في مثل هذا اليوم 3 أغسطس، وُلد "الدنجوان" الفنان الراحل رشدي أباظة، لأب مصري كان يعمل ضابط شرطة، حتى ترقى إلى رتبة لواء، وأم إيطالية اتسمت بتربيتها القاسية عليه، وكان مصرّا على العمل في الفن، على الرغم من معارضة أهله "الأباظية"، لكونهم يؤمنون أن أولاد المجتمعات الراقية لا يعلمون في هذا المجال.
ولكن ودونا عن إرادتهم، عمل رشدي أباظة في الفن، بعدما اكتشفه المخرج بركات بالصدفة أثناء تواجده في صالة بليادرو، وأسند إليه المشاركة في أول أفلامه "الميونيرة الصغيرة" من إنتاج 1948، وساعده في هذا إتقانه لخمس لغات، وتمر الأيام ويصبح رشدي أباظة واحدا من نجوم الصف الأول في السينما المصرية في عصرها الذهبي، والذي وقف أمامه أجمل الممثلات، مثل هند رستم، وميرفت أمين، ومريم فخر الدين، زبيدة ثروت، ونادية لطفي وغيرهن من جميلات الفن العربي.
واحتفالا من FilFan.com بمرور 91 عاما على ميلاد "الدنجوان" رشدي أباظة، فإنه يعرض هذه الحقائق الطريفة عنه، استنادا على كتب وشهادات من بعض أصدقائه وزملائه في الوسط الفني:
* أضاع منه فرصة المشاركة في فيلم "لورانس العرب"
وقما كان يبحث المخرج ديفيد نيفين عن ممثل بملامح شرقية ليشارك الممثل البريطاني بيتر أوتول بطولة فيلم Lawrence of Arabia، سافر إلى القاهرة للبحث عن ضالته هناك، وبعد بحث طويل، علم بوجود ممثل مصري يدعى رشدي أباظة سيكون هو الاختيار الأمثل له، وبالفعل ذهب إلى أحد الفنادق حيث كان يقيم وطلب مقابلته لإجراء اختبار كاميرا له، ولكن رفض رشدي ذلك، وقال إذا كان يرغب في مشاهدة تمثيله فعليه الذهاب إلى السينما، حيث كان يعرض فيلم "في بيتنا رجل".
ولم يتضايق ديفيد نيفين من رد رشدي أباظة، وذهب إلى السينما، ولكن كانت المفاجأة أن من جذبه أكثر للدور في فيلمه العالمي هو الممثل عمر الشريف، فتواصل معه، واتفق معه على السفر إلى لندن لإجراء جراحة تجميل من أجل إزالة الشامة التي كانت وجهه، وبالفعل وافق الشريف على شرط ديفيد نيفين، وكان فيلم Lawrence of Arabia هو تذكرته إلى العالمية.
* تلاعب بأعصاب سمير صبري
يروي سمير صبري أن رشدي أباظة طلب منه في إحدى المرات أن يعزمه على الغذاء هو وزوجته سامية جمال في أحد مطاعم الدجاج الشهيرة في منطقة الهرم، فوافق صبري على الرغم من أنه كان يملك مالا محدودا.
واصطحب سمير صبري رشدي أباظة وسامية جمال إلى المطعم، وطلبا الطعام، ولكنه فوجئ بأن رشدي يطلب زجاجتا نبيذ، وهو ما كان يفوق ميزانية سمير المالية، فشعر بالخوف الشديد من الفاتورة، وبعد أن تناولوا الطعام وهم يستعدون للخروج من المطعم أخبر سمير رشدي أباظة بأنه لا يملك المال الكافي لدفع فاتورة الغذاء، ليرد رشدي عليه أنه أحضر زجاجتا النبيذ من دون أن يراهما، وطلب من النادل أن يوهمه بأنهما من المطعم لكي يتلاعب بأعصابه.
* ضحك من هذا "الإفيه" لسمير غانم
لم يتمالك رشدي أباظة نفسه من الضحك، بسبب "الإفيه" الذي أطلقه في المشهد الي شارك فيه كـ "ضيف شرف" في فيلم "عالم عيال عيال"، عندما دخل إلى المنزل وفوجئ بهجوم الأطفال عليه، ليكون تعقيبه الأول: "مين دول الهكسوس؟"، وبسبب ضحك رشدي على "إفيه" سمير أوقف المخرج محمد عبد العزيز التصوير لحين الانتهاء من ضحكه المتواصل.
* هكذا جعل سهير رمزي تنسجم معه في أحد المشاهد الحميمية
روت سهير رمزي أنها كانت تشعر برهبة شديدة من رشدي أباظة، قبل تصويرهما لمشهد حميمي، ولكنه نجح في جعلها تنسجم معها، بإحضاره شيكولاتة لها، كما عرض عليها إحضار عصير لها، لكي تهدأ، وأكد لها أن تأخذ وقتها تماما، لأن هذا المشهد هو "ماستر سين" في الفيلم، ولابد أن يخرج بشكل طبيعي، وأشار لها بأن الممثلة التي ترفض تقديم مشاهد محددة لا تستحق أن يُقال عنها ممثلة حقيقية.
* ألقى بكاميرا في حمام السباحة
كان يتسم الراحل رشدي أباظة بخفة دم تناهية، وفي إحدى المرات ألقى بكاميرا في حمام سباحة في الفندق، بعد أن تعطّلت للمرة الثانية قبل تصوير أحد المشاهد، وكان رشدي جاهزا تماما للمشهد، بحسب رواية الممثلة إيمان "ليز سيركسيان".
* أوصى بهذه الوصية العجيبة عند دفنه
أوصى رشدي أباظة صديقه فنان الكسسوار دنجل عند بنثر الحناء على قبره عند دفنه، وذلك لأنه بحسب الأقاويل بأن الحناء تسرّع من تحلل جثة المتوفي.