بومباي (رويترز) - ينتج كاتب هندي فيلماً سينمائياً عن اغتصاب جماعي تعرضت له أمه التي كانت عارضة أزياء مشهورة في السبعينيات ليظهر أن ضحايا هذه الجريمة لسن فقط الفقيرات والضعيفات كما يتعامل المجتمع الهندي مع سلسلة من عمليات الإغتصاب الوحشية في الشهور الأخيرة.
ويوثق فيلم "القبيحة الجميلة" لأحداث وقعت منذ 28 عاماً قبل وبعد الإغتصاب الجماعي لشيلا راي التي لم تبلغ الشرطة قط عن الجريمة ، وتوفيت عام 1990 عن 44 عاماً.
وقال أشوك بانكر منتج الفيلم في مقابلة مع رويترز: "أريد أن يكشف هذا الفيلم أن الإغتصاب يحدث أيضا فيما يسمى بالعالم البراق للسينما وعروض الأزياء وليس فقط شيئا يقع في شوارع وقرى الهند".
وأضاف: "إغتصبها أربعة رجال خلال حفل ثم ألقيت خارج منزلها في الساعات الأولى من الصباح" وأشار إلى انها "لم تبلغ الشرطة قط عن الحادث خشية أن يلحق بها العار ويتأثر عملها لكنها عانت في نهاية الأمر حيث أصابها ذلك بانهيار عصبي وتأثر عملها".
ويقول نشطاء إن إمرأة تغتصب كل ثلاثين دقيقة في الهند وأن غالبية الحالات لا يتم الإبلاغ عنها ، وتظهر بيانات مكتب سجلات الجريمة القومي أن أكثر من 18100 شخص حوكموا بتهمة الإغتصاب في أحد الأعوام ، أدين منهم 4645 فقط.
وقال بانكر الذي كان في الثانية عشرة من عمره وقت حدوث الإغتصاب إنه أمضى سنوات يبحث عما حدث لوالدته واكتشف أن كثيراً من النساء اللاتي يعملن في صناعة السينما الهندية ومجال الأزياء تعرضن لاعتداءات جنسية ولذن بالصمت.
وأردف أن خليطاً من الإتجاه المحافظ والخوف ما زال يسود البلاد رغم أسلوب الحياة المترف المتحرر لعدد متزايد من المشاهير الذين يقضون وقتهم في حفلات الكوكتيل في فنادق خمس نجوم وملاه ليلية أنيقة.
وقال بانكر كاتب روايات الخيال المعروف: "بالرغم من أن الإغتصاب قضية يكثر الحديث عنها الآن في الهند فإن النساء ما زلن يواجهن احتمال نبذهن من دوائرهن الإجتماعية وفي أماكن العمل حتى في المجتمعات المدنية الاكثر تحرراً".
وأكمل: "ولكن الشيء الأهم أن كثيراً من هؤلاء المغتصبين شخصيات مشهورة ومن أصحاب المقامات الرفيعة ولا تخشى الضحايا فقط من تعرض عملهن للخطر إذا ما أبلغن الشرطة ولكن من أن الشرطة لن تفعل شيئاً لهؤلاء الناس الذين ينتمون للنخبة".
وتتدفق آلاف الشابات على بومباي من كل أرجاء الهند سنوياً على أمل العمل في بوليوود عاصمة السينما الهندية أو في عروض الأزياء ، ولكن مع اشتداد المنافسة ينتهي الأمر بكثيرات في حانات الرقص يرقصن أمام الرجال من أجل المال أو حتى كعاهرات.
ويأمل بانكر أن يعرض الفيلم في سبتمبر بالتزامن مع عرضه في مهرجان صندانس السينمائي ، ويقول إنه مع أن "القبيحة الجميلة" لا يحمل وصفة أفلام بوليوود الناجحة فإنه يعتقد أنه سيجذب الإنتباه داخل وخارج الهند بسبب موضوعه غير المعتاد.
وأضاف: "لا أتوقع أن يحقق هذا الفيلم أرباحا طائلة لكن أتمنى أن تتغير وجهات النظر ويدرك الرجال المهمون الذين يعملون في هذه الصناعة أنه لا يمكنهم بعد الآن أن يستغلوا نساء صغيرات ويفلتوا بفعلتهم".