حرب حقيقية بدأت بين سائقي الأجرة "التاكسي" والسائقين التابعين لنظم شركات التوصيل "Uber" و"Careem"، الأمر الذي وصل بسائقي التاكسي المعترضين إلى تسليم ثلاثة من سائقي تلك الشركات للشرطة، إلا أنه سرعان ما أفرجت الشرطة عنهم حسبما نشر الموقع الإليكتروني لصحيفة "الوطن" المصرية.
تلك القضية فجرت حالة من السخط بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين رؤوا اتجاه "المستخدمين" لشركات التوصيل، لم يكن وراءه إلا العديد من السلبيات التي لمسوها بأنفسهم خلال تعاملهم اليومي مع سائقي التاكسي، تلك السلبيات تلخصت في "تعطيل عداد الأجرة والتلاعب به، والامتناع عن التوصيل في بعض الأحيان، وتعطيل تكييف السيارة، واتخاذ طرق أطول من المعتاد سعيًا وراء مزيد من الأجرة، بالإضافة إلى محاولة بعضهم للتحرش بالسيدات والفتيات".
ولأن السينما لا تنفصل بأي حال عن الحياة اليومية للمواطن - أو هكذا يفترض - فنموذج سائق التاكسي ظهر في عدة مناسبات بل إن سائق التاكسي كان شخصية رئيسية في فيلم سينمائي هو "على جنب ياسطى" الذي أداه الفنان أشرف عبد الباقي، إلا أن الصورة التي عكست شخصية سائق التاكسي في السينما كانت ربما أكثر نبلا من الشخصيات التي ظهرت في الفيديو المشار إليه تحاول الإيقاع بزميل سائق له في قبضة الأمن بدعوى أنه يحاربهم في رزقهم.
ركز صناع السينما غالبا على إظهار جوانب خاصة بكفاح سائق التاكسي من أجل تسديد أقساط السيارة وسعيه لتوفير حياة كريمة لأسرته، لكن في الوقت نفسه تم إبراز "سائقة" التاكسي "المتحرشة" بفيلم "هاتولي راجل"، وسائق الليموزين الثرثار الاستغلالي الذي جسده الفنان لطفي لبيب في فيلم "عسل أسود".
وهذه 9 نماذج لشخصية سائق التاكسي في السينما
1) على جنب ياسطى (قليل الحيلة)
من بين مرات ظهور شخصية سائق التاكسي في السينما، شخصية "صلاح" التي جسدها الفنان أشرف عبد الباقي كانت الأوفر حظًا باعتبارها الشخصية الرئيسية في العمل.
تدور أحداث الفيلم حول عمل صلاح سائق التاكسي، والشخصيات التي يقابلها أثناء قيادته رحلته اليومية المستمرة، والمشكلات التي يعانيها من أجل توفير حياة كريمة لأسرته ولأخيه مرعي الذي يقوم بأعمال مخالفة للقانون.
شخصية صلاح النقية ظلت بارزة ومسيطرة طوال أحداث الفيلم، رغم تعرضه للعديد من المفارقات من المنطقي أن تترك آثارها في شخصيته، كفتيات الليل اللائي يقابلهن كل يوم، وشبهة تورطه في جريمة قتل، وتعرضه لسرقة التاكسي الخاص به.
2) ليلة ساخنة (السائق الجدع)
الفيلم الثاني الذي يكون بطله سائق تاكسي ولكنه يختلف عن سابقه في أنه يبرز مفارقات عديدة يعيشها سائق التاكسي في ليلة واحدة فقط "ليلة رأس السنة"، سيد الذي جسد شخصيته الفنان الراحل "نور الشريف"، يسعى خلال تلك "الوردية" لتدبير تكاليف إجراء عملية جراحية ضرورية لوالدة زوجته التي تعتني بابنه الوحيد، ويحاول مخرج الفيلم عاطف الطيب من تلك الزاوية إبراز حالة التردي التي وصلت لها المستشفيات الحكومية المصرية.
في نفس الليلة يقابل سيد، حورية، التي جسدتها الفنانة لبلبة، فتاة ليل قررت في وقت سابق التوبة إلا أنها ترجع في توبتها تلك الليلة من أجل الحصول على أموال لترميم منزلها، يرفض سيد عودة حورية لنشاطها السابق ويقرر مساعدتها في الحصول على المال.
