حوار : محمد عاشور
تصوير : محمد ممدوح
كتابة : محمد الأمير
كان بناء المجتمع همه الأول حينما تحول من لغة الأرقام محاسباً إلى لغة القلوب داعياً ، ولأن المجتمع ما هو إلا أفراد ، حاول بناء الفرد ، وقدم سلسلة "الأخلاق" فإنتظرها الناس على التليفزيونات ، وسار مع الجماهير المسلمة "على خطى الحبيب" من المدينة حتى مكة رافعاً شعار "باسمك اللهم نحيا" ، حتى قرر العودة إلى بناء المجتمع الأهم مع طلته الجديدة في رمضان ببرنامجه الأسري "الجنة في بيوتنا" ، والتي أطلعنا عمرو خالد في حواره مع موقع FilFan.com كيف نعيشها.
ماهو الجديد الذي تقدمه في برنامجك القادم لشهر رمضان المكرم؟
اسم البرنامج "الجنة في بيوتنا" وأطلقنا عليه هذا الاسم لنوجه رسالة إلى الناس جميعاً ، لكل من يبحث عن السعادة نقول له إن السعادة ستكون في بيتك ، ستجدها عندما تلتف حولك أسرتك ، لنعيد من جديد شمل الأسر واللقاء بين الشباب والآباء والجدود.
وشعرنا بأهمية توجيه هذه الرسالة لأننا افتقدنا أماكن كانت تبثها من قبل ، كانت البيت والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام تثبت القيم في النشأ ، والقيم هي التي ترسم ملامح شخصية الشباب ، ومع افتقاد الشباب لما يشكل شخصيتهم وملامحهم سيجدون أنفسهم بعد عشرين عاماً بلا شكل محدد ، ولأننا لن نستطيع مخاطبة المدارس أو وسائل الإعلام أو المساجد قررنا مخاطبة البيت.
قررنا الدعوة لعبادة الله من خلال أسرتنا ، لنسأل الله العتق من النار في رمضان من خلال طاعة الأم ، نسأله قبولنا من خلال طاعته في بيوتنا ، فوضعنا ثلاثين قاعدة للثلاثين ليلة الرمضانية لعبادة الله في بيوتنا ، نقدم قاعدة يومياً مثل قاعدة اليوم الأول "لنعبد الله سوياً" وهي قاعدة ستؤهل الشاب لعبادة الله بعدما يرى والده ووالدته يصلون سوياً ، ويشركونه في صلاتهما.
وكل القواعد سنعكسها على النبي محمد صلاة الله عليه وسلامه ، لنراه من زاوية العلاقات الاجتماعية ، فكما تعرفنا على المصطفى في رمضان الماضي كقائد حربي وسياسي في برنامج "على خطى الحبيب" ، سنتعرف عليه العام الحالي كأب صديق لم يدخل على فاطمة إبنته قط إلا وقبلها ، حتى عرفت يوم وفاته أنه سيموت لأنه لم يقم لتقبيلها ، وكجد يحنو على أحفاده ، وكابن وقف أمام قبر أمه بعد خمسين عاماً من وفاتها فبكى وأبكى كل من حوله ، وكحما كفن حماة ابنته في عباءته تكريما لزوج ابنته.
إلى جانب استخدامنا القرآن مصدراً ، لأنه حافل بالعلاقات الأسرية التي لم نلتفت إليها ، مثل العلاقة بين الأب إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ، الذي قال لابنه إن الله أمرني أن أبني له بيتاً فقال أطع ربك فسأله أتعينني فأجابه الابن أعينك ، وأصبح بيت الله العتيق الذي نطوف به في حجنا نتاج تعاون بين أب وابنه.
والصفا والمروة شعيرة أخذناها عن أمنا هاجر التي حرقها قلبها خوفاًَ على وليدها إسماعيل من الجوع والعطش فأخذت تبحث له عن زاد ، وبئر زمزم نتيجة دعاء الأب الحنون لابنه وزوجته "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" صدق الله العظيم.
