يمكن تصنيف فيلم Hell or High Water كواحد من أهم أفلام الموسم الصيفي الحالي، فالكثيرون من محبي السينما ينتظرون فيلم كهذا تجتمع فيه كل عناصر الفيلم السينمائي الجيد، فيمكن النظر إليه كفيلم إثارة وحركة فقط، لكن الحقيقة أن الفيلم يحمل في طياته الكثير من المفاجآت على صعيد السيناريو والتمثيل والإخراج.
تدور أحداث الفيلم حول شقيقين؛ أحدهما يدعي "توبي" أب مُطلق والآخر" تانر" مسجون سابق يقومان بدورهما كريس باين وبين فوستر، واللذين يتفقان معًا لسرقة مجموعة من البنوك الصغيرة في غرب تكساس. يجعلك الفيلم مع مرور أحداثه، والأسباب التي تتوالى وتوضح أهمية ما دفعهما للقيام بعمليات السرقة، تطرح سؤال على نفسك وهو هل لو كنت مكانهما هل كنت ستسلك نفس الطريق، حسب ما ورد في مقال الناقد السينمائي أوين جليبرمان بمجلة Variety.
تشعر وأنت تشاهد الفيلم أنك أمام أفلام السبعينات الكلاسيكية، الفترة التي انتعشت فيها صناعة السينما والتي نفتقدها جميعًا ونتمنى لو تتكرر أفلامها، فهي الفترة التي عرض فيها The God Father وCabaret و Mean Street وOne Flew Over the Cuckoo’s Nest، وغيرها من الأفلام العظيمة التي شكلت وعيًا عند المشاهدين وعرفتهم لماذا يحبون السينما ويستمتعون بمشاهدتها.
جميع الأفلام التي ذكرت نجحت في ربطنا بالشخصيات والتأثر بما يحدث لهم، ولذلك ففيلم Hell or High Water يعد مثلهم، فعلى سبيل المثال عندما يخطط الأخوان لسرقة بنك في الثامنة صباحًا، مرتديان أقنعة ويحاولان إخافة موظفي البنك، ثم ينجحان في الهروب رغم تعقب الشرطة لهما، ستشعر أن الدماء تجري في عروقك وأنك تريدهم أن ينجوان بسبب ظروفهما، فرغم كل ما يفعلاه فهما ليسا مجرمين، هم فقط يحتاجان المال من أجل الحفاظ على مزرعة عائلتهم المرهونة.
عندما يخططان لسرقة البنك يقرران إلا يقوما بإيذاء أحد، فلم يضربا أو يقتلا أحد هم فقط يريدون مال، فكما يقول الفيلم " إذا شعرت أنك لا تملك شيئًا لتخسره، وأن حياتك مهددة ستفعل أي شيء لإنقاذ مستقبل عائلتك"، وهذا ما تقوم الأفلام بفعله فهي ليست درسا أخلاقيا يخبرك أن تفعل شيئًا أو تتوقف هن فعل آخر، بل تجعلك تصور لك الواقع الحقيقي الذي تعيشه.
يتألق "باين" في هذا الدور الذي يعطي له مساحة كبيرة من التمثيل الواقعي والحضور الطاغي، وليس مثل أفلامه السابقة في سلسلة Star TREK، بل دراما حقيقية مثل دوره في People Like us و Z for Zachariah، كما يبدع "فوستر" في الفيلم فهو يقدم "تانر" بأسلوب مميز كعادته دائما.
كما أن الفيلم يجعلك مستمتع على مدار ساعتين كاملتين، وينجح في التعبير عن خوفنا من المستقبل والإخفاقات المتتالية التي نعيشها ولكن بلمحة من الإثارة والتشويق، فهو فيلم من طراز السبعينات يعكس الحياة والواقع بتفاصيل دقيقة.
يشار إلى أن الفيلم من إخراج ديفيد ماكنزي، وتأليف تايلور شرايديان، ويشارك في بطولته لورا مارتينيز كانينجهام باك تايلور.
مقال نقدي مترجم عن موقع Variety كتب بواسطة الناقد السينمائي أوين جليبرمان