يمر سيد وحورية بمفارقات عدة في تلك الليلة، ويقابلا خلال رحلتهما أحد الخارجين على القانون الذي يقتل ويترك وراءه حقيبة مليئة بالأموال، يتصرف سيد بأمانته للنهاية ويسعى لتسليمها للشرطة إلا أنه يفاجأ بمحاولة الشرطة توريطه في قتل الرجل، فتشعر حورية بالخطر وتخبئ الأموال بعيدًا عن أعين الشرطة.
3) سيد العاطفي (الظهور الأول لسائقة التاكسي)
كان غريبًا أن تجسد الفنانة عبلة كامل دور "سائق تاكسي"، إذ إن هذه المهنة يقتصر أداؤها على الرجال، لذلك يحسب للكاتب والسيناريست بلال فضل مغامرته باختيار هذه المهنة لبطلة العمل.
حنيفة "أم سيد" العاشقة للنادي الأهلي، يعرضها عملها للعديد من المفارقات الكوميدية، وتحاول بهذا العمل غير المألوف أن تدبر نفقات دراسة ابنها سيد الذي يقوم بدوره الفنان تامر حسني في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، إلا أنه يفصل من الجامعة، فتلجأ لمساعدته في إيجاد عمل مع عمه فيفشل في الحفاظ على عمله، لكنه يوفق عاطفيا ويتزوج جارته.
4) عايز حقي (السائق المستحق للشفقة)
أهم أفلام هاني رمزي على الإطلاق، فكرة الكاتب الراحل يوسف عوف غير الاعتيادية بأن -دستوريا- للشعب صاحب الملكية العامة حق التصرف في ممتلكاته، ولأن صابر الطيب "هاني رمزي"، واحد من الشعب يمر بأزمات مالية إذ يعمل سائق تاكسي منذ وفاة والده ليسد احتياجات أسرته ويسعى للزواج من وفاء "هند صبري" بعد خطوبة دامت 6 سنوات، فيحرك دعوى مطالبًا بحقه في المال العام ويجمع توكيلات 51% من الشعب لبيع حقهم فيه لأي مشتر إلا أنه يتراجع في اللحظة الأخيرة.
يركز الفيلم أيضًا على بعض المفارقات التي تحدث في حياة سائق التاكسي مثل تعرضه اليومي لضباط وأفراد المرور، الذين يحررون ضده مخالفات لأسباب تبدو تافهة، ومحاولته استعطاف أحد الزبائن وإقناعه بأن سائق التاكسي يستحق الصدقة إلا أنه لا يفلح في ذلك فسرعان ما يهرب منه الزبون دون حتى أن يدفع له أجرته، ولا ينجح في اللحاق به لأنه علق بحزام الأمان الذي جاءت قرارات شرطة المرور وقتها بفرضه داخل المدن.
5) بخيت وعديلة (سائق حظه عثر)
دور صغير لكنه يعد أحد أهم الأدوار التي أثرت في مسيرة الفنان محمد هنيدي كممثل كوميدي، تضعه الأقدار في طريق بخيت "عادل إمام"، وعديلة "شيرين"، الذين وجدا حقيبة مليئة بالأموال والمخدرات قبل أن يوصلهما.
يقع هنيدي سائق التاكسي في قبضة صاحب الحقيبة "مصطفى متولي"، ليتلقى علقة ساخنة حتى يتذكر المكان الذي أوصل إليه بخيت وعديلة.
"العربية عليها أقساط يا جدعان"، الجملة التي صارت بعد ذلك على لسان معظم سائقي التاكسي، قالها هنيدي حينما بدأ محتجزوه بتكسير سيارته، بعدما عجز عن تذكر مكان بطلي الفيلم.
6) فاصل ونعود (السائق المهزوم خفيف الظل)
عربي "كريم عبد العزيز"، سائق تاكسي توفت زوجته وتركت له ابنا يحاول والدها أن ينتزع حضانته من عربي فيضع له العراقيل في عمله، وعندما يفشل يقدم على خطف الطفل الصغير والاعتداء على عربي الذي يصاب بفقدان للذاكرة مستمر إذ يستيقظ كل يوم بذاكرة جديدة ويسعى في الوقت نفسه لاستعادة طفله ليكتشف في النهاية أن صديقه الوحيد "محمد لطفي"، هو المتورط في خطف ابنه.
المشهد الافتتاحي للفيلم يبرز ملمحًا هامًا موجود بالفعل في معظم سائقي التاكسي حينما يقف عربي بسيارته في عرض الطريق ليغسل وجهه ووجه ابنه، متجاهلًا سخط قائدي السيارات الذين تسبب وقوفه المفاجئ في تعطيلهم، المشهد الذي يليه يبرز أيضًا جانبًا مما يتعرض له السائقون خلال عملهم من مضايقات وإهانة على يد بعض ضباط المرور.
