أظهر النقاد المحتشدون في مهرجان كان السينمائي فتوراً شديداً إتجاه الأفلام المشاركة في المسابقة ، والتي تختتم يوم السبت بعد 11 يوما تنافست خلالها 21 فيلماً ، رشحت الصحف المتابعة للمهرجان عدداً قليلاً منها للحصول على السعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان ، وقال هنتر كبير النقاد في مؤسسة سكرين انترناشونال "لم يكتشف أحد فيلما رائعا".
جاء في مقدمة الأفلام المرشحة فيلم "تاريخ العنف" أو a history of violence للمخرج الكندي "ديفيد كروننبرج" الذي رشح من قبل لنفس الجائزة عام 2002 عن فيلم "العنبكوت" أو spider ، ويدور "تاريخ العنف" عن أسرة متوسطة تصبح تحت الأضواء بعدما يتعرض الأب لمحاولة قتل ، ثم ينجح هو في قتل المهاجم دفاعاً عن النفس.
وثاني الأفلام المرشحة فيلم "المستودع" أو caché من تأليف وإخراج النمساوي "مايكل هانيك" - 63 عاماً - والذي رشح للسعفة الذهبية في عام 2001 عن فيلم pianiste laوفاز عنه بجائزة لجنة التحكيم ، كما رشح للسعفة الذهبية عن فيلمه récit incomplet de divers voyages عام 2000 ، وعن فيلمه funny games عام 1997 ، وتدور أحداث "المستودع" حول أسرة "جورج" التي تعيش حياة هادئة ، لكنها تنقلب جحيماً بعدما تصل شرائط فيديو لجورج صورت خلسة له ولأسرته ، ليبدأ في الخوف على أسرته وحياته ، إلا أن عدم وجود تهديد مباشر ، يجعل الشرطة غير قادرة على معالجة الأمر.
ولحق أخيراً بمجموعة الأفلام المرشحة الفيلم الألماني "لا تأتي طارقاً" don't come knocking للمخرج "فيم فيندرس" ، والذي وجد تشجيعاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً عند عرضه يوم الخميس ، ورشح "ويندرس" من قبل لنفس الجائزة عن فيلمه "نهاية العنف" عام 1997 ، وفيلم in weiter ferne, so nah! عام 1993 الذي حصل عنه على جائزة لجنة التحكيم ، وفيلم himmel über berlin der الذي حصل عنه على جائزة أحسن مخرج عام 1987 ، ويدور فيلم "لا تأتي طارقا" حول نجم أفلام رعاة البقر الذي يترك موقع تصوير فيلمه الأخير ، ويبدأ وحده رحلة إستكشافية.
ويأتي برصيد أقل فيلم "الزهور المسحوقة" أو broken flowers من إخراج وتأليف المخرج "جيم جارموش" الذي يدور حول شاب ينفصل عن حبيبته ، لكن يصله منها خطاباً بعد فترة عن ابن ينتظره ، لتتغير حياته تماماً ، وحصل "جراموش" من قبل على السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصيرعام 1993 عن فيلم coffee and cigarettes iii ، كما رشح للسعفة الذهبية أربع مرات.
ومن الملاحظ أن صور العنف كانت مساحتها كبيرة في عدد من الأفلام المشاركة في المهرجان ، وصورت العديد من جرائم القتل والانتحار والحروب ، ومن بين هذه الأفلام فيلم المخرج "فرانك ميلر" "مدينة الخطيئة" أو sin city والذي حقق أرباحاً جماهيرية كبيرة ، ويعد من أفضل الأفلام المشاركة تسويقاً ، ، وقد رشح للسعفة الذهبية في هذا العام ، وهو من بطولة الممثل الأمريكي "بروس ويلز" والممثلة "جيسكا ألبا".
ومن أفلام العنف والجريمة المشاركة في المهرجان فيلم "اللاموس" أو lemming للمخرج "دومينيك مول" الذي يحكي قصص عن الإنتحار والقتل ، ومثله يحكي فيلم "صربة قاضية" أو bashing قصة انتحار وهو من إخراج الياباني "كوباياشي ماساهيرو".
ورغم محاولات منظمي المهرجان تهميش السياسة ، إلا أن السياسة ظهرت من خلال عدد من الأفلام سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ، وأولها فيلم المخرج "آدم كرتيس" باسم "قوة الكوابيس" أو power of nightmares الذي يهاجم بشدة ردة فعل السياسين الأمريكين والبريطانيين على الهجمات الإرهابية ، ويرى أنهم بالغوا في حجم التهديد الإرهابي ، كما فسر النقاد والمشاهدين إحدى جمل حوار فيلم "حرب النجوم الجزء السادس" أوstar wars بانها إعتراض على أسلوب الرئيس الأمريكي "بوش" في إدارة حربه ضد الإرهاب ، بقوله "معنا أو ضدنا" ، إذ تقول شخصية في الفيلم : "إما انك معي أو عدوي" ، ويعرض حرب النجوم خارج المسابقة الرسمية للمهرجان.
كما شهد المهرجان أول حضور عراقي من خلال فيلم "الكيلومتر صفر" أو kilo meter zero للمخرج العراقي "هينر سليم" ، والذي يحكي عن علاقة الأكراد والعرب العراقيين ، في ظل نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.