أنظروا إلى علاقة الأخ بشقيقه التي نراها الآن وكلها جفاء ، عرفت شخص توفى شقيقه في حادث ، وعقب الجنازة ذهب إلى الغرفة وبكى كثيراً ، بعدما رأى صورة أخيه الذي كان يعيش معه في الغرفة ، نظر إلى الصورة وقال إني لم أعرفك ولم أشعر بك ، رحلت وأصدقائي أقرب إلي منك ، وفي القرآن نرى كيف كانت أخت سيدنا موسى وهي متلهفة عليه وتتابع مسار الصندوق الذي وضعته فيه أمهما ، وكيف أنقذته وأعادت شملهم بعدما نصحت آل فرعون بتعيين أمها مرضعة لموسى ، وهكذا نعيد النظر إلى الإسلام بشكل عام لنعرف كيفية التعامل في الأسرة.
الأسباب الاقتصادية مؤثرة لكنها ليست كل شيء
ولكن ألا ترى أن الأسباب الاقتصادية قد تكون سبباً في التفكك الأسري؟
أوافقك على أن الأسباب الاقتصادية قد تدفع الأب للبقاء خارج المنزل طوال اليوم ، ولا يجد الوقت لمجالسة أطفاله ، إلى جانب ظروف أخرى تجعلنا لا نوجه اتهامنا للآباء والأمهات والأبناء فقط ، لأن الأسباب الاقتصادية والإعلامية والعولمة أثرت على العلاقات الأسرية ، لكن مع ذلك فنحن مسئوليين عن شكل العلاقة في بيوتنا.
سأضرب لكم مثال سأتحدث عنه في البرنامج ، أنتجت قناة "ناشونال جيوغرافيك" فيلماً عن قطيع أفيال ، ومن المعروف أن الأفيال تعيش في شكل أسرة ، المهم أن هذه المجموعة كانت تعيش في غابة قرب قرية هندية ، وبما أن الأهالي يزرعون المحاصيل ، كانت الأفيال تتجه لتحصل على غذاءها في الليل ، حاول الأهالي منعهم بكافة الأشكال ليحافظوا على مجهودهم لكنهم فشلوا.
حتى قرروا اتباع طريقة في منتهى القسوة بقتل الفيلة الآباء والأمهات الذين يقودوا القطيع ، وماتت الأفيال الكبيرة ، والنتيجة كانت توحش الأفيال الصغيرة ، وبدأت الأفيال في مهاجمة القرى والإنسان ، فقررت الحكومة الهندية استيراد أفيال آباء وأمهات ، فاختفت حوادث القتل ومهاجمات الفيلة للقرى ، وعادت الأفيال الصغيرة لأكل العشب.
وانتهى الفيلم بعبارة "إما أن تبني أسرة أو تبني سجناً" ، فغياب القادة من آباء وأمهات هو ما تسبب في فساد الجيل الجديد ، وفي مجتمعنا الإنساني إما أن نصلح الأسرة أو نزيد عدد السجون لأن المجرمين سيزدادون ، وهو ما نخشا حدوثه في مجتمعنا بعدما أوكل الأب للأم تربية الأبناء على أن يوفر هو المال لتربيتهم ، فأوكلت الأم الخادمة لتربية الأبناء فيما تتفرغ هي لحياتها ، والخادمة لأن الأمر لا يعنيها قطعت التوكيل ففسد الأبناء.
تقويم مواهب الشباب بدلاً من دفنها
ولكن ألا ترى أن غياب القدوة في مجتمعنا الحالي أسهم في فساد الجيل الجديد؟
بالتأكيد ، فوجود القدوة يعطي للشباب الأمل في الغد ، وهو ما يجعلني لا ألوم الشباب كلياً ، أحياناً أنزل إلى الشارع وأتطلع إلى وجوه الشباب ، فأرى عيونهم سارحة في اللاشيء ، لأنهم ليس لديهم ما يفكروا فيه ، حرام علينا لوم هذا الجيل ، علينا احترامه أولاً ، نعطيه الفرصة ، الرسول عليه الصلاة والسلام وضع أسامة بن زيد على رأس جيش وهو في عامه السادس عشر.
