هوليوود أن الدولة ستتدخل في المحتوى الفني، وبالتالي قررت تأسيس منظمة لمنتجي الأفلام والموزعين السينمائيين (MPPDA) في عام 1922، وتولى رئاستها السياسي ويل هايز، في محاولة لإثبات أن رقابة الدولة ليست ضرورية لأن هناك رقابة من المنتجين أنفسهم. مع ذلك، لم تنجح المنظمة في فرض نظام رقابي على الأفلام، خاصة مع لجوء المخرجين إلى زيادة معدل الجنس والعنف لجذب المشاهدين إلى دور العرض السينمائية.
وبدورها، شكلت الكنيسة الكاثوليكية ما يمسى بـ"فليق الحشمة" لوضع 3 تصنيفات على الأفلام وهي: لا يمكن الاعتراض عليه أخلاقيًا، ومُعترض عليه بشكل جزئي، ومدان. تسبب ذلك، في الضغط على المنتجين والموزعين، خاصة وأن بعض الأفلام فشلت تجاريًا بسبب حملات المقاطعة.
واضطر المنتجون إلى الموافقة على قانون الإنتاج، الذي يلزمهم بعرض جميع الأفلام على إدارة خاصة يرأسها جوزيف برين. تضمن القانون قائمة من المحظورات التي إذا لم يلتزم بها صناع الأفلام يحرمون من الحصول على تصريح العرض في السينمات الكبرى.
وفي عام 1945، غيّر رئيس منظمة MPPDA، إريك جونستون، اسمها إلى MPAA أي رابطة الأفلام السينمائية الأمريكية. ثم تولى جاك فالنتي رئاسة المنظمة، وقرر إلغاء قانون الإنتاج، وتحويل الرقابة إلى تصنيف عمري مكون من 4 فئات: G للجمهور العام، وM للمشاهدين الناضجين، وR مقيد، وX للبالغين فقط. وفي عام 1970 تحول نظام M إلى GP أي متاح للجميع لكن مع وجود إرشاد عائلي، وبعد ذلك بعامين تحول الاسم لما يعرف الآن بـ PG.
بناءً على اقتراح من المخرج ستيفن سبيلبيرج، ظهر تصنيف PG-13 في عام 1984، ليحذر للآباء من وجود محتوى غير مناسب للأطفال تحت سن 13 سنة.
أخيرًا في عام 1990، تقرر تغيير اسم تصنيف X لـ NC-17 أي ممنوع على من يبلغ 17 سنة أو أقل، وذلك للتفرقة بين الأفلام الجنسية والفن. لم تستسلم جماعات الضغط الدينية ونجحت في التأثير على الشركات الكبرى ومنعها من إنتاج أفلام تجارية ضخمة تحمل تصنيف NC-17.
وفي الوقت الحالي، تقدم الشركات السبع الكبرى في هوليوود أفلامها إلى مجلس التصنيف طواعية. وبالتالي، فإن الأفلام التي لا تحصل على تصنيف من MPAA لا يتم عرضها في دور العرض السينمائية المهمة.
رقابة ذاتية:
مع إلغاء قائمة المحظورات وظهور التصنيف العمري طبقت شركات الإنتاج نظام الرقابة الذاتية على الأفلام، والحقيقة أن المخرجين يضطرون أحيانًا لحذف بعض المشاهد من تلقاء أنفسهم حتى تنجح أفلامهم في الوصول لأكبر عدد من المشاهدين.
-حذف قبلة بين بطلي Legend Of Tarzan
قرر مخرج فيلم The Legend Of Tarzan حذف قبلة مثلية بين بطلي الفيلم، السويدي ألكسندر سكارسجارد صاحب الـ 39 عاما والنمساوي الألماني كريستوف والتز صاحب الـ 59 عاما.
اتخذ المخرج ديفيد ياتس قراره بحذف القبلة بعدما امتعض المشاهدون في العرض الاختباري للفيلم، ووجدوها "غريبة".
وقال ديفيد ياتس لـ The Times: "تراجعنا عنها لأنها كانت مبالغ بها. كانت فعلا بهذه الغرابة، لحظة غريبة عندما قبله كريستوف".
-شركة Sony والنسخ النظيفة
قررت شركة Sony في منتصف العام الماضي، إطلاق خاصية "نسخة نظيفة" Clean Version التي تهدف إلى حذف المشاهد الجنسية أو العنيفة من أفلامها لتكون أكثر ملائمة لكل أفراد العائلة.
وقد تم تطبيق الخاصية على أكثر من 20 فيلمًا منها Captain Phillips وMoneyball وStep Brothers وBattle Of The Year وSpider-Man.
-شركة Disney
على عكس شركة Sony، اتخذت شركة Disney مؤخرًا خطوات جريئة حيال القيود المفروضة على المحتوى، فقد تعرضت إلى موضوع المثلية الجنسية في فيلمها الموسيقي Beauty and the Beast فى سابقة هى الأولى من نوعها منذ 80 عامًا.
وعلى صعيد التليفزيون، قررت الشبكة اتخاذ خطوة جريئة ومثيرة للجدل تهدف إلى مساعدة المراهقين على إدراك تباين الميول الجنسية وتقبلها، وذلك عن طريق إدماج قصص لشخصيات تميل إلى المثلية الجنسية في مسلسل Andi Mack.
اقرأ أيضًا:
الأفلام المنتظرة في عام 2018.. عودة "لارا كروفت" و"ماري بوبينز"
ريدلي سكوت يكشف عن الفرق بين كيفين سبيسي وكريستوفر بلامر.. هذا رأيه في Blade Runner 2049