7) 1000 مبروك (السائق النموذجي)
مشهد واحد مدته دقيقتين يدور في "تاكسي أبيض" يلخص أسباب أزمة الركاب مع السائقين، رمضان السائق "أمير صلاح" يدخن سيجارة على غير رغبة أحمد "أحمد حلمي"، وحينما يطلب منه الأخير إطفاءها يرد السائق بفظاظه "خرج راسك م الشباك".
يسعى رمضان لفتح حوار مع الزبون بأي شكل لدرجة أنه أثنى على اسم "أحمد" واعتبره اسما جديدا، وظل يعدد في مشكلاته الجسدية والعائلية ويبرز احتياجه للمال وسط ضيق الزبون وامتعاضه لمعرفته بأن هذه إحدى وسائل سائق التاكسي للنصب، فلا يجد أحمد بدًا من إعطاءه المزيد من المال حتى ينهي حالة الشكوى، لتتحول شكوى السائق إلى فرح عارم ويغني "يا برنس الليالي يا رمانة الميزان".
8) هاتولي راجل (السائقة المتحرشة)
ظهور ثانِ لسائقة التاكسي ولكن هذه المرة في الفانتازيا الكوميدية "هاتولي راجل"، فكرة الفيلم تقوم على تبديل أدوار وصفات الرجل والمرأة ليصبح المجتمع أنثويا وتحل المرأة محل الرجل في كافة المهام.
وفي خضم أحداث الفيلم يتعرض أشرف "أحمد الفيشاوي" لتحرش سائقة التاكسي التي بمجرد رؤيته تتفحصه بنظرات مريبة وتسأله "على فين يا قمر؟"، الأمر الذي يدفع أشرف لتجنب الركوب معها.
9) عسل أسود (السائق المستغِل)
رغم أن راضي "لطفي لبيب"، في "عسل أسود" لم يكن سائق تاكسي إلا أن عمله على سيارة خاصة "ليموزين" يتشابه كثيرًا مع طبيعة عمل سائقي التاكسي خاصة الذين يقفون بسياراتهم خارج المطارات والمواقف الكبرى.
عمل راضي أن يقف بسيارته أمام المطار ليستقطب زبائنه من الأجانب، ويقنعهم بإمكانية تقديم خدمة توصيل جيدة لهم ولكن بمقابل به كثير من المبالغة، مستغلًا بذلك جهل الزبائن بالأجرة المستحقة.
استغلال راضي لم يقف عند هذا الحد بل إنه في البداية لم يقبل توصيل مصري "أحمد حلمي"، إلا عندما علم أنه لا يدرك الأمور جيدًا في مصر وباع له سندوتش فول بـ 60 جنيها، وزجاجة المياه ب30 جنيها، بعد أن بدل له الدولار الأمريكي بجنيهين مصريين.
تبرز في راضي صفات سلبية أخرى كاعتياده إلقاء المخلفات في الطريق العام، وقيادته المتهورة التي كادت أن تتسبب في حادث سير واتهامه لقائد السيارة الأخرى بأنه "كرودية" أي سيء القيادة، كما أنه لم يدخله للفندق المقصود بحجة منع دخول السيارات الأجرة.
استخدم راضي بعد أن انتهى من توصيل مصري عبارة "خللي يا باشا"، وهي لازمة شهيرة للمصريين ومن بينهم سائقي التاكسي، وعندما استجاب مصري لعبارته وشكره، جرى وراءه طالبًا منه الحساب، مؤكدًا أن عبارة "خللي"، هي محض عزومة مراكبية، ولم يكتف راضي باستنزاف أموال مصري طوال الطريق وطلب منه 100 دولار رغم انهما اتفقا على 100 جنيه فقط.
اقرأ أيضا للكاتب
تضحكك إفيهات "مسرح مصر"؟ أنت توافق على العنصرية والتمييز دون أن تدري!
يوسف عيد.. قليل الحظ الذي عجز أحمد زكي أمام أدائه
أسامة عباس.. ممثل "بالصدفة" وهذه حقيقة قصته مع سوزان مبارك
علي سالم مؤلف "مدرسة المشاغبين".. بدأ حياته "كمساري" وأيّد "التطبيع" فمنحته إسرائيل الدكتوراه
في ٢٠١٥.. أعمال افتقدنا خالد صالح حين شاهدناها
١٠ دروس تعلمها مرشحو البرلمان من "الجردل والكنكة"