هناك قاعدة سينمائية لابد أن تترسّخ في ذهنك قبل مشاهدتك لأفلام الوحوش في دور العرض، وهي أنها ستضم العديد من مشاهد الوحش، الذي سيحرص تماما على جذب انتباهك، بمعاركه المدهشة ضد خصومه، والتي يستعرض فيها قوته ومهاراته المختلفة، لإرضاء منتجه وتحقيق أعلى الإيرادات، وكأنك ذاهب لمشاهدة سيرك.. أما إذا كان هدفك من مشاهدتها هو الاستمتاع بأداء الممثلين المشاركين فيها، فأنت حتما تلعب في الوقت الضائع.
وأثبت العديد من أفلام الوحوش مثل Alien وPredator وGodzilla، وJurassic Park، صحة النظرية السابقة، الذين دفعونا للخروج من المنزل للقائهم فقط، وآخرهم Kong: Skull Island، الذي هو أحدث "إعادة" سينمائية لأشهر غوريلا عملاقة في تاريخ السينما.
شاهد إعلان فيلم Kong: Skull Island
* القصة
تدور الأحداث في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بعد حرب فييتنام، التي تضرّرت منها الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا، سواء ماديا أو في أرواح شبابها، حول ذهاب مجموعة من العلماء والعسكريين إلى "جزيرة الجمجمة" من أجل إجراء مسح جيولوجي سيفيد البشرية في المستقبل، ولكن لم يكن يعلموا أنها مسقط رأس الغوريلا العملاقة "كونج"، والذي يُعامله أهلها بأنه ملكهم، لكونه أنقذهم من العديد من المخاطر التي هددتهم في السابق.
* السيناريو
كنا نتوقع أن يضم فيلم Kong: Skull Island تفاصيل جديدة عن شخصية "كونج"، بخلاف إسقاطه للطائرات، وصوته الذي يرجّ السينما، وضربه بيديه على صدره لإثبات سيادته، مثل أن يتطرّق لجذوره ونشأته، وكيف تطور إلى هذا الحجم الكبير، خصوصا وأن أحداث الفيلم كلها تدور في مسقط رأسه "جزيرة الجمجمة"، والتي كانت فرصة رائعة للتطرّق إلى تلك "التفصيلة" المهمة لكل عشاقه، ولكن اكتفى سيناريو دان جيلروي وماكس بورنستاين وديريك كونلي وبشكل هامشي بالإشارة أن كونج كان لديه عائلة ولكنهما قُتلا بواسطة الوحش الذي تعارك معه في نهاية الفيلم.
وعلى الرغم من تلك الهفوة، إلا أنه يُحسب لسيناريو الفيلم التطرّق للجانب الإنساني لـ "كونج"، الذي منحه المخرج بيتر جاكسون حيّزا أكبر في نسخته King Kong من إنتاج 2005، وظهر ذلك في المشهد الذي وقف فيه وجها لوجه أمام بطلة الفيلم بري لارسون.
أيضا يمنحك الفيلم الكثير من الهدنات للاستراحة من أجواء معارك "كونج"، وتعرّض البعثة العلمية والعسكرية لهجوم قاتل ومقزز من جانب المخلوقات الأخرى، ومنها مشاهد التقاط بري لارسون للقطات لسكان الجزيرة، وغناء ورقص الجنود الأمريكيين على أنغام أغنيات السبعينيات.
* التمثيل
من الممكن اعتبار kong: Skull Island أنه فيلم وحوش مثالي جدا، وهو ما يجعل فرص كل الممثلين المشاركين فيه ضئيلة لاستعراض أدائهم، على الرغم من كونهم من الأسماء ذات الوزن الثقيل في عالم التمثيل، مثل توم هيدلستون الذي اشتهر من لعبه لدور "لوكي" الأخ غير الشقيق للبطل الخارق "ثور" في أفلام Avengers، والذي يجسّد في الفيلم دور مرتزق بريطاني مع البعثة العسكرية والعلمية للجزيرة، والحائزة على الأوسكار بري لارسون، التي تلعب دور مصورة صحفية، حتى صامويل جاكسون، الذي قد يكون هو الحلقة الأقوى في التمثيل، بتجسيده لدور القائد العسكري المتعنّت في رأيه، والذي يشعر بالخزي من مشاركته في حرب فييتنام، ووجد في القضاء على "كونج" أمثل وسيلة لتعويض هزيمته في الحرب.
أما بالنسبة لجون سي رايلي، فكان هو عامل الفكاهة في الفيلم، بتجسيده لدور جندي أمريكي توقف الزمن به، منذ أن ظل حبيسا في الجزيرة منذ مشاركته في الحرب العالمية الثانية في الأربعينيات من القرن الماضي بسبب "كونج"، والذي يساعد البعثة العلمية والعسكرية في السبعينيات على الهروب من الجزيرة، لإدراكه لكل مداخلها ومخارجها.
* الإخراج
لأن Kong: Skull Island هو فيلم وحوش مثالي، فكان لابد أن تسيطر التكنولوجيا على مشاهده بصورة كبيرة، والتي نجح المخرج جوردان فوت روبرتس في استثمارها وتوظيف بشكل هائل ومُبهر، حتى في مشاهد الـ 3D (شاهد تناول كونج للأخطبوط لتشعر بهذا)، لتشعر معها بالطفرة الكبيرة التي طرأت على شخصية "كونج"، منذ أن كان مجرد دمى يتم تحريكها في أول أفلامه من إنتاج 1932.
* الخلاصة:
إذا كنت من محبي أفلام الوحوش، ولست من أصحاب القلوب الضعيفة، ومدرك تماما للقاعدة السينمائية التي ذكرناها في المقدمة، فإنك حتما ستستمتع بمشاهدة Kong: Skull Island، فهو فيلم وحوش متقن التنفيذ، ويضم العديد من معاركهم المُبهرة بفضل "الجرافيكس".. ولا تنتظر منه أكثر مما ذكرناه.
تعرف على السينمات العارضة لفيلم Kong: Skull Island من دليل Filbalad.com
طالع أيضا
قبل مشاهدة Kong: Skull Island - هذه 8 حقائق قد لا تعرفها عن "كينج كونج".. الفيلم المفضل لـ"هتلر"
للتواصل معي عبر Twitter: