ومرت 6 سنوات على رحيل "أيقونة الإغراء المصرية" السينما المصرية هند رستم، التي غادرتنا عن عمر 80 عاما في 8 أغسطس 2011، بعد أيام فقط من نظيرتها العالمية مارلين مونرو في 5 أغسطس 1962!
ورحلت هند رستم بجسدها فقط، ولكنها ستظل باقية في الوجدان والقلوب بأعمالها الفنية وأدوارها على الشاشة الفضية، والتي حاولت فيها أن تتلوّن في كافة الأنماط، لكي تبعد عن نفسها لقب "نجمة الإغراء"، والتي كانت تضايقها كثيرا، وتحاول التملّص منها، بالبحث دائما عن أدور تفجّر مواهبها التمثيلية، فمن منا ينسى "هنومة" بائعة الكازوزة في "باب الحديد"، والصحفية "عنان" في "الخروج من الجنة"، و"شفيقة القبطية"، و"الراهبة"، "و"كلمة شرف"؟
وفي ذكرى رحيلها السادسة، فإن هذا اللقاء الذي أجرته مجلة "الكواكب" مع هند رستم في 1966، والذي أحضرناه من أرشيف "الزمن الجميل"، يكشف عن أنها كانت المرشحة الأولى لمشاركة الفنان عبد الحليم حافظ بطولة فيلمه "أبي فوق الشجرة" من إنتاج 1969، قبل أن يسند الدور بشكل نهائي إلى صديقتها الفنانة نادية لطفي، كما أنه يعكس نظرها الخاصة جدا في لون الإغراء، وأكثر أدوارها المحببة إلى قلبها، والدور الذي تحلم بتقديمه، وإليك نص الحوار:
* بدأت هند حديثها عن سر رفضها بطولة فيلم "أبي فوق الشجرة" مع عبد الحليم حافظ:
- عندما قبلت القيام بهذا الدور، لم تُحك لي الرواية كلها، ولكن ما حدث أن الأستاذ إحسان عبد القدوس (مؤلف الرواية) كلمني في مكتب شركة "صوت الفن"، قال لي: "إنني مصمم على أن تمثلي أنت هذا الدور لأنه مكتوب لك"، وفي الحقيقة أن فرحت جدا بهذا الدور، لأنني منذ فترة طويلة لم أمثل قصة لإحسان عبد القدوس منذ فيلم "لا أنام"، كما أنها المرة الأولى التي أمثل فيها مع عبد الحليم حافظ، وكانت فرحتي مضاعفة لأنني في موسم واحد كنت سأمثل فيلمين، أحدهما مع فريد الأطرش، وهو قصة توفيق الحكيم "الخروج من الجنة"، والآخر مع عبد الحلبم حافظ قصة إحسان عبد القدوس، وعملت لتفسي تخطيطا جيدا بعد هذين الفيلمين.
وتابعت هند رستم:
ولكن بعد أن قرأت السيناريو اعتذرت بطريقة لبقة، وهو أنني أرفض أداء دور شريرة أمام فنان كعبد الحليم حافظ حتى لا أفقد محبة جمهوره! وبعد أن قرأت رأي الصديق الأستاذ إحسان عبد القدوس أصبحت في حل من ذكر الحقيقة التي دفعتني إلى رفض هذا الدور، وهو أنني لم أجد شيئا في الدور يشجعني على أدائه.
وأضافت:
كنت أتمنى أن يكتب لي الأستاذ إحسان حاجة جديدة غير الحاجة اللي الناس عارفاني بيها، وخاصة أنني عملت دورا قريب جدا من هذا الدور في فيلم من قصته، وهو فيلم "لا أنام"، وفي رأيي أن مثل هذه الأدوار أصبحت عادية بالنسبة لي مافيهاش شغل، وأنا في الفترة الأخيرة أميل إلى تمثيل أدوار "الكاراكتر"، فمثلت شفيقة القبطية، والراهبة، والأم التي عملت خادمة في "إمرأة على الهامش"، والبنت الساذجة عازفة البيانولا، كما مثلت الكوميديا والإغراء، ومن هذه التشكيلة تحس أنني عملت جميع الألوان.. أما أدوار الشر والإغراء فأصبحت بالنسبة لي "زي لعب العيال".