وعلى الرغم من الاستنكار لتولية أسامة رأس جيش يضم كبار الصحابة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ، حتى خطب الرسول في الناس دفاعاً عن أسامة ، وكأنها كانت رسالة تقدير للشباب من الرسول ، وهي الرسالة التي حملها الصديق بإخراج الجيش بإمارة أسامة.
فغياب القدوة ليس ذنب الشباب ، وافتقادهم للأب القدوة ولأم تصبح مثلهم الأعلى ليس ذنبهم ، من أهم وسائل التربية الأسلوب الصامت ، لا تخبرهم ما عليهم فعله ، ولكن إفعل الصواب ليقلدوك ، لا تدخن أمامه إذا كنت تريد إبعاده عن السيجارة ، ولا تعطيه دروساً في الصلاة وأنت لا تصلي.
علينا تقدير الشباب من جديد ، حتى لو أخطأ لابد من التعامل معهم بنوع من الاحترام ، فالرسول عليه الصلاة والسلام عندما فتح مكة أسلم الكثير من الناس بما فيهم الشباب بالاسم فقط ، وعندما أمر الرسول بلال بالأذان فوق الكعبة استهزأ شاب اسمه أبو محذورة في عامه السادس عشر وأحد المسلميين جديداً ببلال ، وضحك عليه وأضحك عليه الناس حتى علا الصوت.
فطلب الرسول مقابلته ، فذهب إليه الشاب وهو يظن أنه مقتول ، لكن الرسول الذي كان يعرف أن الفتى يتمتع بصوت جميل واستنتج الرسول أن سخرية أبو محذورة كانت لأنه يحقد على بلال لعدم إتاحة الفرصة لموهبته ، فقال له الرسول "بلغني أنك جميل الصوت ، هل أعلمك الآذان" فقال أبو محذورة "ففرحت" حتى علمه الرسول الآذان ، وقال "كلما كان الرسول يردد الآذان أمامي حتى دخل الإيمان إلى قلبي" فعينه الرسول مؤذناً لأهل مكة.
أنظر إلينا كم شاب لديه موهبة يعيش ويموت وتدفن موهبته معه ، أنا كنت محاسب طوال عمري ، واكتشفت موهبتي.
نعود إلى فكرة البرنامج ، بالتأكيد في فترة الإعداد طرحت أكثر من فكرة ، كيف رتبت أولوياتك لاختيار هذا الموضوع؟
ترتيب الأولويات يأتي بناء على احتياجتنا كمجتمع ، حينما وجدت التفكك يضرب المجتمع بوقوع الفتن بين المسلمين السنة والشيعة ، وحدوث مشاحنات بين المسلمين والمسيحيين ، قدمنا برنامج "دعوة للتعايش" ، وعندما وقع العراق في قبضة الاحتلال قدمنا "حتى يغيروا ما بأنفسهم" ، وحينما رأيت احتياج الشباب للقدوة ، فكرنا في سلسلة "ونلقى الأحبة" ، وبعدما شعرنا بوجود وازع ديني بين الشباب بينما لا يعرفون ماذا يفعلون ، كانت سلسلة "صناع الحياة".
وعموماً فالإعداد للبرنامج ليس مسئوليتي وحدي ، وبرنامج "الجنة في بيوتنا" صاحب أكبر فريق إعداد ، والفكرة كانت داخلنا منذ عامين ، بدأنا نفكر في عمل يخص الأسرة ، نعالج فيه مشاكل الأسرة الحقيقية ، وكونا فريق بحث ودراسة ميدانية جمعت حالات في المغرب العربي والخليج وفي مجتماعاتنا لتحليل مشاكل المجتمع.
وأطلعنا على الدراسات الأكاديمية في جامعة القاهرة والإسكندرية وعين شمس في السنوات العشر الأخيرة حول الأسرة ومشاكلها ، وقدمنا تلخيص لأهم هذه المشاكل ، وذهبنا بها إلى أساتذة علم اجتماع في جامعة الأزهر والقاهرة والجامعة الأمريكية ، ليقدموا لنا العلاج ، وبحثنا في السيرة النبوية والدين الإسلامي عما يتصل بهذه الحلول.
