لندن (رويترز) - عندما تفاتح جماعات الإغاثة وسائل الإعلام لجذب الإنتباه تجاه مشكلة يكون الرد في المعتاد هو "من معكم.." قبل السؤال عن الموضوع ذاته.
وبدافع الشهية الشرهة لأخبار المشاهير ، تريد الصحف والمحطات الإذاعية دائماً وجهاً مميزاً إلي جانب أهمية الموضوع وهو ما يفسر سبب مشاركة النجوم في الحفلات الخيرية ، ولماذا تجتذب حفلات "لايف 8" التي ستقام في الثاني من يوليو المقبل مثل هذا الاهتمام الإعلامي.
وقالت لايسبث هولدواي من منظمة أوكسفام: "شهية الصحافة هي ما يحركها ، نريد أن نبرز موضوعاتنا عن طريقها وإذا ما تعرضنا للسؤال المتكرر (من معكم) نذهب لنبحث عن أحد المشاهير" ، وأضافت إن هذا ما تريده وسائل الإعلام مقابل عرض موضوعاتنا "وأعتقد إنه أمر مخجل".
وستوضع قوة الشهرة في إحداث فارق موضع اختبار في الثاني من يوليو المقبل عندما يقوم عشرات من نجوم الغناء باعتلاء المسارح عبر أنحاء العالم ضمن حفل "لايف 8" الموسيقي الذي يهدف إلي الضغط على قادة مجموعة الثماني من أجل بذل المزيد من الجهد للتخفيف من حدة الفقر الذي تعانيه أفريقيا.
وليس هناك شك في أن الحفلات "لايف 8" التي تمتد من طوكيو في الشرق إلي تورنتو في الغرب ستزيد من الوعي بمشاكل القارة الأفريقية.
لكن السؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو هل بإمكان نجوم الغناء حفز قادة دول مجموعة الثماني الذي سيجتمعون في اسكتلندا في الفترة من السادس إلي الثامن من يوليو المقبل لبذل المزيد من أجل أفريقيا؟
ولدى نويل جالاجير من فريق أويسيس الغنائي البريطاني شكوكه إزاء الأمر ، فقد قال في مقابلة صحفية: "هل يأملون في أن يشاهد أحد قادة مجموعة الثماني آني لينوكس وهي تغني "أحلام سعيدة" ، ثم يقول: "يا إلهي ربما لديها وجهة نظر هنا... هذا لن يحدث. هل من الممكن ان يحدث.."
ولا يبدو المستفيدون المفترضون أنفسهم على قناعة بأن المشاهير يمكنهم تقديم الكثير من المساعدة لقضايا يدافعون عنها.
وقال فرانكلين كوجو من مركز التعليم الإنساني في غانا والذي يعتقد أن هذه الحفلات تساند الحكومات الفاسدة: "إلقاء الضوء على مشكلات أفريقيا هدف نبيل لكن حلول النجوم للمشكلات مسألة محل شك".
وإلي جانب ما أسماه "اقتصاديات نجوم الروك" لصالح أفريقيا ، دعا كوجو إلي إصلاحات مؤسسية تسمح للسكان المحليين بمساعدة أنفسهم.