"الفنان الذي لا يرفض شيء" لقب أطلق على الممثل توفيق الدقن في الوسط الفني لأنه يقبل بأغلب الأدوار التي تعرض عليه حتى لو كانت مكررة أو بسيطة أو لا تضيف شيئا للعمل.
لم يكن وقتها الدقن في حاجة إلى الانتشار لكي يصبح اسمه معروفا، بل كان له اسما كبيرا في الوسط الفني، فلماذا كان يقبل بأي دور يعرض عليه؟
الإجابة هي "المال"، فكان السبب وراء ذلك، وبمعنى أصح الالتزامات والفواتير التي عليه أن يدفها مع أول الشهر، فكان يقبل بأدوار لا يرضى عنها فقط لكي يكفي حاجة منزله.
أعمال كثيرة شاهدناها للفنان الكبير ضحكنا معه كثيرا وغضبنا منه بسبب شره المتقن في الأدوار التي يقدمها، ولكن خلف ذلك لم تكن الحياة سهلة ومريحة.
في الذكرى الـ 29 لوفاة توفيق الدقن، نتعرف على معاناته في الوسط الفني.
في حديث إذاعي مع الكاتب محمود السعدني، فتح توفيق قلبه وتحدث عن صعاب ومشكلات يواجهها في حياته المهنية، دفعته لقبول أدوار لم يكن راضيا عنها بالشكل الكافي.
في بداية الحوار وجه السعدني سؤالا للدقن لماذا أصبح كالآلة يشارك في أعمال كثيرة في السينما والإذاعة والمسرح ويقدم أدوارا لا تضيف له على الرغم من أن انطلاقته كانت قوية وتألق في أدوار قدمها؟
شرح السعدني سؤاله بأنه كفنان عليه أن يختار أدوارا تليق بمكانته وموهبته وليس أدوارا لا قيمة لها.
كانت إجابة الدقن صادمة، فقال إنه كفنان مسرحي يتقاضى أجرا من المسرح يصل إلى 50 جنيها، يتم خصم منها الضرائب وبدل سفر وأشياء أخرى ليصل المبلغ الذي يتقاضاه إلى 19 جنيها، وفي النهاية هو إنسان لديه أسرة وأبناء والتزامات كل شهر فكيف سيعيش؟
أكمل قائلا إنه بدأ يقبل بمثل هذه الأدوار حتى يستطيع عيش حياة كريمة من دون ديون وأزمات مع آخر الشهر.
وأكد الدقن أنه إذا فكر أن يكتفي فقط بالمسرح ولا يشارك في أعمال أخرى فلن يسأل أحدا عنه ولن يعرض عليه دورا كبيرا يستطيع من خلاله أن يقدم نفسه بالشكل الذي يرضى عنه.
ليختتم توفيق حديثه بأن المسرح هو أهم شيء لديه هو حياته فإذا كان بيده أن يعمل في المسرح فقط كان سيفعل ذلك، لكن الحياة صعبة، وفي اليوم الذي سيكون للفنان حياة مستقرة ولا يوجد لديه مشكلة تسديد الفواتير التي تشغل باله كل آخر كل شهر سيهتم أكثر بالفن وبالأدوار التي يقدمها، لكن غير ذلك فهو اسمه "توفيق الفواتيري" لما لديه من أعباء في الحياة.