شهدت الساحة الفنية الفترة الماضية خلافا كبيرا بين المطربة الشابة شيرين عبد الوهاب والمنتج الشهير نصر محروس ، وذلك بسبب خلافات عديدة أدت لرغبة شيرين في الانفصال عن الشركة التي بدأت من خلالها وحققت النجومية معها.
كما أدى هذا الخلاف أيضا لصدور قرار من نقابة المهن الموسيقية بمنع شيرين من الغناء في الحفلات لحين تسوية جميع خلافتها مع المنتج نصر محروس الذي لجأ للنقابة وللنقيب حسن أبو السعود يشكوه من تصرفات شيرين المبالغ فيها وعدم التزامها بشروط العقد المبرم بينهما منذ وقت طويل.
هذا الخلاف وصل في النهاية إلى تدخل الفنان الكبير هاني شاكر لحل هذا الموقف ، الذي أخذ أكثر من حقه على القنوات الأرضية والفضائية ، والتوسط بين كل من شيرين ومحروس وأبو السعود لكي يُحلّ الأمر في النهاية بانفصال شيرين عن نصر في مقابل دفع مبلغ مادي هو قيمة الشرط الجزائي الذي وقعت عليه شيرين منذ بداية تعاقدها مع شركة "فري ميزوزك" ، كما ستقوم شرين بإيحاء حفل كبير يخصص دخله لصالح خزانة نقابة المهن الموسيقية لإنهاء هذا الصراع الذي استمر لفترة طويلة.
والسؤال هو هل قرار الانفصال هذا يعتبر قرارا صحيحا؟
شيرين حققت نجوميتها من خلال نصر محروس وشركته وحققا "معاً" نجاحا كبيرا وملحوظا ليس فقط من خلال صوت شيرين الرائع بل وأيضاً من خلال عقلية محروس الأكثر من رائعة وكيفية إدارته للمطرب الذي يعمل معه بشكل سليم ، مما يساعده على الحصول على هذه النجومية ، إذن فالاستفادة متبادلة بينهما وكلا منهما ساعد الآخر في الوصول إلى هذه الشهرة!
بالإضافة إلى أن شيرين حالياً تفاضل بين العروض التي تلقتها للانضمام لشركات انتاج أخرى ، ومنهم شركة "روتانا" وشركة "ميلودي" للانتاج الفني ، فهل ستحقق مع أي منهما النجاح الذي حققته مع شركة محروس؟
شيرين صوت رائع يستحق كل تقدير ، ويكفي أنه الصوت النسائي المصري الوحيد الذي يتواجد حالياً على الساحة الفنية بقوة ولا تستحق كل هذا العناء الذي تكبدته جراء قرار وقفها عن الغناء ، ولكن هل بالفعل كانت هى مظلومة من خلال تعاقدها مع شركة "فري ميوزك"؟ ، وهل شروط العقد بينهما مبالغ فيها كما كانت تقول؟ ، وفي هذه الحالة لماذا وافقت عليها من البداية؟ ، حتى وإن لم تكن تمتلك وقتها الخبرة الكافية للحكم على هذا العقد ، لكن العقد شريعة المتعاقدين ، وهي وافقت عليه من البداية ، وبالفعل حققت كل النجومية مع هذه الشركة ، مما يؤكد نجاح التعاون بينهما ، فلماذا تتنكر لها بعد ذلك؟
وإذا كانت شيرين تبحث عن الاستقرار والنجاح من خلال شركة انتاج أخرى فلا تخشى من الانضمام لشركة مثل روتانا ، التي بالرغم من نجاحها الكبير في الوطن العربي إلا أن معظم المطربين المصريين الذين انضموا لها لم يحققوا أي نجاح على الاطلاق ، بل بالعكس فمنهم من تعاقد معهم وكان وقتها نجما حقيقيا ، والآن لا نعرف أو نسمع عن أي منهم أي أخبار وليس هناك تواجد لهم على الساحة الفنية مثل "خالد عجاج وإيهاب توفيق وعامر منيب ....." وغيرهم ، حتى المطربين الكبار مثل "عمرو دياب ومحمد فؤاد وأنغام " لم يحققوا مع روتانا نفس النجاح الكبير الذي حققوه مع شركات انتاج أخرى قبل تعاقدهم معها.
ومن ناحية أخرى لماذا لم يحاول نصر محروس للوصول إلى حل وسط بينه وبين شيرين؟ ، لماذا كان الكلام دائما حول إما الالتزام ببنود العقد أو تدفع الشرط الجزائي وتترك الشركة؟ - هذا إلى حد علمي –فقد كان من الممكن أن يقدم محروس عقدا جديدا لشيرين لتعاونا مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن ، وكانت الحياة ستستمر بينهما بشكل أفضل ويظل النجاح الذي حققاه معا مستمر بل وفي زيادة!
أعتقد من وجهة نظري - التي تحتمل الخطأ أو الصواب - أن كلا من شيرين ونصر سيتأثران بهذا الانفصال ، ولن يحقق لأي منهما الارتياح ، بل بالعكس شيرين خسرت منتج جيد يعرف كيف يدير أموره والمطربين الذين يتعامل معهم جيدا ، هذا بالإضافة إلى أنه المنتج الوحيد الذي يهتم بالفعل بالأصوات المصرية ويدعمها كما هو واضح مع العديد من المطربين حالياً على الساحة مثل تامر حسني وبهاء سلطان وسوما ودنيا سمير غانم ، كذلك خسر محروس صوت من الصعب تعويضه ويعد من أقوى وأفضل الأصوات الموجودة حالياً على الساحة الفنية.
وبالطبع أتمنى أن تكون وجهة نظري خاطئة لكي يستمر كلا منهما في نجاحه!