والحقيقة أننا بعد استعانتنا بالمتخصصين وصلنا إلى نتائج مذهلة ، مثل ما كشفوه عن أن الشباب في سن السادسة عشر والسابعة عشر يحتاجون إلى الانتماء إلى شيء ما ، وهكذا إن لم يجد عائلة تجذبه إليها ستتلقفه إما جماعات التطرف أو عصابات المخدرات ، خاصة في غياب الانتماء الأكبر للبلد ، والذي لم نره منذ البطولة الأفريقية الأخيرة.
وتلك المواضيع المتسعة هل سيكفي عرضها في شهر رمضان فقط؟
لا سنكمل عرض السلسلة بعد رمضان ، وإلى عام قادم بإذن الله ، لأننا سنتشعب في أمور كثيرة.
ما حقيقة تراجع التليفزيون المصري عن طلب عرض البرنامج وإلى متى سيبقى عمرو خالد غائباً عن التليفزيون المصري؟
أنا شخصياً لا أعلم أن التليفزيون المصري كان ينوي عرض برنامجي وتراجع عن ذلك ، ولكن هناك من تدخل لمحاولة عرض تلك القيم في رمضان ، وبالنسبة لي شخصياً المهم أن تصل رسالتي إلى الناس من خلال القنوات الفضائية ، ومع ذلك بالتأكيد يحزني أن تبث قنوات كثيرة رسالتي بينما تليفزيون بلدي لا يعرضها ، ولكن لماذا وإلى متى ليس سؤال أجيب عليه.
لماذا لا تعط للشباب فرصة في برامجك للحوار والاستماع إليهم؟
منذ بداية حبي للدين ولحب الناس للدين ولله ، مع دراستي الثانوية وأنا أحب الحديث إلى الناس ، والتخاطب معهم والاستماع إليهم ، ومع انتشاري في شوارع وأزقة حي العجوزة ، وأنا أحرص على الحوار المتبادل مع الناس ، ومع اتساع الدائرة وتقديمي لدروس في مسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر ، ولكن عندما انتقلت إلى تقديم البرامج في الفضائيات أصبحت مساحة الحوار ضيقة ، لأن البرامج الحوارية بشكل عام بها قصور سببه عدم إتاحة الفرصة للجمهور للحديث ، فأصبحت أقدم رسالتي كلها من خلال البرنامج ، وأستمع إلى الجمهور وأجري حواراتي معهم من خلال اللقاءات المباشرة في الندوات الفكرية والجامعات.
الفن نوعان منه ما يدفع إلى الإمام أو إلى ..
إسنادك أغنية برنامج "دعوة للتعايش" للمطرب تامر حسني أثار الكثير من الجدل حول مساندتك له
الأمر أكبر من تامر وغيره ، فعندما بدأت مشواري الدعوي كان في بالي إحداث نهضة في الأمة تستمر إلى ما يشاء الله ، ونحن نعرف أنه لم يحدث أن نهضت ثقافة معينة أو أمة في مجال دون غيره ، هل تفوقت أمة بينما كانت فنونها متأخرة ، الرسول عليه الصلاة وسلم على إنشاد الأنصار "طلع البدر علينا" ، وكان يهتم بدور الشعراء في المجتمع ، وكان يقل لشاعره حسان بن ثابت "قل وروح القدس يؤيدك".
فروح الفن شيء هام جداً ، ويدفع الأمم إلى التقدم ، بينما الفن الذي نراه الآن يدفع إلى الوراء ، وسوء الفن الحالي هو ما جعل رجال الدين يرفضون الفن ، وذلك خلق داخلي سؤال ، لماذا لا نحاول مع هؤلاء الفنانين أو بعضهم لتقديم الفن الذي يرفع الأمة ، وأخذت الإمام الشافعي مثلاً لي في هذا الطريق.
فالشافعي وجد في حياته شعراء يقولون شعراً ماجناً ، بينما علماء الدين يكفرونهم ، فأراد الإمام التوفيق بين الفريقين ، وخلق مساحة وسطية بخلق الشعر الاجتماعي ، وبدأ يصادق الشعراء ، على الرغم من أن بعض العلماء قاطعوه ، ولكنه تمكن من استمالة الشعراء إليه في النهاية ، وقدموا شعراً صالحاً.
