بعد أكثر من 38 عاما على آخر فيلم قدماه معا تقع النجمة الأمريكية جين فوندا من جديد في حب صديقها القديم روبرت غريدفور في فيلم "أرواحنا في الليل" الذي عرضه لهما مهرجان فينسيا السينمائي الدولي مساء الخميس 31 أغسطس، بمناسبة منحهما الأسد الذهبي تكريما لهما عن مجمل أعمالهما.
ولم تمنع الأمطار الغزيرة والعاصفة التي شهدتها فينسيا النجمين من السير على السجادة الحمراء قبل حفل التكريم الذي أقيم فى العاشرة مساء، لمنحهما الأسد الذهبي وأعقبه عرض الفيلم، بينما شاهد الصحفيون والإعلاميون الفيلم في الصباح وعقد مؤتمرا صحفيا قال فيه ريدفورد أنه اختار القصة المقتبسة عن رواية لأنه يرى فيه قصة حب بين مسنين لكنها موجهة لجيل الشباب لأن قصص الحب دائما مليئة بالحياة.
وعلى الرغم من الحضور القوي لروبرت ريدفورد المشارك في إنتاج الفيلم مع شركة نيتفلكس إلا أن جين فوندا تمكنت من خطف الأضواء منه والسيطرة على المؤتمر الصحفى بأناقتها وخفة ظلها وإصرارها على الإعلان عن حبها الكبير لريدفورد وإعجابها به وبعمله ومجهوداته فى مجال السينما على مدار سنوات طويلة، مشيرة إلى أنها تمنت العمل معه مرة اخرى لتقضي معه الوقت وتقع في غرامه من جديد.
وأضافت أن كل الأفلام التي قامت ببطولتها أمامه كانت تجمعها به قصص الحب سواء في "ذا إليكترونيك هورسمان" 1979 أو في "بيرفوت إن ذا بارك" 1967، والفارق بين قصص الحب هذه وقصة الحب في "أرواحنا في الليل" أنهما كانا شبابا وكانت قصص حب عادية بين شاب وفتاة تنتهي بالزواج أما الآن وهي تقترب من الثمانين -79 عاما- وريدفورد -81 عاما- يقدمان قصة حب تعبر عن الجميع من كل الأعمار وكل الفئات، وتعبر عن التضحيات التي يقوم بها الآباء والأمهات أحيانا، حيث تقرر بطلة الفيلم "إيدي" التخلي عن قصة حبها من أجل أن تكون أما وجدة أفضل.
وأضافت أنه أحيانا يقصر الأهل تجاه أبناءهم في مرحلة ما تكون سببا في التأثير على علاقتهم بهم لفترة طويلة لذلك إذا أتيحت لهم فرصة ثانية لتعويض أبنائهم عن هذا التقصير عليهم انتهازها فورا حتى لو كان هذا التخلي عن شيئا مهما في حياتهم، لأن ما يبقى لكل منا بعد الموت ليس المال وإنما حب الأبناء والأصدقاء فهي نعمة لابد من الحفاظ عليها.
وأكد ريدفورد على هذا مشيرا إلى أن الوقت المتاح للأهل للتقرب من أبنائهم هو أثناء رعايتهم لهم في الصغر، لذا إذا اضطر أحد الوالدين للابتعاد عن أبنائه في هذه الفترة فإن هذا سيؤثر على علاقته بهم لفترة طويلة ويتسبب في حالة من التوتر قد لا يتمكن من علاجها لذلك عليه انتهاز الفرصة إذا أتيحت له لعلاج ما تصدع في العلاقة مهما كانت التضحيات، مضيفا حول الفارق بين الأفلام التي قدمها في شبابه والتمثيل بعد سن الثمانين بأنه كان في الماضى رياضيا يتحرك كما يحلو له دون الخوف من أي شيء أما الآن بعد أن تقدم به العمر أصبح يفكر بشكل مختلف ويتحرك بحذر حتى لا يؤذي نفسه.
وانتهز البعض فرصة وجودها وكونها من الناشطين الاجتماعيين والمهتمين بالقضايا العامة لسؤالها عن أهم القضايا التى تهتم بها فى الوقت الحالى، فقالت أن أهم قضية بالنسبة لها هى الحفاظ على الكوكب من الدمار ولتحقيق ذلك لابد من إجراء العديد من التغييرات خاصة فى بلدها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف ريدفورد على قولها بأننا جميعا يقع على عاتقنا مسئولية كبيرة وعلينا الحفاظ على الكوكب الذى نعيش فيه لأنه كوكب واحد يجمعنا، بالنسبة للأوضاع السياسية فى العالم رفض التعليق مشيرا إلى انه لا يريد الحديث فى السياسة لأنه حضر إلى المهرجان للحديث عن السينما، وكل ما يستطيع قوله هو أننا نحتاج للأمل فى المستقبل حيث أن الأوضاع الحالية فى العالم وفى امريكا لا تبشر بأى نوع من الأمل لهذا علينا أن ننظر للمستقبل وننتظر أن يكون فيه الأمل المرجو.
ومن جانب عرض امس فى المسابقة الرسمية الفيلم التسجيلى "التيار البشرى" للمخرج الصينى اى ويوى وهو انتاج مشترك لالولايات المتحدة الامريكية وألمانيا ويناقش قضية اللاجئين، واصطحب المخرج اى ويوى زوجته وابنه معه على السجادة الحمراء فى مهرجان فينسيا مساء امس وقامت زوجته بتصوير فيديو على هاتفها المحمول للمصورين الذين وقفوا لالتقاط الصور لزوجها.
كما عرض فيلم "ليون اون بيت" للمخرج اندرو هيج بطولة تشارلى بلامر ضمن عروض المسابقة الرسمية انتاج بريطانيا وهو مقتبس عن رواية لويلى فلوتاين، وتدور احداثه حول مراهق فى الخامسة عشر يفقد والده ويجد نفسه مشردا فيقرر البحث عبر الولايات عن عمته التى انقطعت اخبارها عنه منذ سنوات، ويصطحب معه فى الرحلة الحصان "بيت" بعد أن سرقه من رئيسه فى العمل خوفا من أن يقتله، وينقذ الحصان تشارلى من الوحدة.
وقال بطل الفيلم تشارلى بلامر فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب عرضه أنه لم يكن يعرف شيئا عن المشردين ولم يحاول البحث فى الأمر لأن تشارلى فى الفيلم جديد على هذا العالم ولا يعتبر نفسه مشردا وهو ما يؤكد عليه فى احد المشاهد عندما يقول له احد المشردين ذلك، فعلى الرغم من كل ما تعرض له من احداث قاسية وتشرده فى الشوارع الا انه يعتبر نفسه فى رحلة بحث للوصول لعمته المفقودة التى شعر فى بيتها بالأمان فى النهاية.