بعد نجاح العديد من الأغنيات التي قدمها كلا من الملحن محمد يحيى والموزع حاتم عبد العزيز الشهير بـ"توما" على الساحة الفنية ، وخاصة التي تشاركا في صناعتها معا ، شعرت بأنه من الواجب الإشاده بدورهما في تجديد وانعاش الموسيقى المصرية في الوقت الحالي.
الساحة الفنية حاليا أصبحت مكتظة بعدد كبير من الملحنين والشعراء والموزعين بل وبالمطربين أيضا ، وأحد أسباب ذلك انتشار القنوات الفضائية التي أتاحت لعدد كبير مِن مَن يجدوا في أنفسهم أي موهبة من التي اشرنا لها بأن يعرض موهبته على المشاهدين والمستمعين ، الذين يقررون في النهاية ما إذا كان العمل المقدم يستحق المتابعة أم لا.
ولكن الملفت للنظر وسط هذا الكم الهائل أن الثنائي الجميل الذي كونه كلا من يحيى وتوما حاذ على إعجاب الكثيرين من خلال الأعمال التي قدموها معا ، بالإضافة إلى أن أعمال كلٍ منهما على حدة قد حققت أيضا نفس النجاح ، مما يدل على وجود موهبة حقيقية يتمتعان بها كلٍ في مجاله جعلت ما يقدمانه في المقدمة دائما.
ومن الطبيعي أن تمر الموسيقى بعدة مراحل من التطور مثلها مثل كل ما حولنا من أشياء تتأثر بالثورة التقنية الكبيرة التي نعيش فيها حاليا وهذا واضح على مر العصور الموسيقية ، والفنان الحقيقي هو الذي يستطيع أن يواكب هذا التطور بل ويبدع فيه ولا يكون مجرد معاصر له.
ومن الذين استطاعوا مواكبة هذا التطور وإثبات وجودهما في الساحة الفنية يحيى وتوما ، وهذا النجاح ليس وليد الأمس ، بل إن كلا منهما له عدة تجارب فنية بدأت منذ عدة سنوات حتى وصلا إلى نجاحهما اليوم.
فمثلا محمد يحيى درس الموسيقى في كلية التربية الموسيقية إلى جانب الموهبة الفطرية التي يتمع بها من الأساس ، وبعدها أتيحت له الفرصة ليتعاون مع المطرب الشاب أحمد العطار في ألبومه "حلم حياتي" والمطرب عامر منيب في البومه "حاعيش" ، مما دفع الفنان الكبير عمرو دياب للتعاون معه في ألبوم "ليلي نهاري" عام 2004 وقدم له ثلاث أغاني هم "خلينا نشوفك" و"ريحة الحبايب" و"يدق الباب" ، وكانت هذه الانطلاقة التي بدأ بعدها يحيى في اكتشاف مواهبه اللحنية وتطويرها باستمرار ، وهو إلى الآن مستفيدا من أخطائه ومطورا لموسيقاه.
وكانت أهم مرحلة في حياته – وحياة توما أيضاً - هى موسم الصيف الماضي ، حيث حققت أعماله أعلى نجاح من خلال الأفلام التي قدمت فيه ، حيث لحن أغاني ناجحة مثل "واحدة واحدة" للمطرب محمد حماقي – توزيع توما - من فيلم "جعلتني مجرما" ، وأغنية "كتير بنعشق" للمطربة شيرين من فيلم "عن العشق والهوى" ، وأغنية فيلم "واحد من الناس" للمطرب لؤي ، بالإضافة لأغنية "اتخنفت" – توزيع توما - للمطرب محمد محيي من فيلم "مطب صناعي" والتي حقق بها أعلى نسبة نجاح كأغنية مقدمة لفيلم سينمائي ، وأصبحت بعدها جميع أغاني الأفلام – تعتبر سنجل - التي تحمل اسمه كملحن من الأغاني التي تنافس أغاني ألبومات المطربين ، بالإضافة لمنحها فرصة العرض المستمر على الفضائيات وعلى إذاعة نجوم FM.
وهاهو يعود من جديد ويتألق هذا الصيف أيضا في تعاونه مع دياب من جديد في ألبومه الأخير "الليلا دي" ويقدم معه أربع أغاني من أجمل أغاني الألبوم هم "حكايات" و"خليك معايا" و"روحي مرتحالك" و"طول ما أنا شيفك" ، وهو يؤكد تغييره لجلده باستمرار.
أما توما فهو نموذج جيد للفنان المكافح ، وما لا يعرفه الكثيرين أن توما أو حاتم عبد العزيز في الحقيقة بدأ حياته مطرب ، وقام بتسجيل العديد من الأغنيات في الاستديوهات الموسيقية كصوت مصاحب للمطربين في البوماتهم أيضا ، وخلال هذه الفترة تعرف على الموزع الكبير طارق مدكور وأُعجب بأسلوبه وتطويره في مجاله ، مما دفعه لدراسه التوزيع على يديه ، ولم يبخل عليه مدكور في أي شيء وسانده بل واستمع إلى بعض تجاربه الأولية وقدم له النصائح أيضا ، إلى أن قدم أول عمل غنائي وتوزيعي له في ألبوم "فريندز" ، حيث حاول توما وأصدقائه من خلاله تقديم شكل جديد للأغنية الهادفة ذات المعنى ولكن الألبوم لم يحقق الهدف المرجو منه.
ثم ظهر توما وبقوة من خلال ألبوم حماقي الأخير "خلص الكلام" الذي شارك فيه بتوزيع سبع أغاني من مجموع 11 أغنية هم عدد أغاني الألبوم ، ليؤكد على امتلاكه لموهبة فريده تجعله يستطيع أن يتحمل مسئولية توزيع ألبوم كامل بأشكال موسيقية مختلفة ، على الرغم من أن الألبوم كان ينقصه بعض النقاط الفنية والتي تفهمها هو شخصياً وبدأ في تفاديها بعد ذلك.
بعدها إكتمل نضج توما الفني وقدم العديد من الأعمال مع مطربين آخرين حققت أغانيهم نجاحا كبيرا في الأسواق منهم "سيب الحب" لتامر حسني ، و"يا واجع قلبي" – لحن يحيى - لمي كساب ، و"من أولها" للؤي – لحن يحيى - من فيلم "احلام الفتى الطايش" ، و"إنت معايا" لحسام حبيب من فيلم "تيمور وشفيقة" وغيرهم من الأغاني التي حققت انتشارا بين الشباب ، مما دفعهم للسؤال عنه وعن شكله ، وهي من المرات القليلة التي يتحول فيها الموزع الموسيقي إلى نجم على الساحة الفنية.
يحيى وتوما يستحقان التقدير ويستحقان الإشاره لهما لاستطاعتهما إيجاد مكان لهما بمساحة كبيرة على الساحة الفنية حالياً ، ولأنهما استطاعا تطوير نفسهما وتفادي الأخطاء التي وقعا فيها في بدايتهما لكي يصلا إلى تألقهما الحالي.