أثار الفيلم الأمريكي الجديد "المحاربون الثلاثمائة" 300 ردود فعل غاضبة بين الجالية الإيرانية في أمريكا وكندا بسبب قصته عن كتيبة يونانية بهذا العدد من الفرسان تبيد جيشاً فارسياً قدر بمئات الآلاف.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" عبر موقعها الرسمي تقريراً رصددت فيه ردود الفعل الإيرانية عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" والتي أخذت شكل حملة شعبية شارك فيها 600 من المدونيين الإيرانيين معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، والذين رأوا أن الفيلم خطوة أخرى ضمن حملة غربية ضد إيران.
وحقق الفيلم في أول ثلاثة أيام لعرضه سبعين مليون دولار ، ويدور حول معركة ثيروموبيلاي التي أوقفت الزحف الفارسي للملك خشایارشا الذي كان يتقدم إلى سبارطة بجيش قوامه إثنين مليون محارب ، تغلب عليهم ثلاثمائة من جنود المدينة اليوناينة القديمة عام 480 قبل الميلاد.
ويرى الصحفي الإيراني أوميد مماريان في الفيلم تخبط تاريخي مثير للقلق ، قائلاً : "الفيلم لم يكتف فقط بتصوير المعركة التاريخية بصورة مشوهة ، واعطاء نتائج مضللة لها ، لكنه أساء بشكل كبير في الصورة التي قدم بها الحضارة الفارسية".
وأضاف مماريان : "لا أحد يمكنه انكار أن کوروش بزرگ جد خشارياشا ومؤسس الامبراطورية الفارسية هو أول من سطر مبادئ حقوق الإنسان بعدما حرر مئات الآلاف من اليهود عام 539 من العبودية في مدينة بابل".
وانضم إلى مماريان مدونون منهم سلمان جاريري الذي قال : "أظن أن ما يقوم به زعماء العالم الثالث من تدمير في دولهم النامية قد يكون أكثر تأثيراً على الغربيين وشركاء الانتاج في هوليوود".
ولم يتوقف رد الفعل عند الحد الشعبي ، إذ وصفت صحيفة أياندي نو الإيرانية اليومية الفيلم بأنه "إعلان حرب هوليوودية على إيران" ، مضيفة : "الفيلم يظهر للعالم كيف ترى أمريكا إيران بمصدر الشر في التاريخ كله وليس اليوم فقط".
وصرح المستشار الثقافي للرئيس الإيراني جافاد شاماقداري بأن الفيلم يعد تعد سافر على التاريخ الإيراني ، المثقفون الأمريكيون الرسميون يظنون أنهم سيحصلون على الصفاء النفسي بعد انتقامهم من إيران بتشويه حضارتها".
إلا أن الشركة المنتجة للفيلم وارنر بروس الأمريكية نفت كون الفيلم تبعاً لسياسة معاداة إيران بسبب اصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي ، وأصدرت بياناً رسمياً جاء فيه : "قدمنا هذا العمل بوصفه فيلماً خيالياً ، وهدفنا الوحيد منه اسعاد الجمهور ، وليس الاستخفاف بعرق أو ثقافة ، أو إعلان وجهة نظر سياسية للشركة".
وأخرج الفيلم زاك سنايدر ، والذي اكد في تصريح سابق أن 90% من أحداث فيلمه حقيقية ، إلا أن الوقائع التاريخية للمعركة تؤكد أن ملك الفرس الذي قاد الجيش الكبير مني بخسائر عظيمة في صفوفه إلى أن دفع بالمحاربين اليونايين إلى وادٍ ضيق حاصره بجنوده من الجبال وأطلق ما أسماه المؤرخون بأمطار السهام حتى لفظ آخر جندي اسبرطي أنفاسه.