وفي حملة "صناع الحياة" حاولنا اتباع طريقة الشافعي ، وبدأنا مناقشة كافة جوانب النهضة ، ومنها الفن ، لذا استضفنا المطرب سامي يوسف ، وقدمناه كمثل للفن الدافع إلى تقدم الأمة ، وهو ما تابعناه في تتر برنامج "خطى الحبيب" والذي كنا نبثه من المدينة المنورة ، ومع ذلك نجحت الأغنية نجاح غير عادي ، وتكرر الأمر مع "باسمك اللهم نحيا" ، وذلك دفع الملحنيين والمؤلفين والمغنيين يلتفتون إلى الأغاني الدينية ، وأنا أفتح الباب للفن الصالح بغض النظر عن المسيرة فيما بعد ، أتمنى أن يستمر تامر في تقديم اللون الجيد من الفن ولا يعود إلى الفن المرفوض.
أعيش الجنة في بيتي ومع أهلي
بعيداً عن الدعوة والتصوير والبحث كيف تقضي حياتك الشخصية؟
أعيش بما أتمنى تقديمه في برنامج "الجنة في بيوتنا" ، أتشوق إلى عائلتي بشدة ، وحتى في غربتي كنت أداوم على الاتصال بأهلي ، لأني مؤمن جداً بمساحة الأسرة في حياتي ، فالبيت ليس قفص أو عبء ، وإنما جنة الله على الأرض.
فالأسرة أول مؤسسة خلقت على الأرض ، فمع وجود آدم وحواء على الأرض خلقت الأسرة ، لكي نصلح الأرض ، ولأن الإصلاح مهمة شاقة ، وفر الله لنا أسرة تعين على هذه المهمة ، منابع عاطفية رباعية ، زوج يحب زوجته ، وأم وأب يحبان أبناءهما ، وأبناء يحبون آباءهم ، وأخوات يحبون بعضهم.
فالأسرة هي الأساس الذي يحمي المجتمع من الفساد ، فإبليس لا يقدر على الشاب أو الفتاة إلا وهم بعيدين عن أهلهم ، أتدرون هناك حديث في صحيح مسلم فيه أن إبليس يضع عرشه على الماء وينادي في أولاده أيكم فعل أكبر مصيبة فأقربه مني وهو ابني وأضعه على العرش ، فيأتي من يقول ظللت مع فلان حتى شرب الخمر فيقول لم تفعل شيء سيتوب ، ويقول آخر ظللت مع فلان حتى فعل كذا فيقول لم تفعل شيء سيتوب ، حتى يقول له أحدهم ظللت مع فلان حتى فرقت بينه وبين أهله ، فيقول له أنت ابني ، لأنه بذلك ضرب أساس الأسرة.
بالنسبة لرمضان هل ستمضيه في القاهرة أم في المدينة كما تعودت؟
سأمضيه في القاهرة بإذن الله لأن البرنامج سيبث منها ، وأنا تعودت على تمضية رمضان من خلال الفضائيات ، والتي قدمت خلالها برامجي على مدار ست سنوات ، أول عامين كانا في القاهرة ، وثاني عامين كانا من لبنان ، وآخر عامين كانا في السعودية ، أحدهما في مكة والآخر في المدينة لارتباطهما بالموضوع ، والآن حينما وجدنا الموضوع متعلق بالأسرة فضلنا بث البرنامج من بيتنا وبين أهلنا.
وكيف ستستقبل الأيام الأولى من رمضان؟
أول أربعة أيام مع عائلتي الكبيرة والصغيرة ، نلتف حول بعضنا ، لنفطر اليوم الأول مع أبي وأمي ، وفيما بعد مع عائلة أبي وبعدها عائلة أمي ، ونمضي الليلة كلها معاً ، ليس إفطاراً فقط ونتفرق ، ولكننا نتجمع ونمضي أوقاتاً سعيدة.
شاهد الجزء الأول من حوار عمرو خالد
الجزء الثاني من حوار عمرو خالد
الجزء الثالث من حوار عمرو خالد
الجزء الرابع من حوار عمرو خالد
الجزء الخامس من حوار عمرو خالد
الجزء السادس والأخير من حوار عمرو خالد