وأردفت هند رستم:
وأحب أن أوضح نقطة أخرى، وهي أنني مثلت في حياتي الفنية فيلمين ظهرت فيهما شريرة، وهما "بفكر في اللي ناسيني" و"نساء وذئاب"، لأن الدورين كانا مكتوبين للبطلة، كما أن سبب نجاح الممثلة بيتي ديفيز في أدوار الشر هو أن الأفلام تكتب لها خصيصا ولا تكون على الهامش.
وكما أوضحت من قبل، وهو أنني قبلت دور "أبي فوق الشجرة" في أول الأمر عندما كان ملخصا، والملخص لا يبيّن تفاصيل أي دور، ولكن عندما قرأت الدور لم فيه ما يشجعني على أدائه، وحقيقة أخرى هي أنني لا أحب أدوار الشر بطبيعتي، لأنني طيبة ولا أميل إلى هذا اللون، لأن الجمهور بياخد فكرة سيئة عن الفنان عندما يمثل هذا اللون، وسيعتقد أن دي حياته الخاصة!
ووجهت هند رستم سؤالا لإحسان عبد القدوس، باعتباره صديق وليس ككاتب لقصة "أبي فوق الشجرة": إحسان دائما يقول في كتاباته إن الممثل الجيد لازم يعمل كل الأدوار.. طيب اشمعنى اختارني أنا بالذات لأداء هذا الدور.. لماذا لم يختر فاتن حمامة وهو لون جديد عليها؟ ولماذا يغيّر الدور الآن للممثلة التي ستعمل الدور بدلا مني؟
* ونوّهت هند رستم إلى وقوع كتّاب السيناريو في خطأ كبير
- كتّاب السيناريو يقعون في خطأ كبير، وهو أنهم يكتبون أدوارا لبعض الفنانين والفنانات دون دراسة لشخصية هذا الفنان، والمفروض في كاتب السيناريو أن يدرس شخصية هذا الفنان عن قرب، ثم يكتب له الدور الملائم لشخصيته، ولوجه الحق الوحيد من كتّاب السيناريو الذي يقوم بهذا العمل هو حسين حلمي المهندس.
* ما رأيك في إحسان عبد القدوس ككاتب.. وماذا أعجبك من قصصة؟
- أنا إعجابي شديد جدا بإحسان ككاتب وأديب صريح وجريء، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يقول ما تخجل الأم أن تقوله لابنتها بطريقة لبقة ومفيدة، وأنا من القارئات المؤمنات بقصصه، وقبل أن تظهر قصة "النظارة السوداء" في فيلم كنت أستعد لإنتاجها.. ولكن حصلت بعض الحركات من الأخ المخرج حسام الدين مصطفى وأخذوا الرواية.. ومع ذلك سوف أعيد إنتاجها بالألوان، لأن الفيلم اتغير فيه الكثير، وليست هي قصة إحسان كاملة، لأن القصة الحقيقية التي نُشرت في كتاب تعالج أكثر من مشكلة في وقت واحد.
* ما أحسن دور في حياتك السينمائية؟
- دوري في فيلم "شفيقة القبطية"
* والدور الذين ندمت على تمثيله؟
- أدوار كثيرة كنت أعملها من أجل المادة فقط.
* الدور الذي قدمته من أجل الفن؟
- "شفيقة القبطية" و"الراهبة" و"باب الحديد" و"إمرأة على الهامش".
* الدور الذي تتمنين تمثيله؟
- "المصابيخ الزُرق" للأديب محمود تيمور.
* هل ندمت على أنك أصبحت ممثلة؟
- أبدا، كنت طول عمري أحب أن أكون ممثلة.. وكل عمل له حسناته وسيئاته!
* هل تقبلين أن تعمل ابنتك "بسنت" ممثلة؟
- لا أقبل، لأنه عمل صعب جدا عايز قوة احتمال وقوة أعصاب، وانا لا أشجعها على هذا، كما أنها لا تميل للفن.
* ما أسعد لحظات الفنان وما أسوأها؟
- أسعد لحظات الفنان عندما يعمل عمل ناجح، وأسوأ لحظاته عندما يعمل عمل يعتقد أنه ناجح ثم يفشل هذا العمل!!
إقرأ أيضا
بالصور- في ذكرى رحيلها السادسة: هند رستم تبرز جمالها ودلالها على أغلفة المجلات
بالصور- أدوار جسدتها هند رستم ستغير نظرتك لها كممثلة إغراء فقط